• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الثقة بالنفس وطور التكامل

زهراء الجابري / الخميس 11 تشرين الثاني 2021 / منوعات / 4288
شارك الموضوع :

هـذه الحالـة أو الاتجـاه النفسـي الإيجـابـي هـو الـذي يبـدد الشكوك والمخاوف ويبعث الأمل والثقة

هذه الحالة النفسية التي تجعل من المستطاع كل حيـاة إيجابية فـوارة بالحركـة والنشـاطـ هـي مجـرد اعتـداد بـالنفس لا تشـوبه علـة، ولقـد أسموهـا احـترام الذات أو تقدير الذات أو الاعتماد علـى الـذات. سمهـا مـا شئت فهـذه الحالـة أو الاتجـاه النفسـي الإيجـابـي هـو الـذي يبـدد الشكوك والمخاوف ويبعث الأمل والثقة، ويُعد المرء على حالة تؤدي إلى أية محاولة ناجحة.

 إذا توفرت للمرء ثقته بنفسه فقـد استطاع أن يستمتع بالسعادة وأن يحقق النجـاح في الوصول إلى أقصى ما تستطيع أن تحمله إليه قدراته الكامنة. ويكـاد كـل مـريض يلجـأ إلى الطبيـب النفسـي يشـكـو مـن فقـدان الثقـة بالنفس. وقـد اسـتطاع المشتغلون بعلـم الـنفس الـديناميكي (الحركـي) أن يكتشفوا ذلك منذ البداية. فلقد عبر عن ذلك بوضـوح الـدكتور ألفرد آدار حين قال: إن كل مريض بالأعصاب يحـاول عبثًا أن يتظـاهـر بأنه أكبر من حقيقته. فكل فرد يريد أن يكون ذا أهمية بالنسبة لنفسه ولغيره مـن النـاس. فإذا باءت هذه المحاولة بالفشل أو أحبطت أحس المرء بالشعور بالنقص وبأنه تافه لا أهمية له.

يصف علماء الطب النفسي عادة كل العقبات التي تعترض طريق الوصـول إلى البصيرة تحـت بنـد يسـمونه «المقاومـة». ويقضـي مـرضـاهم السـاعات وهـم مسترخون علـى أريكـة التحليـل مستغرقون في تحليـل مقـاومتهم.

وأظـن أنـه مـن المجدي أن نقضي القليل من الوقت في هذه المرحلة لاستكشاف حجـم وقـوة هـذه العقبة التي تعترض الطريق المؤدي إلى البصيرة والثقة بالنفس والسعادة. وتُعـرّف المقاومـة بأنهـا الميـل إلى نبـذ أيـة خـبرة أو تجربـة لا تتفـق مـع الصـورة العقليـة الـتي يحتفظ بهـا الشخص لنفسـه. إنهـا كفـاح داخلـي للمحافظـة علـى سلامة شخصياتنا مـن أن تُمـس. فالنـاس على استعداد للمعركـة بكل مخلب وناب حتى لا يروا العالم أو يروا أنفسهم بطريقة تخالف ما اعتادوا أن يروهـا بـه علـى الـدوام. فهـم لا يريدون التخلي عمـا ألـفـوه. وهـذا ناشئ عن حاجة في أغوار النفس لتحديد مكانهم واتجاههم وأن يروا الدنيا وأن يروا سلوكهم الشخصي متناسقاً ومتماشـيا مـع المنطـق والمعقـول. وفي كـل منـا هـذه الخصـلة ولـكـن إذا وجدنا أن مسلكنا يجعلنا غير سعداء. فهنا يصبح تغيير اتجاهنا النفسي لزاما علينا. وفيما يختص بمركب النقص فهذا يعني أن حالات اضطراب الأعصاب تميل إلى أن تبقى على نفسها ما لم يفعـل شـيء بخصوصها. ولا يستطيع أي امرئ أن يُخلص نفسه من أنماط سلوكه العصابية حتى يتغلب على مقاومته لتغيير صورته العقلية عن نفسه.

