الكأس الذي تصب فيه جميع الاديان بدأتْ تفرغه يوما بعد يوم، القوانين التي وضعتها الاسود تلاعبت بها الكلاب، والعدالة التي هي اساس الملك تراقصت على السنتهم فقط.
(الانسانية) تلك التي كانت وأنسوها أن تكون، احرقوا اغصانها بملايين الدولارات، وأشربوها ما سرقوا من النفط، وحولوها بسود نياتهم الى (الأنسى نية).
يقف هناك حيث اشعة الشمس كماء من المهل تشوي الوجوه يبيع بعض حاجيات الاطفال ويضع بجانبها ميزان لقياس الوزن، منشفته المبللة أخمدت حرارة رأسه لكنها لاتخمد نار تفكيره بأخوانه اليتامى، يقف مغمض العينين في ذلك الحر متكأ على جدار خلفه يستجدي الظل وعندما سألته قال: من اليتم والى الفقر، تركت دراستي وها انا اعيل عائلتي التي استشهد معيلها لاجلكم، رده يحمل الم وحقد على من تركوه يعاني في معترك الحياة .
تكثر هذه الحالات ويكثر هؤلاء الاطفال، واعدادهم بازدياد وهذه مسؤولية كبيرة فقد كشفت وزارة التخطيط العراقية عن عدد الايتام في العراق في عامنا المنصرم الذين تم تسجيلهم الى غاية سن 17 سنة، بلغ 600 الف يتيم عدا محافظتي الانبار ونينوى.
هذا الكم الهائل من الاطفال يحتاجون مسؤولية حقيقة من قبل الجميع، لنبدأ من انفسنا ولنأخذ مارموه من انسانيتهم ولنليين بيتامانا قلوبنا ولنأخذ بفضلهم حوائجنا كما ورد عن رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لرجل يشكو قسوة قلبه: "أتحبّ أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلِن قلبك وتدرك حاجتك".
اذن، لنترك سرّاقنا الأجلاء وماشأننا بهم ان كانوا اشبعوا بالسرقات، سرقات الحياة وسرقات الطفولة وسرقات الاحلام، لنبدأ نحن لنعيد لهم ماسرقوه اولئك ولو بجزء قليل، فمثلا على كل منا وبقدر استطاعته :
1_ المساهمة في بناء مدارس للأيتام.
2_ المساهمة في انشاء المجمعات السكنية الخاصة بهم.
3_ السعي لمعرفة العوائل التي تقطن بالقرب منا ومساعدتهم ماليا.
4_ التبرع للمؤسسات الخيرية التي تتكفل بهم.
5_ شراء بعض الحاجات واهداؤها لهم خاصة في الاعياد وبداية المواسم.
فهذا الواجب الذي تناديك به الانسانية، لبيه واسمع له لكي يسير بنا الى مجتمع متكافل متساند، ولاتدع هؤلاء الاطفال يضيعون بين ال(من) وال(الى) فهما حرفان انعدمت انسانيتهما .
اضافةتعليق
التعليقات