30 يوليو هو اليوم العالمي للصداقة والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام (2011) واضعةً في اعتبارها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهماً لبث السلام والمودة لكونها تشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات والمحافظة على الروابط الإنسانية واحترام التنوع الثقافي.
وبمناسبة هذا اليوم المميز المعني بالصداقة تأخذنا (بشرى حياة) بسياحة حول مضامين الصداقة وهل ما زالت موجودة في مجتمعنا..
صداقة سطحية
تؤكد التمريضية صفاء عبد الحسين أن الصداقة أثمن ما بالوجود وهي رابط متين يبنى على الثقة المتبادلة ولكن ليس من اليسير أن تمنح هذه الكلمة صديقي أو صديقتي لأي شخص كان فلا بد أن تكون علاقتهما علاقة مبنية على المواقف التي تجعله يحدد إن كان الشخص المقابل يستحق أن ينال مرتبة شرف الصداقة.
انا عن نفسي اغلب علاقاتي تكون زمالة عمل وصداقات سطحية لا تتعدى اسراري الخاصة جدا ولكن لدي صديقة بالمعنى الخالص لهذه الصفة الثمينة وهي قريبتي في الوقت ذاته اذ تربطنا صلة الدم قبل الصداقة ووجودها بحياتي يعني لي الكثير ومهم ايضا وانا احمد الله لأني حظيت بصديقة واحدة في هذه الحياة.
أخذ وعطاء
ابتهال علي/ تدريسية حدثتنا قائلة: انه لموضوع مهم وشائك نفتقر الى وجود الصداقة النقية في حاضرنا اذ اصبحت معظمها ولا نقول جميعها حتى لا يقع الظلم على احد مسألة اخذ وعطاء لمصالح مشتركة وبعد انتهاء العمل تنتهي تلك الصداقة المبنية وهذا امر محزن جدا ومخيف اذ نصل لهذه المرحلة من الاستغلال تحت مسمى الصداقة.
ختمت حديثها: جنبنا الله واياكم هذا النوع من علاقات الصداقات الزائفة.
مهند عبد الكريم/ مغترب في الدنمارك كان له رأي بهذا الجانب استطرد قائلا: إن الصداقة من الامور المهمة بالنسبة ليّ، وانا افتقدها جدا في بلاد الغربة اذ لم اتمكن منذ عامين من تواجدي هنا من تكوين أي صداقة متينة مع المغتربين العرب ولا الاجانب لأن العلاقات اليوم اصبحت تدور اغلبها حول المصالح المادية ، كما اشتاق جدا لأصدقاء طفولتي في بلدي العراق.
من جانب اخر تقول القانونية امل علوان : هناك الكثير من الاشخاص يقولون ان الصداقة امست غير موجودة اذ ان مفهوم الصداقة في وقتنا الحالي أصبح مختلفا، فالمصلحة الشخصية هي المتصدرة في المركز الأول.
ارى ان من الممكن تكوين صداقة متينة في وقتنا الحاضر ولكن بعد سنوات من المعرفة والمواقف التي تصقل معدن الشخص المقابل ليتسنى لنا وضعه في مرتبة الصداقة السامية.
الصداقة نعمة
استهلت الباحثة الاجتماعية نور الحسناوي حديثها بآية كريمة، قال تعالى في كتابه الكريم: (وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ) تنص هذه الآية الكريمة على ان الله عز وجل اراد ان يتعارف الناس فيما بينهم ليكونوا صداقات نبيلة تساهم في تعزيز الاواصر الاجتماعية فالصداقة هي نعمة من الله وبزوال هذه النعمة يشعر المرء بأهميتها اذ يقوده هذا الشعور احيانا بفقد لذة الحياة والتي ترتبط بفقدان الأصدقاء، كما من الممكن ان تكون الصداقة على مستوى الاسرة نفسها مثلا الام تصادق ابنتها و الاب والاخوة ايضا اذ تفتقر بعض العوائل الى علاقة متينة كالصداقة فيما بينهم.
واضافت: وتكمن الصداقة باختيار المكان الذي يكون فيه أصدقاء جيدون ومن ثم اختيار الشخص الذي يحمل صفات الصديق منها يكون ذو كرامة ويتصف بأخلاق حميدة ولا يبني علاقاته الاجتماعية على المظاهر المجتمعية والمادية وان يقف بجانبه حينما يحتاج اليه وبذلك يحمل صفة الصديق الصدوق المخلص.
اضافةتعليق
التعليقات