والعادة أن الإنسان إذا وصف نفسه بأنه فاشـل مـن الناحية الاجتماعية أو أنه من عبقريات المال أو أنه لاعب شطرنج ممتاز أو أنه ضعيف في الرياضيات أو .. أو .. إلخ فهو يتبع تعريفه لنفسه بطريقين: أولاً هو يعطي المثل تلو الآخر عن أشياء فعلها توضح تعريفه لنفسه. ويردف ذلك بإعطاء المسببات التي تفسر كيف وصل به الحال إلى هذا. وهو عادة ينحي باللائمة على الطريقة التي نشأ بها، ولكن الغالب أن يتهم الوراثة بأنها السبب الذي أدى إلى الشعور بعدم الكفاية.. فهذه هـي الحيـل الـتي يلجأ إليها كل إنسان ليحافظ علـى صـورته عن نفسـه مـن أي تغيير.

 والحقيقة أن الناس لا تحب أن تغير تصـورهـا لـذواتها حتـى ولـو كـانـت هـذه الصـور الذاتيـة لا تُشجِّع. فقـد رتبـوا حيـاتهم اليوميـة وفقـًا لحـالاتهم النفسية واتجاهاتها، فأي تغيير في هذه الحالات أو الاتجاهات سيجر إلى تحـول وتغير كدهم اليومي. ومـن يـدري مـا يجـره عليهم هذا التغيير من أخطـار؟ وعلـى هـذا فكل إنسان يرى العالم والدنيا بطريقة تتفق مع حالاته النفسية واتجاهاتها. والعالم الـذي يـراه كـل إنسـان هـو مـرآة نفسـه. ولكـي يـكـون منسجماً مع نفسه فهو يدعم اتجاهاته النفسية بالتعبير عنها واقعياً وعملياً حتـى ولـو أدى ذلك إلى إيقاع الأذى بنفسه والتسبب في اضطراب أعصابه وتعاسته.

حينما تفكر في نفسك أنك شخص لا يستطيع أن يفعـل هـذا أو يفعل ذاك، فتصـورك يخلق نوعـًا مـن المقاومة لعمـل أي شـيء يناقض هـذه الحالات السلبية للنفس.

 مثل هذا التفكير خليق بأن يقف عقبة في سبيل هضم أي نـوع مـن الخبرة والتجربة أو الممارسـة يمكـن أن تزيـد مـن فاعليتـك. هـذه الحالات السلبية قـد تحميك من محاولة المستحيل وبهذا تنقذك من الهزيمة ولكنها إذا كانت غير حقيقيـة واقعيـة فإنهـا ستعوق النمـو العادي والنضج. فإذا كانت حالات النفس واتجاهاتهـا تتناقض مـع شخصيتك بكاملها فستجعلك أشـد قصـوراً ممـا يلـزم وبهذه تصبح تعيسًا غير راض.

فـالنمو العقلـي أو الروحـي مـا هـمـا في الواقـع إلا عمليـات هضـم للـخـبـرات الجديدة فهما من بعض النواحي يشابهان النمو الجسماني. فماذا يحدث للطفل حين ينمو؟ حين يصـل الطفـل إلى هـذا العـالم يصـل بشخصية منظمـة.

يقول الدكتور الراحل «والترب كانون» العالم في وظائف الأعضاء ذائع الصيت، فهـو يقـول: إن كـل فـرد يكافح في الاحتفاظ بالتوازن أو استعادته إن اختـل. فهـذا هـو الهدف

الذي يسبغ المعنى والمفهوم على سلوك الطفل وكل ما يحيط به. فكل فـرد سـواء كان طفلاً أم بالغاً يكون توازنه دائمًا عرضة للاختلال فهـو يكافح باستمرار إما للمحافظة عليه وإما لاسترجاعه. وتستطيع أن تفهم عملية استرجاع التوازن هذه إذا دققت النظر لما يحدث على المستوى الفسيولوجي (أي وظائف الأعضـاء) للطفـل.. فمـا يـحـدث عـلـى المسـتوى الفسيولوجي يحـدث أيضـا علـى المسـتوى السيكولوجي (النفسي) فحين يكون الطفل جائعاً يشعر شعورًا غامضا. فهو من الناحية النفسية (السيكولوجية)، في حالة عدم اتزان. ثم يتناول طعامه ويستمتع بالعملية وفي نهايتها يحس بالرضا والراحة مرة ثانية. فقـد أعيـد التـوازن ويستطيع الآن أن يعـود إلى النـوم. فقـد عـاد التكامـل إلى الجسـم والروح.

هذا هو غرض الحياة وهذا هو هدفها المنشود، باستمرار تُفقـد الفـرد التوازن ثم تستعيده وبهذا ينمو في الجسم حتى يصل إلى طـور البلوغ وينمو في العقل والروح طالما ظل الإنسان حياً. فمـن الناحية النفسية ينمـو الفـرد بمقابلة المشاكل بنـجـاح..

