نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد رئيس مذهب الشيعة (الجعفرية) الامام جعفر الصادق (ع)، فتجولت في أعماقي لأبحر بلؤلؤة من محيط حياته المباركة، أهديها لأطفالي كي تنير دربهم وتترسخ هذه الذكرى المباركة في اذهانهم.
يقول قائل: لازلت تتجولين في عالم الطفولة وتهتمين بها؟! فأقول: مالذي أرهق قلوبنا غير ذكريات الطفولة؟ فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر..
أصبحنا في زمن جديد لا نعرف الاسلام ولا المسلمين!
أصبح المسلم عبئا على الاسلام!
بات الاسلام مجرد قبلة وآيات من القران..
اصبح كهيكل جميل من الخارج ولكنه متآكل من الداخل، والادهى أنّ هناك الاف الحروب ضدنا، لو سألنا أنفسنا من نحن من أمة محمد وأين نحن منها!
ماذا سيكون ردنا؟!
ان الانسان على نفسه بصيرة، لو سألتك انت ايتها البنت، الزوجة، الأم، أين انت من اسلام النبي الأعظم محمد (ص)؟! هل باستطاعتك ان ترفعي رأسك بشرف وتقولين انا منها؟
ياترى كم أخذنا من الاسلام وكم تركنا؟!
يا ترى هل نحن كما قال امامنا دعاة للإسلام؟!
فعن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (صلوات الله عليه) أَنَّهُ قَالَ لِلْمُفَضَّلِ: "أَيْ مُفَضَّلُ، قُلْ لِشِيعَتِنَا كُونُوا دُعَاةً إِلَيْنَا بِالْكَفِّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَ اجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، وَ اتِّبَاعِ رِضْوَانِ اللَّهِ، فَإِنَّهُمْ إِذَا كَانُوا كَذَلِكَ كَانَ النَّاسُ إِلَيْنَا مُسَارِعِينَ".
أصبح العالم الاسلامي كمسبحة انفرطت حباتها،
أخذت كتابا ليساهم بإغناء رصيدي الثقافي والديني لأقدم الأفضل لأطفالي، وجدت ما اريد ان أتكلم عنه، ان الإمام الصادق كان يرسّخ الاعتقاد بالإمام المهدي (عليه السلام)،
ومن المبادئ التي سعى الإمام الصادق (عليها السلام) لترسيخها في نفوس الشيعة و ضمن الدور
المشترك الذي مارسه الأئمة (عليهم السلام) من قبله هي مسألة القيادة العالميّة المهدويّة التي
تمثّل الإمتداد الشرعي لقيادة الرسول (ص) لأنها العقيدة التي تجسّد طموحات
الأنبياء والأئمة حسب التفسير الإسلامي للتأريخ الذي يؤكّد بأن وراثة الأرض سوف تكون
للصالحين من عباده، قال تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذّكر أن الأرض يرثها عبادي
الصالحون ).
وترسيخ فكرة الإمام المهدي وتربية الشيعة على الاعتقاد الدائم بها تمنح الإنسان الشيعي الثائر
روح الأمل الذي لا يتوقّف والقدرة على الصمود والمصابرة وعدم التنازل للباطل، فكان الإمام
الصادق (عليه السلام) يقول: « إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن
لا اله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله».
وبهذه الحقيقة التأريخية يزداد الشيعي اعتقاداً بأن جهده سوف يكون جزءاً من الحركة الإلهيّة
وبجهوده المستمرّة سوف يقترب من الهدف المنشود ويرى الاضطهاد الذي يتعرّض له الشيعة
والمسلمون سيزول في يوم من الأيام حتما، (ونريد ان نمنّ على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
فسلام الله على الصادقين الاطهار.
اضافةتعليق
التعليقات