• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

السفهاء على موائد الضياع

زينب كاظم التميمي / الأحد 10 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 628
شارك الموضوع :

توجد هذه الظاهرة لدى الفئات الميسورة والقادرة مادياً في المجتمعات المتخلفة والتي شَبِعَت بعد جوع

هناك ظواهر عديدة شاعت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة كما تغيرت العديد من الامور التي كانت سابقا من المَعيب جدا أن نطبقها، الظاهرة التي سنتحدث عنها اليوم تسمى حسب نظري ظاهرة الطارئين على الغنى، أثر الجهل والحرمان.

توجد هذه الظاهرة لدى الفئات الميسورة والقادرة مادياً في المجتمعات المتخلفة والتي شَبِعَت بعد جوع، لهذا اطلقتُ عليها هذا المسمى. تسعى هذه الفئة إلى الإفراط في اقتناء وسائل الاستهلاك المادي وتبديد ثروتها على المظاهر الخارجية والتباهي المبالغ وشراء الكثيرمن الأشياء باهظة الثمن من غير مبالاة بدل توظيفها من أجل تطوير وتنمية شخصيتهم التي تنهار من دون وعي منهم.

وهي حالة يتنكر فيها المتخلف لوضعه كمختلف من خلال إحاطة نفسه بكل مظاهر الوجاهة المادية وبكل ما يبهر المجتمع والمحيطين بهِ محاولا لفت الانتباه واستدراج الكثير من حوله ممن يعتنون بالمظاهر ويقدرون شخصية الفرد على كثرة ما لديه وما يقتني وما يلبس!.

إن المباهاة في الشراء سلوك يتجلى في رغبة الفرد في إظهار تفوقه المادي على الآخرين من خلال شراء سلع باهظة الثمن أو ماركات فاخرة، بغرض لفت الانتباه وإثارة الإعجاب، إنه يحمل في طياته العديد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع.

وبعد كل هذا الضجيج والسعي وراء الجاه ولفت الأنظار يصبح إنساناً مزيفاً، أسير المظاهر والعناوين الواهية، باحثاً عن أقنعة الوجاهة. وهكذا يصبح هذا الإنسان ضحية مقدما نفسهُ وشخصيتهُ قرباناً للناس على مجزرة العُقد والحرمان.

هذه الفئة من الناس تُعتَبر من الفئات المرغوبة في المجتمع الجاهل ومنفرة للمجتمع المثقف، قد لا يرى أمامهُ مثالاً أو معياراً في سبيل تحقيق الذات أو الرفع من شأنه من خلال تثقيف نفسه سوى أسلوب حياة الاستعراض والتباهي، وهو دليل على الهروب من وضعية الجهل والتخلف الذي هو فيه وضغط حالة اليأس والصورة السيئة لنفسه.

إن الإنسان المستعرض فقد هويته وأصالته ووجد نفسه عارياً أمام غربته على نفسه، إنه مريض بمرض لا يستطيع التخلص منه إلا إذا حاول أن يجد نفسه أولا فهو يحاول بشتى الأساليب ومن خلال مختلف الأقنعة أن يجد هوية بديلة تعويضاً من خلال أسلوب البذخ والترف والاستعراض كل ظنه أن في ذلك وجود نفسه واحترام ذاته.

إنه بحاجة إلى الاعتراف لتأكيد قيمته الذاتية من خلال امتلاك الأشياء المادية ومواكبة الموضة ومواكبة أحدث الصيحات وقد يندفع بعضهم إلى الشراء المفرط بهدف الاندماج في مجموعة اجتماعية معينة فيلجأون للشراء المفرط كوسيلة لتعويض شعورهم بالنقص أو الفراغ الداخلي. ولو دققنا قليلا للاحظنا أنه لو لم يجد من يهتم ويمنحه القيمة العالية على هذا الأسلوب لما وصل إلى هذا الحد من الهوس والضياع.

