يندهش القلم عند ذكر فضائلها و يقف اجلالا أمام ذكر كراماتها يعجز المحب عن ذكر المعاجز التي تحدث عند أعتابها سيدة قم التي أوصانا بزيارتها ثلاثة من الأئمة المعصومين، تشويقا و ترغيبا، فقد روى عدة رجال من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) "وقالوا: نحن من أهل الري فقال: مرحبا بإخواننا من أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري، فقال: مرحبا بإخواننا من أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري. فأعاد الكلام. قالوا ذلك مرارا وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا، فقال: إن لله حرما وهو مكة. وإن للرسول صلى الله عليه واله. (لرسوله) حرما وهو المدينة. وان لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة. وإن لنا حرما وهو بلدة قم. وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة " قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام " البحار ج 60 ص 216. يعني: أن قما حرم الأئمة من أهل البيت إلى المهدي عليهم السلام. فهذا الحديث يدل على عظمة هذه السيدة الجليلة و مدى شأنها و عظمتها و عظمة مدينة قم التي تزينت بقدومها و ازدهرت من بركة وجودها. ورد في معنى الحرم هو انه «الملاذ الآمن» أو «مزار مقدس» في العقيدة الإسلامية أو اللغة العربية. فقم عش آل محمد صلوات الله عليهم والملاذ الآمن فقد يشهد بذلك القريب والبعيد حيث ان القلوب المنكسرة تنجبر عند الالتجاء الى تلك الأبواب المباركة ويشهد بذلك العلماء اللذين يتوسلون بها كي ينهلوا من بحر علمها و هي تساعدهم على حل المسائل العلمية الصعبة و تزيدهم علما وشرفا فهي تلك العالمة التي اجابت على أسئلة ذلك الوفد الذي قدم الى محضر الامام الكاظم (عليه السلام) و لم يجده و قدم الاسئلة فأجابت بكل ذكاء وقال الامام الكاظم عند رؤية الاجابات: فداهأ أبوها. إن التاريخ يشهد على بعض النساء اللاتي كن راويات للحديث وقد أخذوا ارباب الحديث بأقوالهن وهذا يدل على عظمتهن، فذكروا أحاديث هذه السيدة الجليلة في مرتبة الصحاح الجديرة بالقبول والاعتماد. السيدة فاطمة المعصومة كانت من النساء الفاضلات التي تروي الحديث فقد روى الحافظ شمس الدّين محمّد بن محمّد الجزريّ الشافعيّ المتوفّى سنة 318 ه، بسنده عن بكر بن أحمد القصريّ، عن فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا، عن فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلن حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق، حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ، حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين، حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن أم ّكلثوم بنت فاطمة (سلام الله عليها) بنت النبيّ (صلى الله عليه واله) قالت: "أنسيتم قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، وقوله (صلّى الله عليه وآله): أنت منّي بمنزلة هارون من موسى (عليهما السلام)". هي العظيمة الجليلة التي أشرقت كالشمس على أهل قم و جعلت من تلك البقعة حرما أمنا يُذكر فيه اسم الله و تُكشف الهموم وتُقضى الحوائج. ان المعرفة تنقسم الى قسمين معرفة الشخص ومعرفة الشخصية، ان نعرف الشخص يعني نعرف من هو (أصله وشجرته) و نعرف الشخصية بأن نعرف صفاته ومقاماته و ما يحمل من شموخ و عظمة و بعد هذه المعرفة نستسلم حبا وكرامة ونستطيع أن ننهل من عذب مائهم. نقول كما قال الامام المعصوم (عليه السلام) عند قراءة زيارتها يا فاطمة اشفعي لنا في الجنة فان لك عندالله شأن من شأن.
اضافةتعليق
التعليقات