باهتة ملامح المواقف حين تتسور يدك بسوار أحمر، تشتعل نيران جسدك ساخطة لوجود ذلك الورم فيك، ولا مطفئ سوى بعض الكلمات الحانية التي تربت على قلبك، يوما عبوسا حين استفقتُ وأنا رهن وجع لم يألفه جسمي بعد، تجول باصرتي باحثة عن صوت مواسٍ التقطتْ أذني صوت أنين خافتْ لطفلة لا تعدو العاشرة من عمرها، رفعتُ رأسي الثقيل قليلا شاهدتُ امرأة تحتضن بكتفي الفتاة منهمرة العين، وبجانبها يد الفتاة تتقاطر منها الدماء، علّهم أضاعوا وريدها أو أضعفه العلاج رددتُ في نفسي وأنا أنظر إلى وريدي نظرة خوف وتحذير بأن لا يتقاعس عني، ازداد رأسي ثقلا فاستسلمتُ للنوم هاربا.
فزعتُ من كوابيسي أبحث عن هواء نقي، نظرت للشمس الخجلى المتسربة من النافذة، حملتُ نفسي عنوة تمشيت في الممرات الباردة بلا سبيل، سرقت أذني خطوات هادئة سرت خلفها، اتضح خيال لفتاة أظنها هي!
استقبلتْ الباب توقفتْ تأخذ نفسا وتطرح آخر، وجدتُ نفسي مقلدِا، أتاني الصوت: أتبقى تابعا؟
فتحتُ عيني وجدتها على هيئتها ثم تقدمتْ ترنو الحديقة، واقفا في مكاني أتأمل العبارة: هل أنا تابع حقا؟
أخذتني خطواتي حيث هي تداعب الأزهار وتحاكي الحمام أردتْ سؤالها فسبقتني قائلة: غريبٌ هنا؟
أجبتُ: نعم جديد.
ردّتْ: استلمتُ إجابتي في الأولى الثانية أعرفها.
حلّ صمتٌ بيننا وهي لم تلتفت لي حتى منشغلة بالزهور.
سالتُها: هل سنموت؟
_ بيدك أنت.
_ كيف؟
_ أن تجعل حياتك موت وموتك حياة، حينها لن تأبه بسؤالك.
_ أشعر بغربة قاتلة أنتِ لا تشعري بذلك لديكِ.
قاطعتني قائلة:
_ليستْ أمي.
ثم التفتْ لي: إنها مجرد ممرضة هنا، فلا تعتمد على ما تراه ولا تعش ما أنت عليه.
_ لم أفهم؟
نفضت يدها وتقربت مني حجمها الصغير ملفت للنظر، لا يُقارن البتة بما تقوله، وقفت على مقربة ونظرتْ لي بإبتسامة:
املئ نفسك لتشعر بالشعور الذي تريده أنت لا الذي تعيشه.
ثم غادرت قائلة: إلى الحياة!
فغادرتْ هي إلى حياتها وغادرني الممات، من ذلك الوقت وإلى الآن أعيش اللاحياة بمنتهى الامتلاء!
اضافةتعليق
التعليقات