في عالم اليوم، تتزايد مخاطر المواد المخدرة التي يتم تداولها بأسماء جذابة وغامضة، مثل "الحبة الزرقاء" أو "حبة الفيل الأزرق" أو "حبة الشيطان" هذه المادة التي قد تبدو للبعض مجرد وسيلة للهروب أو التجربة فمن يبتلعها يحاكي تجربة الموت عبر مجموعة من الهواجس والهلاوس السمعية والبصرية، كما تخفي وراءها عواقب وخيمة ومخاطر تهدد الحياة والصحة، لابد من إدراك أن تناول هذه الحبة ليس مجرد مغامرة عابرة، بل هو قرار قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التراجع عنها، إذ لها مخاطر على مستوى الصحة العقلية والصحة الجسدية:
المخاطر الصحية الجسدية:
تلف الأعضاء الحيوية: قد تؤثر هذه المادة بشكل مباشر على القلب والدماغ والكبد والكلى، مما يسبب ارتفاعًا خطيرًا في ضغط الدم ومشاكل في ضربات القلب، وقد يؤدي إلى فشل الأعضاء.
فرط الحرارة والجفاف: تؤدي هذه المادة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير، مما قد يسبب الجفاف الشديد والانهيار الحراري، وهي حالة طارئة تتطلب تدخلاً طبياً فوريًا.
النوبات والتشنجات: يمكن أن تتسبب في حدوث نوبات صرع أو تشنجات عنيفة، مما يعرض الشخص لإصابات خطيرة.
المخاطر النفسية والعقلية:
الاضطرابات النفسية: قد تسبب هلوسات شديدة، جنون الارتياب (البارانويا)، والاكتئاب الحاد والقلق، يمكن أن تستمر هذه الاضطرابات لفترة طويلة حتى بعد التوقف عن تناول المادة.
تلف الخلايا العصبية: تؤثر هذه المواد على كيمياء الدماغ، مما يؤدي إلى تلف دائم في الخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة والمزاج والوظائف المعرفية.
التبعية والإدمان: تسبب هذه المادة شعورًا زائفًا بالسعادة، مما يجعل الجسم يعتمد عليها بشكل خطير، ويؤدي إلى حلقة مفرغة من الإدمان يصعب الخروج منها.
الأعراض الجسدية تعاطي حبوب الفيل الأزرق: (الشعور بالنشوة والسعادة نتيجة زيادة إفراز هرمون السيروتونين، ارتفاع مستوى ضغط الدم، عدم القدرة على التحكم في الأمور، الارتباك الشديد والشعور بالدوار وعدم الاتزان، زيادة مستوى ضربات القلب وسرعة التنفس، اتساع حدقة العين، الإصابة بالقيء والغثيان والإسهال).
الأعراض النفسية لتعاطي حبوب الفيل الأزرق: (تؤدي إلى الهلاوس السمعية والبصرية، الإصابة بالاكتئاب الحاد والرغبة الشديدة في الانتحار، الانفصال عن الواقع وعدم القدرة على تقدير الزمن).
وذكر كتاب (الطب النفسي المخدر: عقار إل إس دي (LSD) من العيادة إلى الجامعة (دراسات وتجارب نفسية تم اجراءها على أطباء نفسيين ومرضى في ذات المستشفى ليعرف الطبيب ما سيعيشه المريض ولأي حالة من الاضطرابات التي يمكن أن يعيشها وتجربة أخرى على مدمني الكحول وتم علاج الكثير منهم خلال سنة واحدة فقط بفضل هذا العقار، وذكر الكتاب تاريخ عقار إل إس دي القصير، لكن الغني، في أمريكا الشمالية، طابعًا مميزًا للثقافة المضادة والتجارب الحكومية لكن حقيقة هذا المزيج الكيميائي المؤثر على العقل أكثر تعقيدًا وأقل إثارة للجدل مما يُعتقد عمومًا.
يروي كتاب "الطب النفسي المخدر" قصة باحثين طبيين يسعون لفهم الخصائص العلاجية لـ LSD، في الوقت الذي مهدت فيه المخاوف المتزايدة بشأن تعاطي المخدرات في المجتمع الحديث الطريق لنهاية التجارب على هامش علم الأدوية النفسية، تُعيد المؤرخة إريكا دايك صياغة فهمنا لـ LSD ببراعة، لتظهره كمادة تجريبية، وعلاج طبي، وأداة لاستكشاف وجهات نظر ذهانية، بالإضافة إلى كونه عقارًا ترفيهيًا، تروي القصة الحقيقية للأيام الأولى لأبحاث LSD في بلدة صغيرة في براري كندا، عندما ادعى همفري أوزموند وأبرام هوفر تحقيق تقدم مذهل في علاج إدمان الكحول، وفهم الفصام وغيره من الاضطرابات الذهانية، وتحقيق التعاطف مع مرضاهم.
في سرده لرحلة الدواء القصيرة والغريبة، يشرح دايك كيف أدت المخاوف بشأن التوجهات الثقافية المضادة إلى تجريم عقار إل إس دي وغيره مما يُسمى بالمخدرات المخدرة مما مهد الطريق لازدهار كبير في استخدام الأدوية الموصوفة قانونيًا ويشير إلى عودة ظهور أبحاث المؤثرات العقلية المرخصة مؤخرًا بين ممارسي الطب النفسي، يُقدم هذا التحدي للحكمة السائدة وراء تنظيم الأدوية وعلاج الإدمان تصحيحًا تاريخيًا لتصورنا عن الفعالية الطبية لهذا العقار.
ونظرًا لأن هذه المواد تُصنَّع وتُستخدم بشكل غير قانوني، فلا توجد أي رقابة على مكوناتها، غالبًا ما يتم خلطها بمواد كيميائية سامة أخرى، مثل المواد التي تُستخدم في المبيدات أو المنظفات، مما يزيد من خطورتها بشكل كبير، كذلك لا توجد جرعة آمنة أو موحدة لهذه المادة، ما قد يكون جرعة "منخفضة" لشخص ما، قد يكون جرعة مميتة لشخص آخر.
أخيرًا الحياة هي رحلة ليست بهذا السوء كي نقدم على هذه التجارب السيئة على المدى البعيد، لا تسمح لفضول عابر أو لضغط الأقران أن يقودك إلى تجربة قد تنهي حياتك أو تدمر مستقبلك.
اضافةتعليق
التعليقات