يجب التفريق بين الوحدة وبين الرضا على ما جرى على وديعة المصطفى (ص)، فنحن نشهد هذه الايام ذكرى أليمة يعتصر القلب لها وتنزف العيون دماً، ذكرى هي الأحق ان لاتنسى لأن:
فمذ رأواها عصروها عصرة
كادت بنفسي ان تموت حسرة
نادت ايا فضة اسنديني
فقد وربي اسقطوا جنيني
فاسقطت بنت الهدى واحزنا
جنينها ذاك المسمى محسناً..
إن يوم الدار كان ولا زال يوماً عصيباً على النبي واله (ص) حين كسر ضلع الزهراء (عليها السلام) خلف الباب بهجوم من القوم الظالمين ولطالما كان الائمة المعصومين يذكرونه بنشيج عظيم واكتراب كبير، اسفاً لأمهم ونحن كأتباع لهم يجب ان نحيي هذه الذكرى الاليمة بذكرها واقامة المجالس ولبس السواد لاستشهاد السقط المحسن عليه السلام.
ونرفض كل ذلك التعتيم والصمت الذي يقام ضد هذه الفاجعة الكبرى والرزية العظمى مراعاةً لمشاعر البعض على حساب الزهراء (صلوات الله عليها) ومصيبتها لان الحزن والفرح بشكل عام يكشفان عن بصيرة الانسان ومدى نقائها وسلامتها فهل يعلم البعض على ماذا يدل ان يمر عليه هذا اليوم مرور الكرام!.
ولو احتج البعض وقال أليس من الافضل ان نتحد؟!
ونترك ما ينشب النار بين فرق المسلمين؟!
فليجاب عليه كما رد السيد محمد الموسوي الشيرازي في مجالس ليالي بيشاور حين طرح عليه هذا المقترح فقال: "اننا نتمنى ذلك ولا نزال نسعى بتحقيق هذا الامر ونسأل الله تعالى ان يوحد المسلمين على الهداية وعدم الضلالة وهذا لايكون إلا بالتمسك بالثقلين كما قال رسول الله (ص): اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهم لن تضلوا بعدي ابداً.. فالاتحاد يصبح ممكناً اذا كان على اساس التمسك بالقرآن واهل البيت عليهم السلام وإلا فلا يمكن ذلك ولا يتحقق ابداً".
فهل يرضى احد ان تهتك داره او تعصر زوجته او امه ظلما ويسقط جنينها؟! حتما ستثور ومشاعرك تنتفض بالويل والاسى! فكيف ترضى ان تصمت وترضى على ان يجار على السيدة الزهراء وهي حجة الله على الحجج ان كان اولادها عليهم السلام حجة الله علينا؟!
فإن احد مصاديق النصرة لاهل البيت هو الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم فهم القائلون: شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا!.
واذا كان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها، وعندما اعيتها الفاجعة جاء من كسر الضلع وحرق الدار يطلب العفو، ردتهما وقالت: اللهم اشهد انهما ظلماني.. لتبين للناس عظم ما جرى، فاستحقا بذلك الخسران العظيم، فمن انت لتجامل وتعفو؟!.
اضافةتعليق
التعليقات