ومن مثل هؤلاء المتخلفين والمجتمع المتخلف أيضًا، يتحرك كل إنسان إلى ستر خوائه الداخلي بكل وسيلة وطريقة، محاولاً إبهار الآخرين وإثارة غيرتهم. ومن أكثر العناصر التي تلعب هذا الدور هي المرأة، إذ تلعب دور "عارضة الاستعراض" على غرار "عارضة الأزياء". بسبب الهُزال الوجودي والقهر والمرارة والظلم الذي تعرضت له فيما سبق، يدفعها ذلك إلى المزيد من الإقبال على هذه المظاهر في أي مناسبة تتيح لها ذلك أو حتى في الشارع ، وهي بروز الشكليات لتستر بها عيوب شخصيتها وخواء ذاتها، ويصبح متنفسها لإبراز الوجاهة والمكانة متماهٍ بأسلوب ونموذج لا يربطها به شيء سوى الهروب من الذات من خلال التنكر الاستعراضي.

وفي المجتمعات المتخلفة، بدل تحرر العقل من الجهل من خلال التغيير الداخلي الحياتي للإنسان والتطوير من نفسه ومحاولة قمع العقد الناتجة من الحرمان وإعادة الاعتبار لشخصيته بشكل أفضل وأسلم وأصح، يتنكر المريض بهذا الأسلوب ويتقبل المجتمع رغم معرفته بماضيه غير آبهين بمسوى عقليته وثقافته فيجد المريض الأجواء المناسبة والسهلة لنتيجة سريعة بمجتمع متخلف أكثر منه وقبوله الظاهري وتركيزه على توافه الأمور حتى يصبح لديه وجاهة المظهر هو المقياس للإنسان وبما يتمتع به من جمال أو سلطة أو نفوذ أو أموال وغيرها!.

ومن هنا يُلاحظ في مجتمعنا تحديداً، أن النمو يزداد بسرعة من الناحية الاستهلاكية الاستعراضية على حساب الناحية الإنتاجية التطويرية، وقد بات الأغلب ضحايا للسوشيال ميديا والظهور المبالغ فيه والهوس على مجزرة الوجاهة والنتيجة هي محيط من البؤس والتَيه .

وهناك الكثير من عواقب عدم تثقيف النفس والبحث عن الذات والوجود الحقيقي أولها: صعوبة في التكيف مع التغيرات والمواصلة.

ثانيا: انخفاض الثقة بالنفس: فإن عدم التعلم والتطوير يؤدي إلى الشعور بالدونية وعدم الكفاءة حتى إن وجد الكثير ممن يميل له فهناك فئة مثقفة تعي ما تتصرف.

لذا أخيراً أوصيك بأن عليك الإنتباه والتركيز على الأمور الأكثر أهمية لتجد نفسك وتتصالح معها فأنت في ضياع تام ولا تعي ذلك، غَرتك الناس الجهلة التي التفتت حولك وأوصلتك على ما أنت عليه. فإن علاجك هو التصالح مع آلات والتركيز على تطوير نفسك وليست هذه الأمور الواهية التي ستنتهي بمجرد ما تُفلس وقد تكون في الحضيض الذي لم تكن تتوقعه يوما ما.

الشخصية
السلوك
المجتمع
العادات والتقاليد
العادات السيئة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    عدالة الإمام علي.. بين الشريعة الإسلامية والحق الإنساني

    النشر : الخميس 25 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أمير المؤمنين ونواة الطمأنينة الإجتماعية

    النشر : الأثنين 24 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    دور الاخصائي الاجتماعي في حل المشاكل الأسرية

    النشر : الثلاثاء 25 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    تخلّص من 15% فقط من السعرات الحرارية لتحافظ على الشباب الدائم

    النشر : الأثنين 26 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    حبوب الفحم ... منظم غذائي ومعالج للتسمم

    النشر : الأثنين 12 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    نفحات مهدوية لمكيال المكارم في نادي أصدقاء الكتاب

    النشر : الأربعاء 30 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1191 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 426 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 391 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 363 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 362 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1529 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1315 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1191 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 3 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 3 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 3 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة