الصلاة هي السراج الذي نسير به في ليال معتمة ياترى كم تأخذ الصلاة من وقتنا كم نقضي ساعات طوال على مواقع التواصل كم وكم نضيع اوقاتنا في الذنوب.
ترى أناس يجلسون لساعات طوال يتكلمون عن هذا وذاك وترى من يهتك بأعراض الناس لكن عند الصلاة الكل يتثاقل بالقيام الكل يتحجج، أرى البعض أكثر من مرة يقول اني ذاهب للصلاة، اليوم أشعر بتعب لا يمكنني أداءها، سأؤديها بعد ذهاب الضيوف..
ترى الفتاة ساعات تقف امام المرآة لتضع مساحيق التجميل لكنها لا تقف بين يدي الله لبضع دقائق..
نرى الشاب يحمل الأثقال وهو لا يستطيع القيام لأداء صلاته..
وهناك من يقول الصلاة ليست مهمة ماذا سيحدث ان لم أصلي، نعم هكذا نجد الكثير يحاول أن يبرر سبب تأخر صلاته ومنهم لا يصلي ويدعي أنها غير مهمة.
لكن الله ماذا ستقول له دقائق تقفها بين يدي الله وحتى تفكيرك ليس مع الصلاة.. ولا تدري حتى ماذا قلت..
اذا الذنوب تجمعت تجعل الإنسان ثقيلا، تجعله ثقيلا بالمعاصي لايمكنه ان يمكث بضع لحظات في رحاب الله..
لنأخذ من هذا الإنسان الذي قضى حياته ما بين ركوع وسجود وصلاة ودعاء..
ذلك الشخص المريض العليل يقوم ويصلي في حين نجد اليوم الكثير اذا شعر بألم في رأسه قليلا يقول لا أستطيع الصلاة فأنا مريض.
لنرى كيف كانت عبادة زين العابدين السجاد عليه السلام.
الذي رغم مرضه كان يصلي الف ركعة في اليوم..
وحتى في طريقه إلى الشام وإلى المدينة وطوال رحلته المرة التي قاسى آلامها في كربلاء وبعد كربلاء ورغم هذا لم يترك صلاته.
هذه هب القدوة التي يجب عند كل صلاه أن نسلم عليه قائلين السلام عليك يا سيد الساجدين وأعذب الأصوات عند قراءة كتاب رب العالمين..
ينهي أمامنا عبادته في النهار ليبدأ رحلة طويلة في الليل ليناجي ربه ويعترف بتقصيره..
فيقول:
الّلهُمَّ صَلِّ عَلی مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
أُنَاجِيكَ يَا مَوْجُوداً فِي كُلِّ مَكَانٍ لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدَائِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي وَقَلَّ حَيائِي، مَوْلاَيَ يَا مَوْلاَيَ، أَيَّ ٱلأَهْوَالِ أَتَذَكَّرُ وَأَيُّهَا أَنْسَىٰ؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ الْمَوْتُ لَكَفَىٰ، كَيْفَ وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَعْظَمُ وَأَدْهَىٰ؟ مَوْلاَيَ يَا مَوْلاَيَ، حَتَّىٰ مَتَىٰ وَإِلَىٰ مَتَىٰ أَقُولُ لَكَ الْعُتْبَىٰ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَىٰ ثُمَّ لاَ تَجِدُ عِنْدِي صِدْقاً وَلاَ وَفَاءً فَيَا غَوْثَاهُ ثُمَّ وَٱغَوْثاهُ بِكَ يَا الله، مِنْ هَوَىً قَدْ غَلَبَنِي وَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ ٱسْتَكْلَبَ عَلَيَّ وَمِنْ دُنْياً قَدْ تَزَيَّنَتْ لِي وَمِنْ نَفْسٍ أَمَّارَةٍ بِٱلسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي، مَولاَيَ يَا مَولاَيَ، إِنْ كُنْتَ رَحِمْتَ مِثْلِي فَٱرْحَمْنِي وَإِنْ كُنْتَ قَبِلْتَ مِثْلِي فَٱقْبَلْنِي، يَا قَابِلَ ٱلسَّحَرَةِ، ٱقْبَلْنِي يَا مَنْ لَمْ أزَلْ أَتَعَرَّفُ مِنْهُ الْحُسْنَىٰ يَا مَنْ يُغَذِّيَنِي بِٱلنِّعَمِ صَبَاحاً وَمَسَاءً، ٱرْحَمْنِي يَوْمَ آتِيِكَ فَرْداً شَاخِصَا إِلَيْكَ بَصَرِي مُقَلَّداً عَمَلِي قَدْ تَبَرَّأَ جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنِّي، نَعَمْ وَأَبِي وَأُمِّي وَمَنْ كَانَ لَهُ كَدِّي وَسَعْيِي، فَإِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي، وَمَنْ يُؤْنِسُ فِي الْقَبْرِ وَحْشَتِي،....(المصدر : الصحيفة الساجدية).
بكل كلمة الف دمعة وألف اه وألف ندم هذه الدروس لنا علينا ان نتوجه لله ونلتحق برحلة الليل الطويل ونسجد حتى يتعفر الجبين.. ويضيق النفس وتمتلىء السجادة بدموع واهات فنتنفس عبق العبير من هذه السجادة المباركة التي عرفناها بمعرفة سيد الساجدين..
فالعشق الإلهي هو رحلة ذات مسيرة لمعشوقنا الله عز وجل للوصول إلى أعلى مراتب هذا العشق لنشم رائحة رحيق الفردوس.
اختم بأبيات للشاعر أبو فراس الحمداني حينما يصف العشق الإلهي قائلا:
فليتك تحلو والحياة مريرة
ٌوَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَاب
ُ وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِر
ٌ وبيني وبينَ العالمينَ خراب
ُ إذا صَحَّ منك الودّ فالكُلُّ هَيِّن
ٌ وكُلُّ الذي فَوقَ التراب تراب..
هذه الروح علينا ان نطهرها كي نعرج بها إلى سجادة الولاء المقدس كي نحلق مع طيور تسبح بالله وبحمده جل جلاله.
اضافةتعليق
التعليقات