يقول وزير التجارة الفرنسي: "الماركات" هي أكبر كذبة تسويقية صنعها "الأذكياء" لسرقة "الأثرياء" فصدقها "الفقراء".
قد يكون الهدر ليس فقط بالوقت أو العمر فهناك أمور أيضا تعد من الهدر كهدر المال في شراء الماركات العالمية وتقليد المشاهير في ارتداء الملابس الفاخرة والعطور مما يجعل الزبون تحت التصرف فلا يمكنه رفض المنتج والماركة لذا يهدر أمواله في شراء هذه الحاجات.
وهذا ما يفعله عادة جيل اليوم فلم يعد هناك سوق تجاري خال من هذه الاعلانات الملونة بألوان الماركات، وفي الوقت ذاته هناك من يصنع لنفسه ماركة خاصة من خلال التسوق الالكتروني الذي قدم عروض مغرية منها التوصيل المجاني وخصم يصل إلى 40 % وخاصة في المناسبات والمواسم فتصل العروض إلى مسابقات تجارية فهناك من يدفع المال في حجز الملابس من دول المجاورة، ويعد الأخير من أكثر الخدمات رواجا في المجتمع اليوم.
في استطلاع لموقع "بشرى حياة" حول آلية التسوق واختيار الماركات وهدر المال، كان لنا وقفة
مع (هديل القريشي) حيث تقول: ذكر في القران الكريم المال والبنين وذكر الاسراف والتبذير في آيات صريحة في القرآن الكريم، لذا ما نراه اليوم هو عامل التبذير في الأشياء غير ضرورية فقط لأنها تحمل ماركة فرنسية أو تركية فأصبحت واجهه اجتماعية لبعض العوائل، وتقاس الثقافة في ارتداء هذه الماركات.
أما السيدة وفاء عباس/ صاحبة مركز تسوق الكتروني تقول: من خلال عملي شاهدت اقبالا كبيرا من النساء على شراء الملابس ومواد التجميل من خلال الطلب والحجز من المركز مع خدمة التوصيل التي يوفرها المركز، بعض الاحيان تكون هناك عروض وخصم لدرجة تصل إلى قطع اضافية مجانية، مع طلب المعلومات من الزبون رقم الهاتف والعنوان ودفع السعر..
وفي سياق هذا الموضوع وجدنا أنه ليس فقط في الملابس، فهناك أيضا مكتبات دخلت عالم التسويق الالكتروني ويعلِّق (احمد التاجر) عن إحدى تجاربه في شراء الكتب من المكتبات الالكترونية، فيقول: قد تكون أغلى بشيء قليل لكنها توفر لي الوقت والذهاب والتجول في المكتبات عن الكتب التي أود شرائها، ويمكنك التدقيق في الجودة والطلب من البائع الالكتروني نسخة منه لترى جودة الخط، وأكثر ما يتم عرضه هو الروايات المشهورة والكتب العالمية المعروفة عند المثقفين.
ويضيف الشاب حسنين سرمد: الماركات والتسوق تعتبر حضارة وثقافة في الجامعة فعندما ترى شاب أنيق يقال عنه هذا ماركة ويكون له مكانة خاصة في الجامعة، ومقبول لدى الأغلبية، ومن يعرفه عن قرب يعرف أن حالته المادية ليست جيدة لكنه يعمل من أجل أن يرتدي الماركة الأجنبية والعطر الفرنسي.
أما رأي علم النفس فكانت معنا (رنا عباس)/ اخصائية في علم النفس: تحدثنا عن صرف المال في شراء الماركات العالمية فهي زهيدة الثمن وقد لا تناسب الجميع، وللأسف البعض يهدر الأموال في التسوق ويعتبره أساس المجتمع، لذلك نرى حفلات الزواج وتجهيزات العروس من الماركات، وفي احصائية تقول أن النساء أكثر هوسا من الرجال، وقد يكون من أجل الغيرة من الباقيات ولفت نظر القرينات لها خاصة إذا كانت موظفة، وتحاول جاهدة أن تشتري هذه الأشياء ولو كانت على حساب أشياء أخرى أكثر أهمية فالمرأة تحب المظاهر، وتقليد الغرب أكثر من الرجل، وشاهدت حالة في محل تجاري في أحد الأيام عندما طلبت زوجة شراء (فستان) من الماركة لأنها شاهدت الممثلة التركية قد نشرت على حسابها مثل هذا الفستان، وكان السعر غالياً حتى انني تعجبت من السعر، ومع رفض الزوج في المحل دب الخلاف بينهما، ارتفع الصراخ داخل المحل مما جعلني اتحدث مع الزوج واطلب منه الهدوء.
