• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خيوط التحرر أم أغلال الأسر؟

زينب الحسيني / الثلاثاء 02 آب 2016 / منوعات / 2607
شارك الموضوع :

تحت ظل شجرة ذات أغصان كثيفة تعيش وردتان من أجمل ما يكون. لونهما الأحمر العقيقي یسحر عیون الناظر إليها وبريق قطرات الندى تتلألأ على أوراقها ا

تحت ظل شجرة ذات أغصان كثيفة تعيش وردتان من أجمل ما يكون. لونهما الأحمر العقيقي یسحر عیون الناظر إليها وبريق قطرات الندى تتلألأ على أوراقها الزبرجدية، مما يضفي عليها جمالاً ورونقاً وبريقاً. الأشجار الكثيفة تسوّرها من كل حدب وصوب، وخيوط أشعة الشمس الذهبية تجد طريقها إلى الأرض من خلال أفنان الأشجار المتراكمة. إحدى الوردتين تغمرها السعادة في هذه الأجواء الجميلة، لكن ملامح الحزن والاكتئاب تبدو على الأخرى.

التفتت الوردة الأولى إلى الثانية قائلة: لم لا تستأنسين بجمال الطبيعة وتتمتعين بكل هذه المشاعر الجميلة التي تحيط بك؟ ها نحن في أروع فصول الحياة، الشمس تبتسم بإشراقها، الطيور تغرد والنسيم يهب فلتلتذي بسحر الحياة.

لكن الوردة الحزينة لم تكترث بمقال صديقتها، بل خاطبتها معاتبة: أنت لم تفهمي معنى الحياة، إذ أن تفكيرك انحصر في الإطار الضيق الذي كبرتِ وترعرعتِ عليه، جمال الطبيعة أسرك، أصبحتِ رهينة التراب وأسيرة المكان ومع ذلك ترين نفسك سعيدة وتتمتعين بالحياة! عليك أن تفتحي عيونك للحظات على العالم الذي يحيط بك: فها هي الطيور تتراقص في الفضاء وتجول هنا وهناك وتتمتع برؤية القريب والبعيد، أما نحن فأسرى ورهائن لهذه الجذور التي تسمِّرنا في الأرض وتمنعنا عن الحركة بحرية.

ثم تنهدت في غير ارتياح وقالت بصوت شجي: كم أتمنى أن أحدهم، أعني البشر، يمر من هنا، ويقتطفني ويجول بي في البلدان! آه! ليتني أنفلت من هذه القيود التي قتلت نفسي وحريتي، ليتني أسير في هذا الكون الواسع واتمتع برؤية العالم.

استنكرت الوردة الثانية مقالتها، وخاطبتها قائلة: لكنك جهلت قيمة هذه الجذور، إنها هي الخيوط التي تربطك بالحياة وتمنع عنك الذبول والموت. حياتك، جمالك، رائحتك الزكيّة التي تدهش المارّة، كلها مستمدّة من جذور تحسبينها قيودا مؤلمة.

لكنّ شوقها للتحرر كان قد استولى على مشاعرها وشغف الانطلاق كان قد هيمن على إدراكها، فرفضت كلامها من دون تأمل وظلت تدعو الله ليل نهار كي يجنيها جانٌّ يجول (يطوف) بها في البلدان فتذوق حلاوة الحرية وتستريح من عبء الأسر.

وذات يوم مر بهما مارٌّ، أدهشه جمال الوردة المشتكية، اشتنشقها، ثم قطفها ومضى، وبينما هو ماض سمعت الوردة الثانية صوتها تصرخ من شدة الفرح قائلة: ها قد تحققت أمنيتي وتحررت من تلك الحياة الكئيبة، وبقيتي أنتِ المتحجرة رهن التراب أسيرة حبيسة.

ظل الرجل متمسكا بالوردة وهو يجول في البستان، وظلت هي تتمتع بجمال الطبيعة وتضحك لتمتعها بالحياة. لكن لم يطل بها الزمان وإذا بها تشعر بالجوع ويؤذيها الظمأ، لكن من أين بها وقد انفلتت جذورها من منبع رزقها؟ فذبلت شيئا فشيئا وفقدت نضارتها وجمالها، فرمى بها قاطفها تاركاٌ إياها حيث اقتطفها.

نظرت الوردة الجميلة بأسف لصديقتها التي طالما تمنت هكذا عيش. تذكرت نصحها وحديثها وخاطبتها قائلة: كم أنذرتك؟ وكم وعظتك؟ وكم نصحتك؟ قلت لك غير مرة بأن ما ترمين إليه يقضى على حياتك، لكنك لم تكترثي! نبّهتك أن هذه القيود إنما هي خيوط الحياة، لكنك أبيتي وأعرضتي وخلتِها (تخيّلتِها) قيودا وأسرا وأغلالا.

وهذا مثل يحكي لنا واقع الحياة: فالكثير منا يرى أحكام الدين قيودا تأسر به الأرض وتمنعه أن يذهب أينما شاء، ويعمل أيّما شاء وكيفما يحلو له؛ لكنًها في الحقيقة خيوط تربط المجتمع بنبع الحياة وتجعله يعيش في ظل الحرية والأمان.

المجتمع
الدين
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    آخر القراءات

    تحفيز الدماغ كهربائيا.. أضرار ومنافع

    النشر : الأثنين 17 آب 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ضحية حُلم!

    النشر : الأحد 04 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    لقاء تحت الشجرة

    النشر : الثلاثاء 31 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    اِعشق شريكك وتذوق السعادة

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    تعرف على قصة الشابة التي تعمل في توصيل الركاب

    النشر : الأحد 12 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    نشاطات طلابية في كربلاء... بازار جامعي

    النشر : الجمعة 11 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 571 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 498 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 412 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 391 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 389 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 370 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1288 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 711 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 685 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 666 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 629 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 15 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 15 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 15 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة