نمط الحياة العصرية تؤدي إلى اصابتنا بالعديد من الأمراض على اختلاف مستوى خطورتها منها أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وداء السكري والاكتآب الذي يُعتبر سرطان هذا العصر.
إن حياة جسم الإنسان الفسيولوجية قد تغيرت كثيراً بعد جائحة كورونا بسبب الحظر والجلوس في البيت لفترات طويلة جداً، قلة الحركة، كثرة الأكل وخاصة السكريات والكلكوز المصنع، سوء التغذية بشكل عام، زيادة نسب الحمل مقارنة بالسنوات السابقة، التدخين، وارتفاع نسبة الاصابة بالإكتآب، الضغوطات النفسية الكثيرة باختلافها.
بالتالي هذه العوامل وغيرها أدت إلى تغيرات كثيرة على جسم الإنسان وقدرة الإنسان فأصبحت أبسط الأعمال تسبب له التعب والارهاق وخاصةً بين الفئات الشابة.
لذا أسلوب الحياة الخاطئ الذي نعيشه هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني الذي هو موضوعنا الرئيسي:
داء السكري من النوع الثاني هو عِلَّة تؤثر على الطريقة التي يتبعها الجسم في تنظيم حركة السكر (الكلوكوز) واستخدامه لتزويد جسمك بالطاقة.
وتتسبب هذه الحالة المزمنة في اختلاط كمية كبيرة جدًا من السكر بالدورة الدموية. وفي النهاية، يمكن أن تؤدي مستويات سكر الدم المرتفعة إلى حدوث اضطرابات في الدورة الدموية والجهاز العصبي والجهاز المناعي.
عند الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، تظهر في الأساس مشكلتان مترابطتان. تتمثل المشكلة الأولى في عدم قدرة البنكرياس على إفراز كمية كافية من الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم حركة السكر إلى الخلايا، أما المشكلة الأخرى فهي أن الخلايا لا تستجيب لهرمون الأنسولين على النحو الصحيح وبالتالي تمتص كمية قليلة من السكر.
اشتُهر داء السكري من النوع الثاني بأنه يبدأ عادةً عند البالغين، لكن اليوم يمكن أن تبدأ الإصابة بداء السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني في مرحلة الطفولة وسن البلوغ. وداء السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا بين البالغين الأكبر سنًّا، لكن زيادة عدد الأطفال المصابين بالسِمنة أدت إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بين الشباب.
لا يوجد علاج لداء السكري من النوع الثاني، لكن يمكن أن يساعد إنقاص الوزن، وتناول الأطعمة الصحية، وممارسة التمارين الرياضية في السيطرة على داء السكري. إذا لم يكفِ اتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية في السيطرة على سكر الدم، فقد تحتاج أيضًا إلى تناول أدوية السكري أو العلاج بالأنسولين.
الأعراض:
عادةً ما تتطور مؤشرات وأعراض داء السكري من النوع الثاني ببطء. بل إنك في الواقع يمكن أن تكون مصابًا به لسنوات دون أن تدري. وعندما تَظهر المؤشرات والأعراض، فقد تشتمل على ما يلي:
• تزايد الإحساس بالعطش
• كثرة التبول
• تزايد الإحساس بالجوع
• فقدان الوزن غير المتعمد
• الإرهاق
• تشوُّش الرؤية
• بطء شفاء القروح
• تكرار حالات العدوى
• الخَدَر أو الشعور بوخز في اليدين أو القدمين
• ظهور مناطق في البشرة بلون داكن، وعادةً ما تكون في الرقبة أو تحت الإبطين
الأسباب:
تحدث الإصابة بداء السكري من النوع الثاني في الأساس نتيجة مشكلتين مترابطتين.
• تصبح الخلايا في العضلات والدهون والكبد مقاومة للأنسولين. ولأن هذه الخلايا لا تتفاعل بطريقة طبيعية مع الأنسولين، فإنها لا تمتص كمية كافية من السكر.
• يصبح البنكرياس عاجزًا عن إفراز كمية كافية من الأنسولين للسيطرة على مستويات سكر الدم.
ما زال السبب الدقيق لحدوث ذلك مجهولاً، لكن من العوامل الرئيسية التي تسهم في الوصول إلى هذه الحالة زيادة الوزن وعدم ممارسة الأنشطة البدنية.
