زيارة الأربعين عجيبة من عجائب الدهر وغريبة من غرائب الزمان.. ليس لها نظير! إنها معجزة إلهية بحق..
أن يكون المرء جزء من معجزة - أراد الله لها أن تكون - شعور لا يوصف. أن يدرك أن شعور الشوق الذي التهب في قلبه، والنار التي اضطرمت بين ضلوعه فجعلته يبذل الغالي والنفيس ويضحي بكل شيء من أجل أن يصل، كان "نداءً خاصاً".
نعم إنها "رسالة خاصة" بإسمك موقعة ومختومة من جهات عُليا! زيارة الأربعين زيارة لعالم الغيب، إطلالة على عالم المعنى. إنها خارقة! تخرق بك الحُجُب، وتتعدى بك الحدود، كأنك قرأت ١٠٠ كتاب وأكثر حول العقيدة والإنسانية.
دروس عملية، تجسيد للمعاني، كل شيء فيها مختلف ومنفصل عن عالم المادة. وكأنك منذ وصولك أرض العراق، قد دخلت في نفق خارج إطار الزمن في بوتقة بين العوالم.
أشبه ما تكون بأنه قد قطعت قطعة من الجنة وأنزلت على الأرض، لكن لا شي من القصور والأنهار، لا شيء مادي تراه العين، الحكاية كلها معنوية، تُرى بعين القلب والبصيرة.
إنها حقا آسرة، تأسرك فلا يمكنك بعدها الانفكاك عنها. كل هذا وأنا لم أتحدث عن سيدها ومحورها وكعبتها بعد.
يعجز اللسان حقاً ويحار، كيف يصف جماله وجاذبيته وحنانه! إنه أب لكل يتيم، حضن لكل متعطش للحنان، ملجأ لكل من خيبت هذه الدنيا ظنه وأماتت قلبه، وحبيب لكل من خذله الأحباب.
تدخل عنده معتل مهموم، قد مزقت الحياة قلبك إلى أشلاء، وتخرج معافىً، سعيداً، وخفيفاً كأنك ولدت للتو، رمم كل ما فسد، أصلح كل عيب وسد كل الثغرات.
"هل رأيتم له نظير؟"
جاء لينقذ هذا العالم من الأهوال التي يعيشها فاجتمعوا عليه وقتلوه! فأراد الله أن يجتمع الناس أبد الدهر حوله، يحيون ذكره فيَحْيَونَ هم بذلك.
زيارة الأربعين المليونية، ملتقى الأرواح الوالهة، وهي ليست حدثاً عادياً أبداً، "إنها حقاً معجزة!".
اضافةتعليق
التعليقات