كتبت أوراق حزني على ضفاف الأيام، فالحزن قد جلا صدري، والهم انتشر في أنحاء جسدي، ومازال يسري في شراييني، فمصاب الحسين قطع قلبي، والروح ملتاعة بفراقه.
الصبر قد حل في جسمي ليقويني إلى ذلك اليوم الحزين، غداً ترحل زينب، غداً تُسبى زينب، غداً تروع الاطفال واليتامى.
غداً يدور بهم الزمان ويسيروا سبايا الى الشام ويأخذونهم من بلد الى بلد، فالكل هناك من شامت بهم، والكل فرح لمقتل الحسين عليه السلام لما شاهدوه على الرمح كالبدر المضيء.
غداً تنادي زينب يا حسرتي عليك يا أخي ويا حامل لوائي.
إلى أن وصلوا ودخلوا المدينة، السيدة زينب والإمام السجاد عليهم السلام في قصر يزيد عليه لعنات الله، فتشاهده ضاحكا متبسما يلعب بثنايا أبي عبد الله الحسين فغضبت وقالت له:
( لَعَمْرِي لَقَدْ نَكَأْتَ الْقُرْحَةَ وَاسْتَأْصَلْتَ الشَّأفَةَ بِإِرَاقَتِكَ دَمَ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَابْنِ يَعْسُوبِ الْعَرَبِ وَشَمْسِ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهَتَفْتَ بِأَشْيَاخِكَ وَتَقَرَّبْتَ بِدَمِهِ إِلَى الْكَفَرَةِ مِنْ أَسْلَافِكِ ثُمَّ صَرَخْتَ بِنِدَائِكَ وَلَعَمْرِي قَدْ نَادَيْتَهُمْ لَوْ شَهِدُوكَ وَوَشِيكاً تَشْهَدُهُمْ وَيَشْهَدُوكَ، وَلَتَوَدُّ يَمِينُكَ كَمَا زَعَمْتَ شُلَّتْ بِكَ عَنْ مِرْفَقِهَا، وَأَحْبَبْتَ أُمَّكَ لَمْ تَحْمِلْكَ وَأَبَاكَ لَمْ يَلِدْكَ، حِينَ تَصِيرُ إِلَى سَخَطِ اللَّهِ، وَمُخَاصِمُكَ وَمُخَاصِمُ أَبِيكَ رَسُولُ اللَّهِ).
فسكت بعد ردها العظيم عليه. هكذا كانت زينب عالمة غير معلَّمة تعلمنا دروسا ليس فقط للنساء لا بل للرجال.
لنتعلم دروس الشجاعة ولنتحلَّ بالصبر منها، لنتعلم كيف نخوض الصعاب والأزمات التي تهزنا في هذه الحياة، من سيدتنا ومولاتنا لنتعلم كيف هزت عرش يزيد بصوتها وكلمتها وحجتها القوية التي أفزعت آل أمية وأدخلت في نفوسهم الرعب لما تحدثت به، هذه هي زينب عليها السلام.
ومن جهة أخرى نرى كيف صانت بنات الرسالة حجابهن، هنا نقول لفتياتنا عليكن بالستر فهو واجب عليكنّ، ليكنْ لباسنا محتشما ولنترك الستايل والموديلات الحديثة التي أطلت علينا من الغرب وتشبهنا بهم، فإذا كنا نقتدي بمولاتنا علينا أن نعمل مثلها، ولنكن في طريقها ولا نتركه مهما حدث. ولنشق طريقنا بالتقوى والستر والحجاب الصحيح، ولنتذكرها في كل حين لتكون لنا قدوة في حياتنا ونحن نواصل مسيرتنا فيها.
اضافةتعليق
التعليقات