• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

خيوط التحرر أم أغلال الأسر؟

زينب الحسيني / الثلاثاء 02 آب 2016 / منوعات / 2516
شارك الموضوع :

تحت ظل شجرة ذات أغصان كثيفة تعيش وردتان من أجمل ما يكون. لونهما الأحمر العقيقي یسحر عیون الناظر إليها وبريق قطرات الندى تتلألأ على أوراقها ا

تحت ظل شجرة ذات أغصان كثيفة تعيش وردتان من أجمل ما يكون. لونهما الأحمر العقيقي یسحر عیون الناظر إليها وبريق قطرات الندى تتلألأ على أوراقها الزبرجدية، مما يضفي عليها جمالاً ورونقاً وبريقاً. الأشجار الكثيفة تسوّرها من كل حدب وصوب، وخيوط أشعة الشمس الذهبية تجد طريقها إلى الأرض من خلال أفنان الأشجار المتراكمة. إحدى الوردتين تغمرها السعادة في هذه الأجواء الجميلة، لكن ملامح الحزن والاكتئاب تبدو على الأخرى.

التفتت الوردة الأولى إلى الثانية قائلة: لم لا تستأنسين بجمال الطبيعة وتتمتعين بكل هذه المشاعر الجميلة التي تحيط بك؟ ها نحن في أروع فصول الحياة، الشمس تبتسم بإشراقها، الطيور تغرد والنسيم يهب فلتلتذي بسحر الحياة.

لكن الوردة الحزينة لم تكترث بمقال صديقتها، بل خاطبتها معاتبة: أنت لم تفهمي معنى الحياة، إذ أن تفكيرك انحصر في الإطار الضيق الذي كبرتِ وترعرعتِ عليه، جمال الطبيعة أسرك، أصبحتِ رهينة التراب وأسيرة المكان ومع ذلك ترين نفسك سعيدة وتتمتعين بالحياة! عليك أن تفتحي عيونك للحظات على العالم الذي يحيط بك: فها هي الطيور تتراقص في الفضاء وتجول هنا وهناك وتتمتع برؤية القريب والبعيد، أما نحن فأسرى ورهائن لهذه الجذور التي تسمِّرنا في الأرض وتمنعنا عن الحركة بحرية.

ثم تنهدت في غير ارتياح وقالت بصوت شجي: كم أتمنى أن أحدهم، أعني البشر، يمر من هنا، ويقتطفني ويجول بي في البلدان! آه! ليتني أنفلت من هذه القيود التي قتلت نفسي وحريتي، ليتني أسير في هذا الكون الواسع واتمتع برؤية العالم.

استنكرت الوردة الثانية مقالتها، وخاطبتها قائلة: لكنك جهلت قيمة هذه الجذور، إنها هي الخيوط التي تربطك بالحياة وتمنع عنك الذبول والموت. حياتك، جمالك، رائحتك الزكيّة التي تدهش المارّة، كلها مستمدّة من جذور تحسبينها قيودا مؤلمة.

لكنّ شوقها للتحرر كان قد استولى على مشاعرها وشغف الانطلاق كان قد هيمن على إدراكها، فرفضت كلامها من دون تأمل وظلت تدعو الله ليل نهار كي يجنيها جانٌّ يجول (يطوف) بها في البلدان فتذوق حلاوة الحرية وتستريح من عبء الأسر.

وذات يوم مر بهما مارٌّ، أدهشه جمال الوردة المشتكية، اشتنشقها، ثم قطفها ومضى، وبينما هو ماض سمعت الوردة الثانية صوتها تصرخ من شدة الفرح قائلة: ها قد تحققت أمنيتي وتحررت من تلك الحياة الكئيبة، وبقيتي أنتِ المتحجرة رهن التراب أسيرة حبيسة.

ظل الرجل متمسكا بالوردة وهو يجول في البستان، وظلت هي تتمتع بجمال الطبيعة وتضحك لتمتعها بالحياة. لكن لم يطل بها الزمان وإذا بها تشعر بالجوع ويؤذيها الظمأ، لكن من أين بها وقد انفلتت جذورها من منبع رزقها؟ فذبلت شيئا فشيئا وفقدت نضارتها وجمالها، فرمى بها قاطفها تاركاٌ إياها حيث اقتطفها.

نظرت الوردة الجميلة بأسف لصديقتها التي طالما تمنت هكذا عيش. تذكرت نصحها وحديثها وخاطبتها قائلة: كم أنذرتك؟ وكم وعظتك؟ وكم نصحتك؟ قلت لك غير مرة بأن ما ترمين إليه يقضى على حياتك، لكنك لم تكترثي! نبّهتك أن هذه القيود إنما هي خيوط الحياة، لكنك أبيتي وأعرضتي وخلتِها (تخيّلتِها) قيودا وأسرا وأغلالا.

وهذا مثل يحكي لنا واقع الحياة: فالكثير منا يرى أحكام الدين قيودا تأسر به الأرض وتمنعه أن يذهب أينما شاء، ويعمل أيّما شاء وكيفما يحلو له؛ لكنًها في الحقيقة خيوط تربط المجتمع بنبع الحياة وتجعله يعيش في ظل الحرية والأمان.

المجتمع
الدين
الحياة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    معلمة هندية تساعد طلابها المحتاجين على الدراسة.. تعرّف على قصتها

    النشر : الخميس 23 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ضحية حُلم!

    النشر : الأحد 04 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من مقومات السعادة الزوجية: السكن المستقّل

    النشر : الأحد 28 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف يساعد الشاي على التخلص من دهون البطن؟

    النشر : الأحد 30 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تكون محاور ناجح؟!

    النشر : الأربعاء 17 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    إذا عاش المراهقون في جو من الثقة فسيكونون صادقين

    النشر : الأحد 17 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3318 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3318 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 23 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 23 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 23 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة