الحزن والكدر من الأوجاع التي تصيب الروح الانسانية وتتركها تحت تأثيرات سلبية في الصحة سواء جسمية أو نفسية، وهما شعوران لا طائل لنا في التملص منهما ولكن المغالاة في الاستغراق بهما من شأنه أن يُدخل الانسان في كهف يعزله عن كثير من الإهتمامات.
فمرور الانسان في هذه القوقعة قد يكون أمرا خارجا عن ارادته وقد يكون السبب في الأنغماس العميق بسبب المحيط الذي يحاول دفعه لا سحبه وأنقاذه، ان هناك من الأفراد في حياتنا هم شرارات لطاقة سلبية متنقلة فترى شخصا ينثر الخوف والشائعات ولا أحد يعرف ما المغزى من فعله هذا أو ما الذي سيجنيه، أحيانا تظن أن الخوف الذي بداخله كبير لدرجة تشعر أنه يود تقسيمه على البشر ليخف وتيرته عنده، ونوع اخر لديه نظرية بأن الجميع هم مصدر للخذلان ومجلبة للوجع، ينشر نظرية بأن الشر هو الموجود المطلق في النفس البشرية ونسي أنها لو خليت قلبت، وإنَّ المروءة وإن ندرت فهي موجودة وبأنه المصدر المنبثق للحزن وكذلك بأن أي عمل تؤديه دون نتيجة هو روح اليأس كذلك أوجه توجع القلب وتهبط الهمم.
فلربما لمن يمر بأي ظرف أو حالة ضيق بأنه وإن خالط هكذا نماذج عليه أن يقاوم التأثير الذي تبثه للحفاظ على ديمومية روحه ورغبته في العطاء ويقبل الحياة ليس بمنظور وردي فأقلها بمنظورها الطبيعي دون تلك الرمادية للتشائم.
لذلك فإن أي ظرف أو حالة تمر بها هناك طريق واحد لعودتك إلى طريقك المعتاد دون رتابة وروتين الحياة وهو الرجوع إلى العمل، دع يديك تنبض فاليد التي لاتتحرك يجمد فيها الدم وتكن كالميتة لا تمتلك القدرة على وهب الحياة، لا يمكننا الإستهانة بأي شيء يمكنه أن يسحبك من هاوية الأحباط بدءا من ذكر الله والصلاة وقراءة القرآن فهما يهبان الروح إطمئنانا وراحة، وهناك فعل خاطىء يعمد له كثيرين عندما يقعون في أي شدة وهو الهروب.
وذلك بأساليب منها النوم لساعات وساعات وكذلك أسوء من الموت أو الشراهة في الطعام ويعلم الجميع إلى ما تؤول إليه الأمور من بدانة وثقل في الحركة، هنا تضيع جوهرة الحياة التي يقدر ثمنها بأنها يصعب تعويضها، وكما يصعب لأي كان أن يهبها إلا الله سبحانه وتعالى وسبب ضياعها هو تخاذل وإستسلام وقلة صبر وهذا لو قارناه بكل ما يحدث لنا يكون في طياته عنوان إبتداء يختبر الله فيه صبرنا.
يختلف جزاء الصبر عن جزاء الجزع، ويختلف مقياس الموقف لمن ثبت وناضل عمن إنكفى وتهاون في ما يواجه ليتحدى ذاته أولا.
وبعد الإنخراط في العمل ومحاولة عودة الحياة إلى إستمراريتها المعهودة ستخف كل الأعراض، لا بأس بمحاولات الخروج عن المألوف كرحلة لعدة أيام أو ليوم واحد كزيارة أصدقاء قدامى أو أقرباء، العودة إلى ما يريح القلب هو نبض وإندماج في روح الحياة، لابد وأن يرافقك كتاب، القراءة تهذب النفس وتواسيها دون مقابل ولا مجال لأن تكون ممتناً لأحد ورفقة دون تكلف، لا تحتاج حتى أن تهتم بهندامك، يمكنك أن ترافق كتاب حتى لو كنت تنوي أخذ غفوة.
ومن أكثر الأمور التي تجعلنا لا نبتهج هي أن نتصرف بالمقلوب فمهما كانت أحزاننا أو حالتنا فإن رؤية أحوال الناس ممن مروا بتجارب أكثر ألماً منا فبذلك عزاء وسلوى يجعلنا نردد حمداً لما نحن فيه، وهناك بادرة منها العطاء الذي من شأنه أن يرفع النفس ويسليها بكل خير وهو تخفيف عن إخواننا في الدين والإنسانية أياً كانوا.
ربما التغالي في الحزن عتمة لايرضاها الله لنا وفي السعي وتجاوز الصدمات ضياء يرفعنا إلى سمو نفسي عال ويزيد من إيماننا، دمتم بوثاق الإيمان المتين.
اضافةتعليق
التعليقات