ان تدريب الأطفال على العادات الصحيحة، في مختلف ميادين الحياة من أهم وظائف الأسرة، وكلما كانت هذه العادات سليمة، نشأ الطفل سليماً معافى جسمياً ونفسياً,سيما بعد التطورات الكبيرة التي طالت كل أمور حياتنا وان الغذاء يعتبرمن الأمور الأساسية في حياة كل فرد، وهو الآخر لم يسلم من التدخل الصناعي والتقنية الحديثة فظهرت الأغذية المجمدة والمحفوظة وغيرها الكثير، ومن تلك الأغذية التي وضعت الحداثة لمستها عليه هي البطاطا (الشيبس).
الشيبس.. من أكثر المواد التي يحبها الأطفال ويشترونها يوميا، سواء من مدارسهم أو من المحال التجارية، وفي بعض الاحيان تقتنيها الام في البيت، كلما ازعجها الطفل او ارادت مكافئته ناولته كيس من الشبس او قطعة حلوى ظنا منها انها تغذيه بتلك المواد.
ويدفعهم إلى ذلك طعمها المميز والألوان التي تحتويها، والحملات الإعلانية التي تسعى إلى ترويج تلك المواد .
وتبين دراسات أن كل طفل يستهلك يوميا على الأقل كيس واحد من الشيبس واكثر من قطعة حلوى.
ويتم صنع الشيبس من رقائق البطاطس أو من الذرة وغيرهما، ثم يتم إضافة كميات كبيرة من الملح والسكر والزيوت والمواد الحافظة والمواد الملونة ومثبتات اللون ومجموعة أخرى من المضافات كالمنكهات والملونات وغيرها.
ويحتوي الشيبس على نسبة عالية ومرتفعة من النشويات والتي تجعل الأطفال يلتهمون كميات كبيرة منها، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون التي تتسبب بعسر الهضم والإمساك، وكذلك الزيوت المهدرجة ذات التأثيرات الصحية السلبية على المدى الطويل، بالإضافة إلى الأصباغ والألوان المشكوك في سلامة بعضها ومنصوص على خطورة بعضها عالميا من قبل منظمات الغذاء.
وقد قال باحثون في مؤتمر نظمته إدارة الأغذية الوطنية السويدية, إن كيساً عادياً من رقائق البطاطا الشيبس قد يحتوي على كمية من مادة (أكريلاميد) أكثر بحوالي (500) مرة من الحد الأقصى المسموح به في مياه الشرب، والذي حددته منظمة الصحة العالمية بمايكروغرام واحد، وهو جزء من المليون من الغرام لكل لتر من الماء، وصنفت وكالة حماية البيئة الأميركية مادة (أكريلاميد) وهي مادة صلبة بلورية عديمة اللون - كمادة مسرطنة ذات خطر متوسط... ولتمييز وجود هذه المادة يكفي أن تشمّ رائحة الشيبس الذي تأكله، فرائحته منفّرة. علماً أن هذه المادة تتكوّن من المواد الشوية عندما يتمّ قليها على درجات حرارة عالية.
والقلي يساعد على تشكل مركبات كيمائية ضارة.
وأخطر ما ينتج عن عملية القلي تشكّل مركبات كيميائية ضارَّة أبرزها (الأكريلاميد) وهي مادة تستعمل في صناعة المواد البلاستيكية وتتواجد في دخان السجائر ودلت الدراسات المخبرية على أضرار بالغة تنعكس على الكبد كما تضر بالقلب والكليتين والعظام عند الأطفال.
وتشكوا بعض الامهات من زيادة في وزن اطفالهن وذلك بسبب تناول كميات كبيرة من الشيبس بالخصوص عند مشاهدة برامج الاطفال.
وتشكوا الاخريات من فقر الدم وتأخر في النمو لدى اطفالهن وذلك بسبب امتناع اطفالهن عن تناول الطعام الصحي الذي يمدهم بالطاقة والحديد والذي يجعل اجسامهم تنمو بشكل طبيعي ولايجعلهم يتأخرون من الناحية العقلية.
وعن نفس الموضوع كانت لنا جولة استطلعنا فيها بعض الاراء ..الاخت ام عبد الله تقول: ولدي يبلغ من العمر ثلاث سنوات واربعة اشهر, قليل الشهية عصبي المزاج ,كثير البكاء, الجأ الى ارضائه بالشيبس والحلوى حتى اصبح اشبه ما يكون بالمدمن على الشيبس ولايتناول الطعام الصحي وهو مصاب ب فقر الدم وعندما استشرت الطبيب قال ان فقر الدم بسبب سوء التغذية وعدم تناول الطعام الصحي.
وام علي ايضا تقول : ان اولادي يأكلون الشبس يوميا عند ذهابهم الى المدرسة وفي البيت اثناء مشاهدتهم التلفاز , وهم يشكون من زيادة في الوزن ولأنهم قليلي الحركة، لم اكن اعلم بأضرار الشيبس قبل ان اذهب الى طبيب التغذية وعندما طلب منعهم من تناول الشيبس واجهت صعوبة في منعهم فبدأت بتقليل الكمية وهم قليلا مايستجيبون وكأنهم ادمنوا تناول الشبس.
