• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سوق الأرواح.. حين تنطق الأحجار في كربلاء

أفياء الحسيني / الخميس 07 آب 2025 / ثقافة / 317
شارك الموضوع :

مَن لا يعرف قيمة هذه الأحجار لا يقتنيها، ومَن لا يفقه لغتها لا يتداولها، لأن الحجر الكريم ليس مجرد زينة

في الأزقة العتيقة لمدينة كربلاء، حيث تفوح رائحة التربة الطاهرة وتمتزج الأرواح بنداء الحسين، تُولد الحِرَفُ من رحم الحاجة وتكبر في كنف البركة. ومن بين هذه الحرف، تتلألأ مهنة “الحَجّار” كأثر قديم ما زال ينبض بالحياة، يُلامس فيه الإنسان جوهر الحجر، لا كجماد، بل ككائن له روح، له أسرار، وله بركات.

الحَجّارة ليست مهنة عادية، بل هي فنٌ يتداخل فيه الإيمان بالمهارة، والتاريخ بالحس الروحي، وهي من أقدم المهن التي عرفها المسلمون، وأوصى بها نبيّ الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) في أكثر من موضع. فالخاتم الذي يُلبَس ليس زينة فقط، بل هو حارس صغير لمعاني كبرى، وهوية خفية تتجلّى في حجر كريم من عقيق أو فيروز أو ياقوت.

في كربلاء، لم تكن محلات بيع الأحجار الكريمة كثيرة كما نراها اليوم. كان السوق الحقيقي لهذه الحِرفة يقام في المقاهي، حيث يجتمع “الحَجّارة” الكبار، يحملون معهم ألوانًا من العقيق والفيروز والتوباز، ويعرضونها بصدق لا يموّه، وبكلمة تسبق الحلف، لأنهم يدركون أن المهنة التي ترتبط بنفوس الناس، يجب أن تقوم على المصداقية والنية الحسنة.

أسماء لامعة حفرت أثرها في ذاكرة الكربلائيين مثل الحاج موسى جعفر المعمار، والسيد مهدي مصباح (رحمه الله)، والمرحوم سيد أمين المؤذن، وهادي عابدين. كانوا لا ينظرون للحجر كسلعة، بل كأمانة. وكانوا يختلفون في الحكم عليه، فلكل منهم “بصيرة” خاصة، ولكل منهم “عين” لا تخطئ معدنه، لأن هذه المهنة لا تخضع فقط لمعايير السوق، بل لحدسٍ يتعلّم من الروح، ويستأنس بالتجربة الطويلة.

واليوم، تنتشر محال الأحجار في كربلاء من شارع الجمهورية إلى باب السدرة، تعجّ بالألوان والتصاميم، لكن أعداد المتخصصين الحقيقيين قلّت، واندسّ بين الصادقين من لا يعرف الفرق بين الزجاج والعقيق. وأصبحت التجارة تغلب على النية، والربح يسبق الثواب.

من أندر الأحجار التي كانت تُميّز كربلاء هو العقيق اليماني، الذي يُقال إنه وُلد في أول جبل أسلم لله في اليمن، وهو حجر مبارك أوصى به الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأكدت الروايات الشريفة فضله. له ألوان شتّى، لكن جوهره واحد: روحانية عميقة تلامس القلب.

مَن لا يعرف قيمة هذه الأحجار لا يقتنيها، ومَن لا يفقه لغتها لا يتداولها، لأن الحجر الكريم ليس مجرد زينة، بل “أثر”، يحمل أثر الأنبياء والأولياء، ويسكن في قلب من يعرف أسراره.

كربلاء، مدينة لا تزال تتكلّم بالعقيق، ويُحتفى فيها بالحَجّار، ذاك الذي يقرأ الحجر كما يُقرأ كتاب، ويمنحه شهادة أصالة لا تُكتَب بالحبر، بل بالتقوى والخبرة.

كربلاء
الأحجار الكريمة
الايمان
الدين
الاسلام
الروح
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    مقام السبايا... جرح يندّ أثر المسير لواقعة الطف

    الهدف... حين يسمو، تصغر دونه الصعاب زيارة الأربعين أنموذجًا

    اصنع وقتك

    نصائح طبية مهمة للمشاة في زيارة الأربعين لضمان سلامتهم الصحية

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    مرحبًا بك في العالم الذي لا يُجدي فيه الذكاء وحده

    آخر القراءات

    صلح الامام الحسن والحقائق المخفية

    النشر : الأثنين 20 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف تتم عملية الهاء الرأي العام؟ وما المصلحة وراء ذلك؟

    النشر : الأربعاء 21 شباط 2024
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    ماهو سبب قصور الغدة الدرقية؟

    النشر : الثلاثاء 20 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    قراءة في كتاب: كيف تبني عائلة ناجحة برواية أهل البييت؟

    النشر : الثلاثاء 26 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    بينَ الشيعة وآل البيت.. علاقة خاصة تكوينية لابد من معرفتها

    النشر : الخميس 11 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    الحمل بعد سرطان الثدي لا يزيد مخاطر عودة المرض

    النشر : الخميس 24 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1013 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 565 مشاهدات

    في قلب كل خيبة… ميلاد جديد

    • 450 مشاهدات

    الإمام الحسن.. مدرسة الفضيلة في قلب يثرب

    • 421 مشاهدات

    الأربعين: مسيرة تدعو للتجديد والتأمل في القيم الروحية

    • 407 مشاهدات

    ما بعد البصمات: كيف تكشف الخلايا الجذعية السنية أسرار مسرح الجريمة

    • 387 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1204 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1137 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1099 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1020 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1013 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 870 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    مقام السبايا... جرح يندّ أثر المسير لواقعة الطف
    • منذ 21 ساعة
    الهدف... حين يسمو، تصغر دونه الصعاب زيارة الأربعين أنموذجًا
    • منذ 21 ساعة
    اصنع وقتك
    • منذ 22 ساعة
    نصائح طبية مهمة للمشاة في زيارة الأربعين لضمان سلامتهم الصحية
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة