بين الفكاهة والجد، اطلق ناشطون عراقيون على شبكة التواصل الإجتماعي؛ تويتر، (هاشتاكات) ساخنة، عبرت عن ما دعت اليه النائب جميلة العبيدي، الأحد الماضي، الى تشريع قانون يشجع الرجال على الزواج بأكثر من إمرأة واحدة من خلال صرف حوافز مادية ورواتب شهرية، بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه العراق، وزيادة نسبة الأرامل والمطلقات في البلد. فيما طالبت زميلاتها النائبات وبعض النساء الى رفع شعار "تقبل بعضنا شريكات لحماية بعضنا".
على الرغم من نسبة الفكاهة التي حملتها الصفحات الشخصية والعامة في مواقع التواصل الإجتماعي، اعتبرن النساء وخصوصا المتزوجات من اولى الرافضات لهذه الفكرة، واطلقن على وجه الخصوص هاشتاك ساخن بإسم: "#يمه-انباك-رجلي، بينما الرجال راق لهم هذا القرار لدرجة انهم اطلقوا هاشتاك آخر بإسم "#جميلة_العبيدي_تمثلني"، ودعوا الى ضرورة تنفيذ القرار لأنه يصب في مصب المصلحة العامة، وتقبل المرأة العراقية لفكرة الزواج الآخر بالنسبة للرجال.
ولأن فكرة تعدد الزوجات والزواج الثاني وإطراء النساء حوله لم يكن غريباً بالنسبة لي، لكوني تطرقت اليه في تحقيق سابق، لذلك لم استغرب كثيراً من ردود الأفعال النسوية التي اخذت حيزاً كبيراً في مواقع التواصل الإجتماعي تجاه هذا الموضوع، وكم هو موضوع مستفز بالنسبة للمرأة العراقية، فكانت التغريدات النسائية:
كالآتي، (شموخ رافضية): "إذا فشل الشيطان في مهمة... ارسل امرأة، وغردت الناشطة (صفا): "الحكومة تملك حوافز مادية لمن يريد ان يتزوج بأكثر من إمرأة، ولكنها لا تملك المال للشاب العراقي البائس الذي يحلم بتكوين بيت وأسرة!!.
وعبرت (د.حسنات) عن رأيها حيث علقت: "بعد ان تيقنت بأنها لا تمثل النساء جاءت بدعاية إنتخابية جديدة، تضحك بها على عقول الرجال لينتخبوها".
وفي المقابل نجد بأن نسبة كبيرة من المؤيدين كانوا من صنف الرجال، ورفعوا رايات التضامن معها، على إن فكرة تعدد الزوجات سيقلل من نسبة العوانس والآرامل في العراق، وفي هذا المنظور، غرد الناشط (حسن العراقي): "يحتل العراق المركز الثالث في نسبة عدد العنوسة، وقدر عدد الأرامل 850 الف، بينما حالات الطالق تجاوزت ال 10 حالة في الساعة".
وعلق (أسد بابل): "حكومتنا حكومة شرعية منتخبة، وعلى جميع الرجال الإلتزام بالقانون وتطبيقه".
ومن باب الفكاهة علق احدهم: "اليوم الموظفين كولهم اجو للدوام متريكين والحمدلله، الف رحمة على روح والديج جميلة العبيدي".
وتستمر روح الدعابة بين اطياف الشعب العراقي، ولازالت النزاعات مستمرة بين حواء وآدم ضمن أُطر المزاح، ولكن في كل الأحوال وبعيداً عن السخرية، يمر العراق الحبيب بأزمات صعبة، فالحروب التي عاشها العراق ولا يزال يعيشها قد انهكت كاحل البلد، فقد ضحى العراق بأعداد هائلة من الرجال، ولايزال الوطن يهب الرجولة في ساحات الوغى.. العراق يحتاج الى قرارات فاعلة، الى من يضمد جروحه ببلسم الوحدة، الى حاكم نزيه يضع حكم الله نصب عينيه، ويعالج مشاكل الوطن والشعب بحلول اكثر فعلية وواقعية.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2017-03-15