المجتمع اليوم يطلب منه أن يعرف أن هذه الماركات هي خدعة يتسابق من اجلها تجار، ودخلت العادات السيئة في المجتمع فلم يعد هناك اسواق تراثية وملابس تناسب الفقير وتراعي حالته الاجتماعية، لا يمكن نكران أن الماركات لها قيمة وتتمتع بجودة الجنس ولكنها ليست ضرورية، ويوجد بديل لها.
وعندما تختار النوع عليك أن تعرف ما يناسب جسدك ولون بشرتك، فهناك ماركات لا تناسب احجامها وصنعت خصيصا لذوي الاجسام الكبيرة، وعلى سبيل العطور تجد الفرنسية تتربع العرش بينما لا يرغبها الكثير مع اختلاف الذوق.
فإذا كنتِ مدمنة على التسوق وشراء الماركات، وتنفقين الكثير من النقود عند التسوق؟ إليك بعض الطرق والنصائح التي ستساعدك على التسوق والشراء بحكمة:
_لا يعتبر التسوق بصحبة الأصدقاء من الأمور المفيدة عندما يتعلق الأمر بالشراء السليم والمناسب، لا تذهب للتسوق وأنت متوتر، "كما أرجع الخبراء السبب أيضاً إلى أسلافنا حيث أن الإنسان الأول كان عندما يشعر الخطر والضيق والتوتر كان يزود نفسه بالمؤن ويمكن أن نعتبر المسألة ذات منشأ غريزي، تسعى المتاجر عند تقديمها العروض الخاصة ومنها عرض شراء غرضين وتحصل على الثالث مجاناً على سبيل المثال لجعلك تشعر بأنك يمكن أن تحقق صفقة تجارية مربحة للغاية".
_اعلمي أن أفضل شيء عند اختيار الملابس هو الاعتماد على تدرّج الألوان القريبة من لون يناسب بشرتك حتى لا تحتاجي إلى شراء قطعة أخرى، احرصي على اختيار ملابس تناسب شكل جسمك، إذا كنتِ تعانين من السمنة في منطقة البطن.
_لا تتبعي الموضة دائماً، فبعض خطوط الموضة قد لا تتماشى مع طبيعة جسمك.
_ضعي خطة قبل خروجك: قبل القيام بالتسوق حددي أولوياتك وما تحتاجينه، تجولي في المحال لتتعرفي على ما هو معروض وأسعاره والخصومات الموجودة على كل منها.
-أوقات العرض: لا تذهبي للتسوق في أول وقت الشتاء، لأنه غالباً ما يتم التدقيق في أسعار المعروضات، لذلك اذهبي في الأوقات التي لا تكون فيها ذروة، أي وقت العروض.
-تسوقي في أوقات فراغك: لا تقرري القيام بقرار التسوق وأنتِ متعبة، لأنك تكونين أقل تركيزاً، ولا يمنحك هذا القدرة على البحث على الأفضل، فيكون اهتمامك الأول والأخير هو شراء ما تقع عليه عينك ويحرمك هذا من متعة التسوق.
-اختاري المكان الذي تفضلين التسوق منه: اختاري الأماكن التي ترتاحين دائماً التسوق منها، لا يشترط في هذه الأماكن أن تكون من الأسماء الكبيرة.
"وفي دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص تبين أن الذين تسوقوا مع أصدقائهم اختاروا الأشياء الغالية الثمن فيما اختار الأشخاص الذين كانوا لوحدهم الأشياء الأرخص إلى حد ما من دون التوجه إلى الماركات الغالية".
لو قمنا بهذه الخطوات لادخرنا أموالنا وعرفنا قيمة الجوهر الذاتي والثقة فيما نرتديه، وفي مقال سابق لي قلت؛ حواء رفقا بميزانية آدم فهو يمر بمرحلة التقشف وقد يضطر إلى التقليل من المصروف حفاظاً على ميزانية العائلة، فكوني معه لا عليه ودمتم بميزانية آمنة.
اضافةتعليق
التعليقات