 العالم الراحل الدكتور «برستون ليكي» مؤلف كتاب «طالتماسك الذاتي - نظرية عن الشخصية» قد أشار إلى أن الفـرد كما ينمـو جسميا بهضم الطعام وتمثيله في جسده كذلك ينمو نفسيًا بهضم التجارب وتمثيلها في شخصية قائمة بالفعل. ولذلك فلكي يتم النمو بطريقة صحية دون علة من العلل يجب أن يحتفظ الجسم والشخصية بوحدة تنظيمه الأساسي أثناء عملية التغيير والتحول. فالطفل بهضمه الطعام تطـول عظامه وتقـوى عضلاته وتنمـو أعصابه لكي تعينه على السيطرة على عضلاته بحذق ومهارة. وكل ذرة من النمـو تـخـل بتوازنه وبذلك تخلق حاجة جديدة لاستعادة التوازن. وباستعمال مـا تعلّمـه مـن المهـارات يستمر في إضافة مهارات جديدة إلى حصيلته المخزونة. والمهارات ما هي في الواقع إلا أدوات للتعامل بها مع البيئة. ونحـن نخلـق هـذه المهارات.

التعلم كعملية واعية هي نتيجة للخبرة والمران الطويل. ولا يـدري أي طفل أو صبي صغير كيف يتـأتى لـه التغلب على المصاعب والانتصار عليها. وكل ما يدريه هـو أن يتعلم مواجهة المواقف الجديدة عند قيامه بها وأثنـاء هـذا العمل تنمـو شخصيته بكاملها بطريقة منسجمة دون صراع داخلي. وطبيعـي ألا يستطيع أي فـرد أن يواجـه كـل صـعوبة بطريقـة ناجحة، ومن الطبيعي أن يثابر الطفل أمام المصاعب والمعوقات، فهذه هي الطريقة التي تعلمنا بها جميعاً كيف نمشي. ومن المثابرة يتعلم الطفل عرَضَا قيمة المثابرة التي هـي أهم عنصر من عناصر النجاح.

ولكن ليس في الدنيا فرد سارت الأمور معه كما يهوى دائماً. فهناك مواقـف تقـوم لا يستطيع الغلبة عليهـا. فإذا حدث ذلـك قـال الطفل لنفسه: «حسناً، هـذا الأمر أقوى مني بكثير، فلا فائدة من تكرار المحاولة»، وبذلك يترك المشكلة على اعتبار أنها غير قابلة للحل، أو على الأقل في الفترة الراهنة. والفشل الذي يأتي بعد أن يبذل جهده كأحسن ما يكون البذل يعلمه أن هناك بعض أشياء لا يمكنه أن يحصل عليها، وأن هناك بعض أعمال لا يستطيع أداءها، وعلـى هـذا فهو يستعيد الاتزان على أساس أن يوجه انتباهـه إلى مناحي هـي أجـدى لـه حيـث يستطيع أن يحصل وأن ينجز.

وعلى ذلك يتعلم بالتجربة والخبرة أن يقدر المواقف وأن يقيسها بمقياس قدرته على التحكم فيها، وعن طريق النجاح والفشل يصبح حكماً دقيقاً على قيمته كفرد. وبهذه الطريقة يخلق لنفسه صورة عقلية عن العالم وعن مكانه فيه.

من كتاب (للذين تعصرهم الحياة) د. هارولد فينك
الانسان
صحة نفسية
الشخصية
التفكير
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    المرأة العراقية و ممارسة المهن: الخبز الحلال

    النشر : السبت 06 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    انقسام العقل المسلم

    النشر : الخميس 08 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تعريف الإبداع بلغة المعصوم

    النشر : الثلاثاء 16 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    يوم الكتاب العالمي: الكتاب خير صديق للإنسان

    النشر : الثلاثاء 24 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    ماهو تأثير الرسوم المتحركة على عقول وسلوك الأطفال؟

    النشر : الأربعاء 22 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    بأسباب العلم والتقدم.. تُنظّم أوقات الشباب

    النشر : السبت 18 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 48 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 825 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 433 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 403 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 387 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 346 مشاهدات

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    • 325 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1268 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1189 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1120 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 825 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 662 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • منذ 24 ساعة
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • منذ 24 ساعة
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • منذ 24 ساعة
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة