عبير اسمه المبارك فاح في الأرجاء قد عَرف القريب والبعيد مدى حبه (صلى الله عليه واله) لأخيه ، و ها هو يوسع نطاق التبليغ عن دائرة المسلمين ليشهد النصارى أيضا على ذلك الحب الطاهر و يعم السلام في كل مكان يحشد نصارى نجران و ينطلق بقوة ليفتخروا امام العرب و العجم بانتصارهم في دعواهم و كلامهم في المسيح ولكن ارتعدت قلوبهم عند رؤية تلك الهيبة الهاشمية و الشموخ العلوي حيث اقترب (صلى الله عليه وآله) بخطواته الثابته نحوهم و دفعهم للجنون كثر الضجيج و اختلف القوم فيما بينهم بين الغرور الذي دام لقرون انتكست الرؤوس وحبيبات العرق بدأت تتساقط من جبهاتهم معلنة خسارتهم. فجاء النبي (صلى الله عليه وآله) مع أخيه ووصيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (نفس الرسول) و قرة عينه سيدة نساء العالمين فاطمة (سلام الله عليها) و الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (عليهما السلام). وأتوا نصارى نجران فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تّموا على الملاعنة. عند نزول الوحي بالآية: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )، هذه الحادثة التاريخية من أبرز مواقف النبي (صلى الله عليه وآله) في نشر فضائل مولانا علي (عليه السلام) و اهل بيته (عليهم السلام ) و قد ذكرها السيوطي ،صحيح مسلم ،سنن الترمذي و مسند ابن حنبل و… رغم تناول هذه المصادر بين أيدينا أيضّل المسلم عن اتباع الحق؟ لا و ألف لا فآلاف الفضائل وردت في الصدیق الاکبر علي (عليه السلام) و كراماته ظاهرة و باطنة . من یباهل؟ عندما نبحث في صفحات التاريخ نرى بأن من يثق ثقة تامة بما يعتقد و يحمل في قلبه الايمان الراسخ بما يحمل من مبادئ يباهل، غرض المباهلة إظهار الحق وإزهاق الباطل وإقامة الحجة على من استكبر على الحق. هل نباهل؟ السؤال الأهم في هذا الزمن مامدى ثقتنا في أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ووارث الغدير الامام الحجة (عجل الله فرجه الشريف ) هل يصل الأمر إلى الدفاع ؟ حتى نخرج بكل ثقة و إيمان إلى الملأ و ندافع عنه و عن مظلوميته و حقه المغصوب؟ هل نملك الثقة الكافية كي ندخل إلى ساحة المعركة و نصرخ بأعلى صوت: أشهد أن عليا وأبناءه المعصومين حجج الله هل نثق بهذا الحب العظيم و الولاية المباركة؟ ماذا قدمنا لامام زماننا ومن ندعي حبه؟
اضافةتعليق
التعليقات