قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟» بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٣ - الصفحة ١٣٤.
وقال علي أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه): (وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص) (تحف العقول: ١٥٠).
عجز المفسرون واللغويون والمتكلمون والفلاسفة والعرفاء .. وعجزت عقولنا القاصرة عن بيان وفهم وإدراك معاني ورموز وأسرار الكثير من الآيات الكريمة المتشابهة الغامضة المبهمة التي احتواها وضمها قراننا المجيد، فماذا قالت العترة الطاهرة والعروة الوثقى والسراج المنير، وعدل القرآن وناطقه وربيعه ومعدن آياته وكتابه المكنون، والمحيطين بأول علومه وآخره، وباطنه وظاهره، ومحكمه ومتشابهه ..
في قوله تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [ 31البقرة ].
تأويله: ذكر في تفسير الإمام العسكري (صلوات الله وسلامه عليه): أن الحسين (صلوات الله عليه) قال لأصحابه بالطف: أولا أحدثكم بأول أمرنا وأمركم معاشر أوليائنا ومحبينا والمبغضين لأعدائنا ليسهل عليكم احتمال ما أنتم له معرضون ؟ قالوا: بلى يابن رسول الله قال: إن الله لما خلق آدم وسواه وعلمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة جعل محمدًا وعليًا وفاطمة والحسن والحسين أشباحًا خمسة في ظهر آدم وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش، ثم أمر الله الملائكة بالسجود لآدم تعظيما له، وإنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها الآفاق، فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت، وقد تواضعت لها الملائكة كلها فاستكبر وترفع بإبائه ذلك وتكبره وكان من الكافرين.
وقال علي بن الحسين عليهما الصلاة والسلام حدثني أبي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا في صلبه [ إذ كان الله قد نقل أشباحنا ] من ذروة العرش إلى ظهره [ رأى النور ] ولم يتبين الأشباح [ فقال: يا رب ما هذه الأنوار ؟ ] قال الله عزوجل [ له هذه ] أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أَمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح.
فقال آدم: يا رب لو بينتها لي، فقال الله عز وجل: أنظر يا آدم إلى ذروة العرش. فنظر آدم عليه السلام ورفع نور أشباحنا من ظهر آدم إلى ذروة العرش فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية، فرأى أشباحنا، فقال: ما هذه الاشباح يا رب؟ قال الله: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي، هذا محمد وأنا الحميد و المحمود في أفعالي شققت له اسما من إسمي، وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من إسمي، وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرضين، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عما يغريهم ويشينهم، فشققت لها اسما من إسمي، وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل، شققت إسميهما من إسمي، هؤلاء خيار خلقي وكرام بريتي، بهم آخذ وبهم اعطي، وبهم أعاقب وبهم أثيب، فتوسل بهم يا آدم إلي إذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك فاني آليت على نفسي قسما حقا لا أخيب بهم آملًا ولا أرد بهم سائلًا.
فلذلك حين نزلت منه الخطيئة "ترك الأولى" دعا الله عزّ وجلّ فتاب عليه وغفر له.
فهل عرفنا من هم الأسماء الحسنى والأنوار الشريفة التي علمها الله تعالى لآدم حتى استوجب سجود الملائكة له .
اضافةتعليق
التعليقات