• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سوق الأرواح.. حين تنطق الأحجار في كربلاء

أفياء الحسيني / الخميس 07 آب 2025 / ثقافة / 503
شارك الموضوع :

مَن لا يعرف قيمة هذه الأحجار لا يقتنيها، ومَن لا يفقه لغتها لا يتداولها، لأن الحجر الكريم ليس مجرد زينة

في الأزقة العتيقة لمدينة كربلاء، حيث تفوح رائحة التربة الطاهرة وتمتزج الأرواح بنداء الحسين، تُولد الحِرَفُ من رحم الحاجة وتكبر في كنف البركة. ومن بين هذه الحرف، تتلألأ مهنة “الحَجّار” كأثر قديم ما زال ينبض بالحياة، يُلامس فيه الإنسان جوهر الحجر، لا كجماد، بل ككائن له روح، له أسرار، وله بركات.

الحَجّارة ليست مهنة عادية، بل هي فنٌ يتداخل فيه الإيمان بالمهارة، والتاريخ بالحس الروحي، وهي من أقدم المهن التي عرفها المسلمون، وأوصى بها نبيّ الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) في أكثر من موضع. فالخاتم الذي يُلبَس ليس زينة فقط، بل هو حارس صغير لمعاني كبرى، وهوية خفية تتجلّى في حجر كريم من عقيق أو فيروز أو ياقوت.

في كربلاء، لم تكن محلات بيع الأحجار الكريمة كثيرة كما نراها اليوم. كان السوق الحقيقي لهذه الحِرفة يقام في المقاهي، حيث يجتمع “الحَجّارة” الكبار، يحملون معهم ألوانًا من العقيق والفيروز والتوباز، ويعرضونها بصدق لا يموّه، وبكلمة تسبق الحلف، لأنهم يدركون أن المهنة التي ترتبط بنفوس الناس، يجب أن تقوم على المصداقية والنية الحسنة.

أسماء لامعة حفرت أثرها في ذاكرة الكربلائيين مثل الحاج موسى جعفر المعمار، والسيد مهدي مصباح (رحمه الله)، والمرحوم سيد أمين المؤذن، وهادي عابدين. كانوا لا ينظرون للحجر كسلعة، بل كأمانة. وكانوا يختلفون في الحكم عليه، فلكل منهم “بصيرة” خاصة، ولكل منهم “عين” لا تخطئ معدنه، لأن هذه المهنة لا تخضع فقط لمعايير السوق، بل لحدسٍ يتعلّم من الروح، ويستأنس بالتجربة الطويلة.

واليوم، تنتشر محال الأحجار في كربلاء من شارع الجمهورية إلى باب السدرة، تعجّ بالألوان والتصاميم، لكن أعداد المتخصصين الحقيقيين قلّت، واندسّ بين الصادقين من لا يعرف الفرق بين الزجاج والعقيق. وأصبحت التجارة تغلب على النية، والربح يسبق الثواب.

من أندر الأحجار التي كانت تُميّز كربلاء هو العقيق اليماني، الذي يُقال إنه وُلد في أول جبل أسلم لله في اليمن، وهو حجر مبارك أوصى به الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأكدت الروايات الشريفة فضله. له ألوان شتّى، لكن جوهره واحد: روحانية عميقة تلامس القلب.

مَن لا يعرف قيمة هذه الأحجار لا يقتنيها، ومَن لا يفقه لغتها لا يتداولها، لأن الحجر الكريم ليس مجرد زينة، بل “أثر”، يحمل أثر الأنبياء والأولياء، ويسكن في قلب من يعرف أسراره.

كربلاء، مدينة لا تزال تتكلّم بالعقيق، ويُحتفى فيها بالحَجّار، ذاك الذي يقرأ الحجر كما يُقرأ كتاب، ويمنحه شهادة أصالة لا تُكتَب بالحبر، بل بالتقوى والخبرة.

كربلاء
الأحجار الكريمة
الايمان
الدين
الاسلام
الروح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    الكتابة في زمن الصورة: هل ما زالت الكلمة تصنع الوعي؟

    نقص الفيتامينات قد يكون سببا خفيا وراء آلامك المزمنة!

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    دماغك في خطر: هل تعاني من تعفّن رقمي؟

    اضطراب فرط الحركة هل يكسب المصاب هالة مميزة؟

    آخر القراءات

    صادق العترة.. بين المجالس العلمية والمناظرات الدينية

    النشر : السبت 29 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    تجربة الموت باستخدام حبة الشيطان

    النشر : الأثنين 22 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 28 دقيقة

    من أول الخلق وحتى اليوم..

    النشر : الثلاثاء 21 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    ماهي ركائز التربية الأساسية؟

    النشر : الأثنين 06 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    بأي عملة تريدين مهرك؟

    النشر : الأثنين 07 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    كيف سيغير الميتافيرس حياتنا؟ وما هو الميتافيرس؟

    النشر : الثلاثاء 05 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 810 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 631 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 552 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 509 مشاهدات

    خذلان باسم الأبوة

    • 439 مشاهدات

    اللامبالاة.. ليست علاجاً للقلق بل هي من ثماره المرّة

    • 362 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1278 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1179 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 908 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 810 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 753 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 745 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح
    • منذ 18 ساعة
    الكتابة في زمن الصورة: هل ما زالت الكلمة تصنع الوعي؟
    • منذ 18 ساعة
    نقص الفيتامينات قد يكون سببا خفيا وراء آلامك المزمنة!
    • منذ 18 ساعة
    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟
    • الأثنين 29 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة