على الطريق العام، مجموعة من الشباب ، يلوحون بأيديهم بعصا نحو الأعلى، حركات غريبة ، تسمى «سيلفي» ليس في الطريق فقط بل في كل مكان في الكوفي شوبات ، أو المنتزهات ،
لم تعد هذه العصا تقتصر على تصوير، بل تطورت الى عصا يتكئ عليها بعض الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي. وموضة سائدة.
ما هي خلفيات هذه الموضة ؟
وكيف هو انتشارها وسط الشباب العرب؟
وهل هي تجمع بين حب الذات والغرور؟
تابع موقع بشرى الحياة هذه الظاهرة المنتشرة فكانت الآراء .
أحمد طالب اعدادية : «السيلفي» ممتع، ومن خلاله أسجل جميع اللحظات التي تمر في حياتي، ومشاركة أصدقائي وعائلتي ، وأنشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، منذ بداية تصويري السيلفى حتى اليوم، أي منذ عام ونصف العام، بلغ عدد صوري 200. وأكون سعيداً عندما احصل على 100 لايك «لسيلفي» ، وأحزن إذا لم تحصد إعجابهم، أو أن حصلت على أقل من 100.
يوسف سنة ثانية في كلية الهندسة : منذ فترة أقوم بتصوير «السيلفي»مع أصدقائي في الجامعة ورؤساء الأقسام، لا أهتم بنشرها بل احتفظ بها ، وأتصفح الصور القديمة ، واتذكر اصدقاء رحلوا عنا وأحياناً أحذف بعضها، و أحياناً اضحك عى صور التقطتها ولم تكن مناسبة.
دعاء ... أعتبر نفسي مهووسه بتصوير «سيلفي»، وألتقط كل عمل أقوم به من الطبخ وصناعة الحلويات، وبسببها تعرضت للكثير من الكلام ، منها قيامي بالتصوير في المستشفى ، وعند زيارتي إلى المقبرة ... أدمنت «السيلفي» حتى إنني ألتقط صورة في بداية اليوم، وقبل الخروج من المنزل، ومع اطفالي وأنشر بعضها فوراً على مواقع التواصل الاجتماعي...
الأستاذ نبيل لموقع بشرى الحياة : «السيلفي» أصبح ظاهرة بين الشباب والكبار ، ولم يعد يقتصر على الذكور فقط بل حتى الإناث ، وأنا أشعر بالخجل حين أرى مجموعة من النساء يلتقطون سيلفي في أماكن عامة، مع أنني لست ضدها، وحدث أن قمت بتصوير أحدهم، لكن عندما يتعاملون معها بصورة غير أخلاقية كالتصوير بملابس شفافه وتغير ملامح وجههم هنا انتقد وبشدة هذه الظاهرة على الرغم من انها في النهاية حرية شخصية، وليس غروراً أو أنانية، بل نحتاج إلى أداب التعامل مع الصورة والمكان..فعندما ترى جنازة ليس من الأخلاق أن تصور ..أو عندما تدخل مقبرة. ..أو عند إشارة مرور. ..أو في المستشفى. ..هذه الأماكن ليست للتصوير .. فلا يعقل أن تصور في غرفة النوم مثلاً!
أضافت الدكتوره رنا: ظاهرة السيلفي لم يكتشفها إلى الآن الطب النفسي بعد ولم يتوصل الى وصف هذه الظاهرة من اضطراب نفسي أو غرور ، مع أن منظمة الصحة العالمية تعرضت للحديث ً، ووصفته بأنه قد يكون «ردود خلل نفسي وسلوكي». وأرى أن مدمني «السيلفي» نرجسيون، إلى حد ما.
في العام 2014، خلصت إلى أن نسبة انتشاره بين الشباب العربي تصل إلى 38 %، وبين الفتيات تحديداً 32 %، ولاسيما منهم الذين يتباهون بالشكل الخارجي والمظهر، وينشرون صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لحصد الإعجاب. ويعود السبب في قلة إقبال الفتيات العربيات على نشر «السيلفي» الخاص بهن الى محافظة المجتمع العربي على عاداته وتقاليده، وخضوع الفتاة تحت رقابة الأب أو الأخ خوفاً عن عيون المجتمع .ليس عيباً أو حرام مابقي تحت الأدب والاحترام ، فمن حق الجميع التقاط الصورة المناسبة في الزمان والمكان المناسب الذي يريده .
بل أحياناً يكون «السيلفي» اللحظة الوحيدة التي تضم العائلة والأقارب معاً في زمن مواقع التواصل الاجتماعية التي كثرت وكثر إستعمالها.
السؤال لكم أيها القراء كم «سيلفي» لديك؟
اضافةتعليق
التعليقات