كيفية عمل الأنسولين:
الأنسولين هو هرمون تفرزه الغدة الواقعة وراء المعدة وأسفلها (البنكرياس). وينظم الأنسولين الطريقة التي يستخدم الجسم بها السكر بالطرق التالية:
• يحفز السكر الموجود في مجرى الدم البنكرياس على إفراز الأنسولين.
• يتحرك الأنسولين في مجرى الدم، ما يسمح للسكر بالدخول إلى خلاياك.
• تنخفض كمية السكر الموجودة في مجرى الدم.
• واستجابة لهذا الانخفاض، يفرز البنكرياس كميات أقل من الأنسولين.
دور الكلوكوز:
الكلوكوز أو السكر هو مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا التي تتكون منها عضلات جسمك والأنسجة الأخرى. ويشمل استخدام الغلوكوز وعملية تنظيمه ما يلي:
• يأتي الكلوكوز من مصدرين رئيسيين: الطعام والكبد.
• يُمتَّص السكر في مجرى الدم ويدخل الخلايا بمساعدة الأنسولين.
• تخزِّن الكبد الغلوكوز وتنتجه.
• عندما تكون مستويات الغلوكوز في جسمك منخفضة، مثلما يحدث عندما لا تتناول الطعام لفترة طويلة، تحلل الكبد الغليكوجين إلى غلوكوز للحفاظ على مستوى الغلوكوز في جسمك ضمن النطاق الطبيعي.
لكن عند الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، لا تتم هذه العملية على نحو صحيح. إذ يتراكم السكر في مجرى الدم بدلاً من انتقاله إلى الخلايا. وكلما زادت مستويات سكر الدم، فإن خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين في البنكرياس تُنتج المزيد من الأنسولين. ولكن في نهاية المطاف تصبح هذه الخلايا ضعيفة ولا تتمكن من إفراز كمية كافية من الأنسولين لتلبية متطلبات الجسم.
أما في حالة داء السكري من النوع الأول الأقل شيوعًا، يدمِّر الجهازُ المناعي خلايا بيتا عن طريق الخطأ؛ ما يترك في الجسم القليل من الأنسولين أو بلا أنسولين على الإطلاق.
الوقاية:
يمكن أن تساعد أنماط الحياة الصحية في الوقاية من داء السكري من النوع الثاني، وهذه حقيقة ثابتة حتى في حال وجود أقارب ذوي صلة بيولوجية مصابين بالسكري. فإذا تم تشخيص إصابتك بداء السكري، فقد يبطئ إجراء تغييرات على نمط الحياة من مضاعفات داء السكري أو يوقفها.
ويشمل نمط الحياة الصحي ما يلي:
• تناول أطعمة صحية: اختر الأطعمة التي تحتوي على نسب منخفضة من الدهون والسعرات الحرارية ونسب مرتفعة من الألياف. وركز بشكل أكبر على الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة.
• زيادة النشاط: استهدف قضاء 150 دقيقة فأكثر كل أسبوع في ممارسة الأنشطة الهوائية (أيروبيك) التي تتراوح ما بين المتوسطة والقوية، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات أو الركض أو السباحة.
• إنقاص الوزن: يمكن أن يؤخر إنقاص مقدار ولو بسيط من الوزن والحفاظ عليه من تفاقم الحالة وانتقالها من مقدمات السكري إلى داء السكري من النوع الثاني. فإذا كنت مصابًا بمقدمات السكري، فإن إنقاص من 7% إلى 10% من وزن جسمك يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بداء السكري.
• تجنُب الخمول لفترات طويلة: يُمكن أن يُزيد الجلوس لفترات طويلة من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. فحاول النهوض كل 30 دقيقة والتحرك لبضع دقائق على الأقل.
قد توصف للأشخاص الذين لديهم مقدمات السكري أدوية ميتفورمين (فورتاميت، غلوميتزا، أو غير ذلك)، وهو دواء فموي لداء السكري، وذلك للحد من خطر داء السكري من النوع الثاني. وهو يوصف عادةً لكبار السن المصابين بالسِمنة غير القادرين على تقليل مستويات سكر الدم عن طريق تغيير أنماط حياتهم.
لذا أيها الشاب الذي لم يغلبك المشيب حتى الآن كن حذراً على صحتك وعافيتك فهي التي ستحملك طيلة حياتك لذا لابد أن تهتم بمن يحملك وتعتني به جيداً فعن الإمام الصادق (عليه السلام):
"العافية نعمة خفية إذا وُجدتْ نسيت وإذا فُقدت ذُكرت".
اضافةتعليق
التعليقات