التطورات التكنولوجية يوما بعد آخر تكاد أن تكون جزء لا يتجزء من حياة الانسان، بتفاصيلها والانسان تعلق بها وطورها لتخدمه ثم ما لبث يطورها حتى تعطي جمالية لتفاصيله بداية من منزله فمن التقنيات الحديثة الذكية للمنزل:
الزجاج الذكي
تمكن باحثون من تصنيع زجاج "ذكي" يمكنه أن يمنع حرارة الشمس من اختراقه سامحاً لأشعتها فقط بالدخول بشكل تام أو جزئي، بحسب الرغبة. وتم التوصل إلى هذه النتيجة باستخدام جزئيات نانو ومزجها بالزجاج.
وسبق أن صممت أنواع من الزجاج تمتزج فيه التقنيات الكيماوية بالكهربائية، لكن هذا الزجاج الجديد الذي عرضت مزاياه في مجلة نيتشر البريطانية، "هو الأول الذي يتمكن من تصفية الحرارة والأشعة كل على حدة"، بحسب ما يؤكد المصممون، واستخدم الباحثون نوعا خاصا من الزجاج يحتوي على أكسيد النيوبيوم، وبلورات من أكسيد الأنديوم- القصدير، الذي يبقى شفافا إذا كدست طبقات رقيقة منه فوق بعضها، وهو يستخدم في صناعة شاشات التلفزيون المسطحة أو التي تعمل باللمس ووضعت هذه الزجاجات إلى جانب طبقة من الزجاج الذي يحتوي على النيوبيوم، وبينهما إلكتروليت ومادة موصلة للتيار الكهربائي وعندما لا يمر التيار الكهربائي، تكون القطعة أشبه بأي قطعة عادية من الزجاج، التي تدع الضوء يخترقها أشعة وحرارة. لكن ما إن يعمل التيار الكهربائي حتى تتوقف الحرارة عن اختراق الزجاج وتمر الأشعة فقط.
ورق الجدران المزود بمصابيح إل إي دي
ورق الجدران المزود بمصابيح إل إي دي ابتكار بسيط ويقدم نتائج جمالية مميزة، وتعتمد هذه التقنية على مادة مناسبة للجدران لدمج مصابيح الإل إي دي بحسب الطلب. ويجعل استخدام مصابيح منخفضة الجهد التقنية آمنة وصديقة للبيئة. وتعرض هذه المصابيح أنماطًا مختلفة، وهي متوفرة بألوان دافئة وباردة. وما زالت ابتكارًا جديدًا نسبيًا وباهظ الثمن، وقد تصبح أشيع في المستقبل عندما يصبح تجميعها أرخص وأسهل.
الأجسام التفاعلية
ستتيح التقنيات المستقبلية للمواد المستخدمة في التصميم الداخلي تغيير ألوانها وشكلها واستجابتها وفقًا لكيفية تفاعلنا معها. وبإمكان المصممين إنتاج أعمال فنية ديناميكية وأجسام متغيرة الشكل وأقمشة متغيرة الأنماط باستخدام مواد تتيح للأجسام تغيير شكلها ماديًا أو إلكترونيًا أو مغناطيسيًا أو هوائيًا أو ميكانيكيًا. وصمم فريق بحثي غطاء طاولة تفاعلي يستجيب للصوت واللمس. وعلى الرغم من أن الزخارف الديناميكية ما زالت تقنيات حديثة قليلة الانتشار، فقد تكون لها تطبيقات كثيرة مستقبلًا، وستتيح تغيير التصميم الداخلي وفقًا للحالة المزاجية. وبالإمكان استخدام تصميمات داخلية ذات ألوان فاتحة في النهار وألوان داكنة ومريحة في الليل.
الجدران الذكية
فقد تُمكّن هذه الجدران الجديدة المستخدمين من تثبيت أو تحريك مفاتيح الإضاءة أو أي عناصر تحكم أخرى في أي مكان على الحائط، إضافةً إلى القدرة على التحكم في ألعاب الفيديو باستخدام الإيماءات من خلال مراقبة النشاطات في الغرفة، ويُمكن كذلك لهذا النظام ضبط مستويات الإنارة داخل الغرفة عند تشغيل التلفاز، أو تنبيه المستخدم بأن غسالة الملابس قد أنهت العمل في مكان آخر من البيت. يُدعى الجدار الذي ستُطبق عليه هذه التقنية بـ (جدار++) ++Wall، واكتشف الباحثون بأنه يمكنهم استخدام طلاء موصل لإنشاء أقطاب كهربائية عبر سطح الجدار مما يجعله يعمل كلوحة لمس لتتبع اتصال المستخدم، إضافةً إلى عمله كجهاز استشعار للكشف عن الأجهزة الكهربائية وتعقبها. يعمل هذا الجدار بطريقتين، الاستشعار عن طريق السعة والاستشعار الكهرومغناطيسي، ولم يتم حتى هذه اللحظة العمل على استهلاك أمثل للطاقة لهذا النوع من الجدران إلا أن التقديرات الأولية تبين أن الأقطاب الكهربائية قد تستهلك بقدر ما تستهلكه شاشة اللمس الاعتيادية.
المنسوجات متغيرة اللون
المنسوجات الإلكترونية حساسة لدرجة الحرارة واللمس، لكنها تستخدم في تطبيقات محدودة، ومنها وسادة الإل إي دي. وسنشهد مستقبلًا وسائد وستائر وربما أنواعًا من السجاد تغير لونها باللمس أو عند تغير درجة الحرارة وربما الضوء إن استمر الابتكار في هذا المجال. وستتيح التصميمات الداخلية الديناميكية ألوانًا أكثر إشراقًا في مختلف أنحاء المنزل في الأيام الغائمة، وألوانًا داكنة في الليل. وقد تُزوَّد هذه المنسوجات بحساسات تتيح لها تغيير لونها ذاتيًا وفقًا لحالة الطقس الخارجية لمنح المستخدمين بيئة مريحة.
الواقع الافتراضي والواقع المعزز
قد يُستخدم الواقع الافتراضي والواقع المعزز مستقبلًا لتغيير التصميمات الداخلية للمنزل من يوم إلى آخر عبر إنشاء بيئات افتراضية. وسيكون بالإمكان استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز للتخلص من حاجتنا إلى عناصر التصميم الداخلي المادية تمامًا، والانتقال بين العصر الفيكتوري في أحد الأيام إلى بيئة غابات طبيعية في اليوم التالي. وعلى الرغم أن ذلك لن يحدث قريبًا، سيكون طريقة أكثر استدامة لتزيين المنازل.
سيكون استخدام الأجهزة الذكية تدريجيًا، وقد نشهد تطبيقها للأغراض الجمالية في منازلنا المستقبلية. ومن المرجح أن يبدأ استخدام ابتكارات التصاميم الداخلية الذكية في قطاع الضيافة أولًا في الإمارات العربية المتحدة، إذ تقود سلاسل الفنادق في دبي اعتماد هذه الأجهزة الذكية المتصلة، والتي تشمل بعض أفخم الشركات المهتمة بالتصميم في الصناعة، ومنها فندق أرماني ومنتجع بولجاري. ويترقب كثيرون اعتماد سلاسل الفنادق الرائدة في المنطقة لهذه التقنية، ما يشكل مؤشرًا مهمًا على نماذج التصميم الداخلي الذكية.
اضافةتعليق
التعليقات