يتحدث أطفالنا أحيانًا لغة ربما لا نفهمها في البداية بشكل تام، وكذلك هم عادة ما لا يفهمون ما نقول، ولكن من بين كل أشكال عدم فهم بعضنا البعض ربما يكون الأشد ضررا، هو عدم توصيل حبنا لأطفالنا كما ينبغي، فكل طفل لديه لغة أساسية للحب، وهي طريقة يفهم بها حب والديه على الوجه الأفضل، وفي الوقت الذي تزداد فيه مهمة تربية أطفال أصحاء عاطفيا صعوبة هذه الأيام، والعديد من التحديات اليومية للأسر مثل تأثير الإعلام والثقافة التي تدفع الأطفال للنمو سريعا، والعنف والمخدرات التي تفشت في بعض المجتمعات، ناهيك عن حقيقة أن العديد من الآباء والأمهات يواجهون تحديات معيشية، ومع مثل هذه الحقيقة الصارخة، نقول كلمة أمل لكل أب وأم إننا نريدك أن تتمتع بعلاقة محبة مع أطفالك من خلال ملئ خزانهم العاطفي .
املئ الخزان العاطفي
كل طفل لديه خزان عاطفي، مكان للقوة العاطفية التي تستطيع أن تزوده بالوقود خلال أيام الطفولة والمراهقة الصعبة، فمثلما يتم تشغيل السيارات بواسطة الاحتياطات في خزان الوقود، يتم تزويد أطفالنا بالوقود من خزاناتهم العاطفية، لذا يجب علينا أن نملأ خزاناتهم لكي يتمكنوا من العمل كما ينبغي، واستغلال إمكانيتهم، فبواسطة الحديث بلغة الحب الخاصة بطفلك، يمكنك من أن تملأ "خزانه العاطفي" بالحب، وعندما يشعر طفلك بأنه محبوب، سيتأدب ويتدرب بشكل أسهل بكثير مما إذا كان "خزانه العاطفي" موشكا على النفا ، ولكن بماذا نملأ هذه الخزانات؟
الجواب هو الحب بالطبع، حبًا يمكن أطفالنا من النمو والعمل كما ينبغي، بل ويجب أن نملا خزانات أطفالنا العاطفية بحب غير مشروط، يقبل ويدعم الطفل من أجل من هو وليس من أجل ما الذي يفعله، وكل طفل لديه طريقة خاصة لإدراك الحب فهناك خمس طرق يتحدث من خلالها الأطفال :
1- التلامس الجسدي: إن أنشطة التلامس هذه تحدث بين الوالدين والأطفال، ولكن ليس بالكثرة التي ربما تظنها، فالعديد من الآباء والأمهات يلمسون أطفالهم فقط عند الضرورة عندما يقومون بجعلهم يرتدون أو يخلعون ملابسهم أو عندما يضعونهم في السيارة، أو عند حملهم إلى السرير للنوم، ويبدو أن العديد من الآباء والأمهات لا يعون إلى أي مدى يحتاج أطفالهم إلى أن يتم لمسهم، فالتلامس الجسدي هو أسهل لغة حب يمكن استخدامها بدون شرط، لأن الوالدين لا يحتاجان إلى مناسبة خاصة أو حجة لعمل تواصل جسدي فلديهم تقريبا فرصة مستمرة لنقل الحب إلى قلب الطفل بالتلامس.
2- كلمات التوكيد: يستقبل الأطفال الرسائل العاطفية قبل وقت طويل من استطاعتهم فهم معاني الكلمات، فنبرة الصوت ورقة المزاج، والشعور بالاهتمام والعناية، جميعها تقوم بتوصيل الدفء العاطفي والحب جنبا إلى جنب مع التقارب الجسدي، فعلى سبيل المثال، عندما تقرأ قصة الطفل قبل النوم حاملا صغيرك بالقرب منك ففي جزء محدد من القصة حيث تكون مشاعر طفلك دافئة ورقيقة، يمكن أن تقول بحنان "أنا أحبك يا عزيزي".
3- الوقت النوعي: هو الوقت الذي تقضيه مع طفلك فعندما يكون خزان حب الطفل فارغا، ويكون الاهتمام هو الشيء الوحيد الذي سيملؤه، فإن الطفل سوف يفعل أي شيء تقريبا للحصول على ما يريد، فحتى إذا لم تكن لغة حب طفلك الأساسية هي الوقت النوعي، فإن العديد من الأطفال يلتمسون الاهتمام الكامل من والديهم.
4- الهدايا: معظم الأطفال يستجيبون إيجابيا للهدايا، ولكن بالنسبة للبعض فإن تلقي الهدايا يعد لغة حبهم الأساسية، فربما تميل إلى الاعتقاد أن الأمر كذلك بالنسبة لكل الأطفال بسبب الطريقة التي يلتمسون بها الحصول على الأشياء، صحيح أن جميع الأطفال والبالغين يريدون الحصول على المزيد والمزيد ولكن هؤلاء الذين تعد لغة الحب الأساسية لهم هي تلقي الهدايا سوف يستجيبون بطريقة مختلفة عندما يحصلون على هديتهم، فالأطفال الذين تعد لغة الحب الأساسية لهم هي تلقي الهدايا سوف يقدرون أكثر تلقي الهدية.
5- أعمال الخدمة: كآباء وأمهات، نحن نخدم أطفالنا ولكن دافعنا الأساسي ليس هو إسعادهم فهدفنا الرئيسي هو أن نفعل الشيء الأفضل، فأكثر ما سوف يسعد طفلك في هذه اللحظة ربما لا يكون الطريقة المثلى للتعبير عن حبك، ففي خدمة أطفالك إن الدافع الأساسي فعل الشيء الأفضل يعني أنك تحاول أن تملأ خزان حبهم ومن أجل أن تزود هذه الحاجة للحب يجب عليك أن تستخدم أعمال الخدمة بالتزامن مع لغات الحب الأخرى، فنحن نخدم أطفالنا ولكن عندما يكونون مستعدين ينبغي أن نعلمهم كيف يخدمون أنفسهم ثم الآخرين.
وأيا ما كانت لغة الحب التي يفهمها طفلك بشكل أفضل، فهو يحتاج إلى أن يتم التعبير عنها بطريقة واحدة بدون قيد أو شرط فالحب غير المشروط يعد نبراسا يضيء الظلام ويمكننا كآباء وأمهات من معرفة موضع قدمنا وما الذي نحتاج إلى أن نفعله بينما نربي طفلنا وبدون هذا النوع من الحب سوف تكون تربية الأطفال أمرًا مربكًا ومحيرا، وبعد عرضنا لك كل لغات الحب الخمس، لربما تظل تتساءل: ما لغة حب طفلي الأساسية؟
قد يستغرق اكتشاف لغة طفلك الأساسية وقتا، ولكن هناك أدلة في كل مكان تستحق البحث فأن تحدث لغة حب طفلك الأساسية يساعده على الشعور بأنه محبوب وعندما يشعر طفلك بأنه محبوب، وعندما يكون خزانه الشعوري ممتلئا، يصبح شديد التجاوب لتوجيه الوالدين في جميع مناحي حياته، وسوف يستمع بدون استياء، وتذكر أن الهدف النهائي هو تربية طفلك لكي يصبح شخصًا بالغا ناضجا، وإن جميع جوانب تنمية الطفل تتطلب أساسًا من الحب.




اضافةتعليق
التعليقات