في وقت غير بعيد كان الزواج من أبرز الأهداف التي تضعها الفتاة نصب عينيها, بل وتجعله أمنية حياتها الوحيدة, ولكن من الملاحظ في الآونة الأخيرة أن مفهوم الزواج والهدف منه قد تغير بالنسبة للفتيات, فأضحى الزواج مشروعاً مؤجلاً بالنسبة لمعظم الفتيات حتى يحققن مشروعهن الأهم وهو إكمال الدراسة!.
فأيهما أهم بالنسبة للفتيات الزواج أو إكمال الدراسة؟
رصدت "بشرى حياة" آراء بعض الفتيات الجامعيات حول هذا الموضوع, فكانت آراؤهن كما يلي:
بدأنا مع سوسن بداح طالبة في المرحلة الأخيرة في كلية العلوم الاجتماعية, فقالت: "العلم فريضة والزواج نصف الدين, العلم حق من حقوق الفتاة ولا يتعارض مع الزواج, في عصرنا الآن العلم مهم جداً للفتاة حيث يشكل قوة داعمة لها ويزيد ثقتها بنفسها وبالتالي تكون زوجة متعلمة لا تشعر بالنقص أمام زوجها, وأم مثقفة تساعد أولادها من خلال خبرتها.. وإذا عاكسها الزمن وحدث طلاق أو لم يعد الزوج قادر على العمل لسبب ما تكون هي قادرة على الإعالة."
وقالت زينب عارف طالبة في السادس الإعدادي, الفرع المهني: "من الأفضل للفتاة إكمال الدراسة أولاً ثم الزواج, الشهادة ضرورية خاصةً في هذا الزمن وهي سلاح للفتاة, كي يتخصص وقتها وفكرها فقط للدراسة لأن الزواج مسؤولية كبيرة وممكن أن يكون عائق للفتاة يمنعها من إكمال الدراسة, فالفتاة تكمل المدرسة أو الجامعة وبعدها تتزوج".
من جهتها قالت فاطمة محمد طالبة في المرحلة الثالثة في كلية الهندسة المعمارية: "أصبح الرجال اليوم يفضلون المرأة المتعلمة والعاملة في نفس الوقت لمساعدتهم على المعيشة, لذا فالفتيات أصبحن يفضلن إكمال الدراسة وبعدها الزواج, وأنا شخصياً أرى أن الشهادة الأمر المهم في حياتي, وأفضل إكمال دراستي والتخرج وبعدها العمل ثم أفكر في الزواج, خاصة وأنّ حالات الطلاق تزداد يوماً بعد يوم".
أمّا مريم حسن طالبة في المرحلة الأولى في كلية القانون, فقالت: "الحقيقة أنّ الاثنين لهما درجة من الأهمية متقاربة لكن بالنظر إلى عمر الفتاة تستطيع أن تحدّد أيهما, وكذلك بالنسبة إلى شخصية الرجل الذي يريد خطبتها, فالعلم والزواج مهمان لكن يجب أن لا يكون أحدهما على حساب الآخر, بمعنى لا بأس أن تطلب الفتاة العلم وتكمل دراستها لكن عندما تصل سن الزواج تتزوج خاصة إذا أكملت المرحلة الجامعية, لكن أن تفني الفتاة شبابها في العلم سعياً للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه وتهمل جانب الزواج وتكوين الأسرة فهذا خطأ حيث تجد نفسها كبرت وفرص الزواج قد قلت أو ندرت تماماً".
وبسؤال الأخصائية النفسية الأستاذة حنين الحسناوي عن رأيها في هذا الموضوع قالت: "الزواج وإكمال الدراسة يعتمد على قدرة الفتاة في التوافق بينهما, الزواج استقرار وهذا يفضّل للفتاة, والدراسة تستطيع الحصول عليها في أي وقت, لكن الزوج الصالح وذو الأخلاق الرفيعة وذو مستوى مشهود لهُ فيجب على الفتاة ألا تفرط بهذه الفرصة.. المرأة ذات قدرات خارقة وتستطيع أن تحقق كل أهدافها, والزواج ليس عائق كبير في طريق دراستها".
اضافةتعليق
التعليقات