ام فاطمة تقول: عندما كان اولادي صغار لم يكن الشبس متوفر بهذه الانواع والالوان ولم تكن بهذه الكثرة ,كنت اصنع لهم الشيبس من البطاطا في البيت وبدل من الحلوى المصنعة كنت اصنع لهم الحلوى من الحليب الطازج ومن القمح ومن التمر, اما احفادي الأن فهم لايتناولون هذه الاطعمة ولذلك بعضهم يشكو من السمنة والبعض الاخر يشكو فقر الدم ونقص الحديد.
أن المشكلات الخاصة بالأكل تبرز نتيجة للاتجاهات الخاطئة في التعامل مع الأطفال. ويمكن تحديد بعض الأخطاء التي يظهرها الأهل، بشكل متكرر، في موقفهم نحو تغذية أطفالهم وفي اتجاهاتهم في التعامل معهم فيما يتعلق بسلوك التغذية.
فهناك بعض الأنماط السلوكية التي تتكرر وتكاد تكون ثابتة..
مثلا يقوم الأهل وخصوصا الأمهات، باستخدام طعام غير صحي كسيلة لتهدئة بكاء الطفل وتوتره، فكلما أظهر الطفل حالة من الضيق والتوتر أو البكاء تقوم الأم بإعطائه الشيبس او الحلوى لأسكاته في هذهالحالة يصبح الطفل اشبه بالمدمن على هذه الاطعمة والتي تجعله يشعر بالشبع، فلايرغب بتناول الاطعمة التي تمده بالحديد والفيتامينات والبروتينات وكاربوهيدرات.....فكلما شعر الطفل بالجوع اظهر حالة من التوتر والعصبية او البكاء او الامتناع عن الطعام حتى يحصل على الشيبس.
كيف يتعلق الاطفال بالشيبس
وفقاً لـ مايكل موس صاحب كتاب نشر مؤخراً بعنوان 'الملح والسكر والدهون' يقول أنه نتيجة لتحقيقاته العديدة حول كيفية تحول الشيبس من غذاء كان يهتم به الناس بصورة متوسطة إلى غذاء تعلق به الناس بصورة فائقة. وجد أن هذا يعود إلى أن كيفية تطوير الشيبس نفسه ليصبح عابثاً في مراكز المخ حيث يتلذذ الاطفال والكبار بتناوله ومن ثم لا يمكنهم الإستغناء عنه.
ويشير موس إلى أن الدهون التي تضاف إلى رقائق البطاطس تعطي متعة الإحساس الذي يشعر به الإنسان عند تناوله الجبن السائل الساخن، حيث أن هناك عصباً يسمى بالعصب الخامس (العصب ثلاثي التوائم) يوجد أعلى مؤخرة الفم يعمل على إرسال المعلومات إلى المخ عن طريق اللمس وهذا يعمل بكفاءة حينما نتناول الدهن، والدهن الأفضل مذاقاً هو الذي يرغب في تناوله أكثر وأكثر. وحينما تقضم قطعة الشيبس بفمك فإن الملح الموجود به تشعر وكأنه يضرب عقلك بصورة مباشرة.
وجنباً إلى جنب مع الملح والدهون, فإن السكر الموجود بالبطاطس نفسها يعمل على تحسين المذاق بشكل كبير. وهذا الثلاثي (الدهن والملح والسكر) هو السبب الرئيسي في إضفاء النكهة المميزة لرقائق الشيبس
ويتسبب الشيبس في حدوث اضطرابات معوية وزيادة في الوزن عند بعض الاطفال والبعض الاخر نقص في النمو بسبب امتناع الاطفال عن تناول الاطعمة الصحية مثل الفواكه والخضار واللحوم مما يؤدي الى فقر الدم عند الاطفال ونقص في الحديد.
بغض النظر عن تسببه بأمراض السرطان وتصلب الشراين......
وقدأ ثبتت الدراسات الطبية أن لسوء التغذية سبب كبير في تأخر نمو الأطفال، وذلك نتيجة تأثير التغذية على صحة الطفل ونموه، حيث ذكرت التقارير التي خرجت بها الدراسات أن تناول الطفل لكمية قليلة من الطعام اوتناول طعام غير صحي في عمر ما قد يتسبب في تأخر نموه، فكلما زاد عمر الطفل زادت حاجته لتناول كمية أكبر واجود وانواع اكثر من الطعام.
ومن اهم اثار سوء التغذية على الاطفال هو تأخر في النمو ونقص في الحديد وفقر الدم....
وعن نفس الموضوع تحدثنا مع دكتورة التغذية زهراء الموسوي وبعد سؤالنا عن سبب امتناع الاطفال عن تناول الطعام بعد تناول الشيبس اجابت: أن تناول النشويات بشكل كبير والتي توجد في منتجات الشيبس يمكن أن تسببب ارتفاعاً كبيراً في الجلوكوز والإنسولين في الدم، وهذا يسبب نوعاً من الإحساس بالشبع وعدم الرغبة في الطعام، وهنا مكمن الخطورة، حيث أن هذا يسبب عدم التوازن في الطعام فلا يرغب الاطفال في تناول الأغذية الأخرى التي من المفترض أن يوازن بها غذائهم، ومن اثاره وما هو شائع عند الاطفال الذين ادمنوا تناول الشيبس سوء التغذية، وتأخر في النمو، ونقص في الحديد، وفقر الدم.
اضافةتعليق
التعليقات