للتكنولوجيا أثر كبير على الحياة اليومية والشخصية لكل منا، حتى باتت اليوم تدخل في صلب العلاقات الأسرية. لذا موقع أنوثة يطلعك اليوم في هذا المقال على تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية التي تواجه الكثير من الصعوبات في هذا العصر.
في عصر بات يرتكز على التكنولوجيا في مختلف المواضيع، تسلسلت هذه الأخيرة إلى قلب الأسرة، وباتت تهددها اليوم في كيانها، حيث بات التواصل بين أفرادها شبه معدوم، فكل منهم ينزوي في غرفته ويتواصل مع الآخرين من خلال الجهاز الإلكتروني الذي يحمله. وهذا ما يعزز الفرقة بين أفراد الأسرة الواحدة.
هذا بالإضافة إلى أن التكنولوجيا تؤثر بشكل سلبي على العلاقة بين الأهل والأولاد مباشرة حيث إن العديد منهم يخسر الصلة الرابطة بينهم نتيجة الإنشغال الدائم بالأجهزة الإلكترونية، حيث إن الأهل يلهون الأولاد بها، فيبتعدون عنهم ولا يمضون الأوقات معهم، في حين أن الأولاد يجدون في هذه الأجهزة الفرصة للانفراد فتتكوّن لديهم منذ الصغر الشخصية الانعزالية، فلا يجيدون التعامل مع الآخرين.
كما أن هذه الأجهزة تشكّل خطراً على الأسرة، وخصوصاً العلاقة بين الزوجين، حيث أنها تعزز الشك فيما بينهم وتؤدي إلى الكثير من الخلافات التي قد تنتهي بالانفصال والطلاق، لذا فإن هذه التكنولوجيا هي خطر كبير على العلاقات الأسرية فهي تسبب تفككها بشكل لافت.
- وتهدد التكنولوجيا الحديثة الأسرة خصوصاً لجهة عدم تحقيق الرابط العاطفي بين الأهل والأولاد، فانشغال الأهل بالعمل المستمر خصوصاً عبر هذه الأجهزة لا يمنحهم الوقت لتربية الأطفال، وبالتالي تغيب هذه العلاقة العاطفية بينهم، لا سيما أن الاولاد ما عادوا بحاجة إلى التواصل مع الأهل، إذ يمكنهم أن يلهوا على هذه الأجهزة وأن ينجزوا وظائفهم المدرسية من خلالها أيضاً.
الان قد انتقل جزء كبير من هذا الدور إلى شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، الأمر الذي حل محل التكنولوجيا وتأثيرها على العلاقات الأسرية في الحوار والمحادثة بين أفراد الأسرة الواحدة، وأدى إلى توسيع الفجوة والصراع بين الآباء والأبناء.
أصبح الأبناء أكثر انخراطا مع وسائل الاتصال المختلفة من أول ظهور الانترنت ووسائل التصفح الى ظهور وسائل الاتصال كالفيس بوك، تويتر، انستجرام وبرامج التواصل والشات عبر التليفون كالواتس اب، فيبر وغيرها.
هذه التحولات التكنولوجية أفرزت تفاعلات جديدة للعلاقات الأسرية وأدت إلى تعزيز العزلة والتنافر بين أفرادها وتلاشي قيم التواصل الأسري واستبدل الأبناء الانترنت بآبائهم كمصدر للمعلومات وفقدوا الترابط الأسري والتصقوا بالحوار مع الغرباء لدرجة الشعور بالغربة على مستوى الأسرة الواحدة.
ولكن من المهم أن نجد حلا حتى لا تحدث فجوة في العلاقات الأسرية يصعب حلها في المستقبل فمن المهم أن:
-يعقد جلسات نقاشية واسعة خاصة على مستوى الأسرة الواحدة يستعرض كل طرف مبرراته ومعاييره أمام الطرف الآخر بحرية.
-الاستماع إلى مختلف الأفكار والخبرات.
-يعبر كل فرد بحرية عن رأيه لإيجاد همزة الوصل والتقريب بين وجهات النظر.
-أن يحدد وقت للتواصل واستخدام التكنولوجيا فهذا أمر مهم من أجل التواصل مع الخارج.
-تحديد نشاطات محببة لكل أفراد الأسرة للتجمع حولها يوميا.
-من المهم أخذ اجازات من وسائل الاتصال والسفر والتجمع العائلي لقضاء أوقات جميلة وصحية.
اضافةتعليق
التعليقات