• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

دموع شاكية

وفاء المسعودي / الثلاثاء 28 كانون الثاني 2025 / ثقافة / 726
شارك الموضوع :

من أنكر منكم قساوة قلبه، فليدن يتيماً فيلاطفه وليمسح رأسه، يلين قلبه بإذن الله

دموع حائرة إلى ربها شاكية، غُربة أيام وقسوة زمان، طفولة ممزقة بأشواك عتية، يحاكي الليل بحزن النهار، فالظلام والنور عنده سيان، إنه اليتم، وقعه قاسي على النفس البشرية، طفلاً لم يتجاوز سن البلوغ، يصاب بفقد أحد الوالدين، يخسر الكثير من الشعور بالأمان والطمأنينة، وتتولد لديه مشاعر النقص العاطفي، وقساوة اليتم تولد لدى البعض الروح العدوانية وعدم تقبل الآخرين، وتتغير نظرة اليتيم لمن حوله، وقد يحمل بين طيات قلبه مشاعر الغضب والحقد على المجتمع، الذي لم يحاول التخفيف من وطأة ما حل به، وهناك في زمن الجاهلية كانت توجد ظاهرة لحل هذه المشكلة عن طريق التبني، وما إن جاء الإسلام بمبادئه السامية وتشريعاته الإلهية حتى عمد إلى تحريم التبني وإعطاء الحل البديل بالكفالة.

قد يحصل الاشتباه لدى بعض الناس عن موضوع التبني والكفالة، وهل يوجد فرق ينهما؟

إن التبني هو إلحاق نسب الطفل المتبني بنسب من تمناه ويعطيه اسمه ولقبه فيعتبره كابن حقيقي للأسرة وكذلك يورثه، فقد كان الصحابي الجليل المقداد بن عمرو يعرف بالمقداد ابن الأسود نسبة إلى من تبناه، ولقد حرم الاسلام التبني بعدما كان جائزاً في زمن الجاهلية بآية التحريم: ((ادعوهم لأباءهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)) وهو أمر محرم في الشريعة.

أما الكفالة: فهي تتمثل بالإحسان الى اليتيم وإكرامه والإنفاق عليه دون أن يتم إلحاق نسبه إلى الشخص الكافل، وفيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل ما يعلمه إلا الله عز وجل.

وربما يتساءل البعض لماذا حرم الله تعالى التبني وأحل الكفالة؟

والحكمة من التحريم لا يعلمها إلا الله عز وجل، إذ لكل تحريم أسباب ظاهرية وأخرى باطنية، ولعل من أهم أسباب تحريم التبني هو نتيجة:

1- لحدوث مخالفات شرعية منها المصافحة والرؤية غير الشرعية بين المرأة والمتبني الذي وصل إلى سن البلوغ (فهو والغريب على حد سواء) بينما لا يشترط في الكفالة سكن اليتيم في البيت ذاته للمتكفل، فبمجرد العناية به وتدبير أموره المعاشية والحياتية من بُعد يتحقق شرط الكفالة.

2- أو حتى لا يشارك الابن المتبني الولد الصلب في أحكام الوراثة.

3-  لا يحدث اختلاط في الأنساب.

إن رعاية اليتيم سمة إنسانية ودينية، ينبغي على المجتمع، لا سيما المؤمن الالتفات إليها ومحاولة التخفيف من وطأة وقعها، سواء على الطفل نفسه أو الشخص الحاضن له، لا سيما لو كانت هذه العوائل تعاني من الفقر والعوز، والذي يضر بحالة الطفل اليتيم والحاضن له، ولقد جاءت العديد من الروايات، التي تؤكد على أهمية كفالة الأيتام واحتضانهم، لأن لها آثار عظيمة، منها حصول المؤمن على رقة القلب كما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من أنكر منكم قساوة قلبه، فليدن يتيماً فيلاطفه وليمسح رأسه، يلين قلبه بإذن الله، فإنّ لليتيم حقّاً". ولها في الآخرة ثواب عظيم، وللكافل منزلة كبيرة عند الله عز وجل يوم القيامة إذ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن من كفل يتيماً وكفل نفقته، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين في الجنة، وقرن بين إصبعه المسبحة والوسطى)، وهناك العديد من الروايات التي تشجع على كفالة الأيتام، ومع ذلك نشاهد عزوف الكثير من المؤمنين، عن هذا الكنز الرحماني أو أنهم غير مهتمين به، ليس لقلة اليد، إنما لعدم وجود الوعي لما يجري على أمور المسلمين، وشتان بين مؤمن حاز رضا الله بفعل الفرائض وبين مؤمن جمع بين رضا الله ومستحب مؤكد مثل كفالة يتيم.


اليتيم
النبي محمد
الاسلام
الانسانية
العاطفة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    لماذا قد تحصل على عكس ما تتمنى الحصول عليه؟

    النشر : الثلاثاء 16 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ما بين الاستحقاق وجلد الذات

    النشر : الأحد 17 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    دور القراءة للأطفال والناشئة في التربية وتطوير الشخصية: ورشة تقيمها جمعية المودة

    النشر : الثلاثاء 22 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    إذا عاش المراهقون جواً من المسئولية فسيعتمدون على أنفسهم

    النشر : الخميس 14 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الجمال ومرحلة الشباب

    النشر : الثلاثاء 05 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    قراءة في كتاب: الشعور الجيد.. العلاج الجديد نحو التحرر من التقلبات المزاجية

    النشر : الخميس 04 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 3 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 3 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 3 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة