تُشكل مواقع التواصل الاجتماعي منصة واسعة للتعارف والتواصل، لكنها في الوقت نفسه تُعد بيئة خصبة للزيف والتضليل، خاصة في سياق المشاعر والعلاقات العاطفية. يتساءل الكثيرون: هل ما نراه حُب حقيقي أم مجرد سراب رقمي؟
لماذا يتفشى الزيف في العلاقات الافتراضية؟
إن العلاقة عبر الإنترنت غالباً ما تفتقر إلى الأساس الصلب الذي تبنى عليه العلاقات الحقيقية وذلك لعدة أسباب جوهرية:
اولها الهويات المُصطنعة (الأقنعة): يميل الأفراد إلى خلق شخصيات وهمية أو "نسخة مثالية" لأنفسهم، بعيدة كل البعد عن واقعهم الحقيقي وعيوبهم مما يُصعّب الحكم على حقيقتهم.
الأهداف المُريبة: قد يكون الدافع وراء العلاقة ليس الحب بل الاستغلال المادي أو العاطفي أو حتى الابتزاز والتشهير. وهذا هو الهاجس الأكبر الذي يجب الحذر منه.
الافتقار إلى التفاعل الإنساني: تفتقد هذه العلاقات إلى "اللمسة الإنسانية" والتفاعل المباشر بلغة الجسد والنظرات، مما يجعل تقييم المشاعر الحقيقية للشخص الآخر أمراً شبه مستحيل.
الخوف والهروب: قد يتظاهر البعض بمشاعر لا يشعرون بها حقيقةً خوفاً من الرفض أو العزلة، أو بحثاً عن تعويض نقص عاطفي في العالم الواقعي.
مُلاحظة قاسية: تُشير التجارب إلى أن نسبة الفشل في العلاقات والزيجات التي تبدأ وتنمو في العالم الافتراضي قد تكون مرتفعة جداً، لكون كل طرف يظهر شخصية مثالية لا تمثل واقعه، ومن ثم تظهر الشخصيات الحقيقة فيبدأ الصراع بعد الخداع.
لهذا لابد من حمي النفس وتحصينها من هذا الوهم وهذه مسؤولية تُعتبر حديثة على الأم ولابد أن تلتزم بها حتى تحمي ابنتها من الضياع.
وعلى البنت أن تتعامل بحذر فهو الدرع الأول، وهذه بعض الإرشادات وعليكِ اتباعها:
أولا: اليقظة والتحقق: لا تصدقي كل ما يُقال أو يُعرض.
الحفاظ على الخصوصية: تجنبي كشف معلوماتكِ الشخصية على مواقع التواصل الخاصة بكِ.
البحث عن الأصالة: تذكري دائما أن العلاقات الصحية مبنية على الوضوح، الثقة، والاحترام المتبادل، وهذه المقومات لا يمكن أن تزدهر إلا في إطار تفاعل حقيقي وصادق وهذا تحديه بعد أن يتقدم لكِ الرجل بشكلٍ مباشر.
و لابد أن تعلمي أن الحب الحقيقي هو الذي ينمو على أرض الواقع، ويُتوج بالوضوح والشرعية.
الزواج أولاً: الحُب العميق والصادق غالباً ما يأتي بعد العقد الشرعي؛ ففيه تنعقد القلوب على أساس الثقة والالتزام. ما قبله قد يكون مجرد إعجاب عابر أو مشاعر غير ناضجة يُمكن التلاعب بها.
وثقي بأن الرزق بالرجل الصالح هو كباقي أرزاق الحياة، سيسوقه الله إليك في الوقت المناسب ليُقدّر مشاعرك ويُبادلها حباً نقياً وصادقاً. وإن وقعتِ في فخ علاقة زائفة، فاحذري كل الحذر من تكرار التجربة.
في الختام، الحب الحقيقي يزدهر في الواقع، ويُثمر في الوضوح والالتزام، وليس في دهاليز العالم الافتراضي.








اضافةتعليق
التعليقات