• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التعليم ينحى عن عرشه في العراق

سمانا السامرائي / الأربعاء 15 حزيران 2022 / تربية / 1718
شارك الموضوع :

أصبح من المعتاد أن ترى طلاباً بعمر الورد في غاية الهشاشة يتركون الدراسة لأن الأمر لا يعجبهم

"ليس الجمال بأثواب تزيننا.. إنّ الجمال جمال العلم والأدب".. هذا ما تعلمناه صغاراً ونحن نشاهد بانبهار قناة شباب المستقبل سبيستون، أو نقف في اصطفاف صباحي ممتثلين أمام هيبة العلم العراقي يوم الخميس، ذكرياتي واضحة عن أمي التي تشحذ فينا الهمم، وجدتي الحكيمة التي كانت ترى في العلم حياةً وترعانا بأعينها حتى ننال مراكزاً عالية رغم إن حظوظها في التعلم كانت بسيطة، هكذا نشأت، وهذا كل ما تعلمته... لا قوة ولا رفعة ولا تميز ولا نجاح ولا عيش يصفو إلا بالعلم، وهذا ما كان عليه جيلي.

ثم مر قدر من الزمان وجاء الآن، الآن المغرق بالظلام، الآن الذي لا تقوم فيه قائمة للعلم، الآن الذي لا يحترم فيه الصغار وأهلهم العلم والمعلمين والأنظمة التعليمية ويبدون سخطاً منها على الدوام، الآن الذي لا يحترم فيه الأستاذ مهنته، ولا تهتم فيه الدولة بمخرجات التعليم وتدير فيه العملية التعليمية بتخبط تام.

يشعر من عاش في حقبة سابقة ويعيش أيامنا هذه بأنه يعيش أسوأ كوابيسه. فيحدث أن تسمع أن أساتذة فقدوا هداهم وقاموا بسلوكيات يندى لها الجبين، أو أن تلتقي بطلاب جامعيين غير مكترثين لدراستهم ولا يوقرون أساتذتهم، هم الذين يُفترض أن يمثلوا أرقى فئات المجتمع، الفئة التي بنت، واحتجت، غيرت قوانين وسياسات، وصنعت التأريخ في السابق غير البعيد.

حتى الرسوم المتحركة أصبحت تروج لكره الدراسة والمعلمين والسخرية منهم، وعدم نفع التعلم وتقدم الفوز على أنه دائماً للكسول غير المسؤول، الغبي، والبذيء.

أصبح من المعتاد أن ترى طلاباً بعمر الورد في غاية الهشاشة يتركون الدراسة لأن الأمر لا يعجبهم أو أنه ممل أو أن المدرسة لا توافق تطلعاتهم، يتركون المدرسة ليشاهدوا مقاطع يوتيوب القصيرة وينامون حتى الظهيرة، والأهل لا يمانعون بل يساندونهم على ذلك قائلين إن كان لا يحب المدرسة فعليه ألا يذهب، وكأننا نتحدث عن نزهة في حديقة بجانب المنزل، الأهل فقدوا القدرة على رؤية الصورة الكبيرة، فنحن لا نقوم بما نقوم به في الحياة من منطلق الحب وحده، فهناك قيم أخرى كالواجب والمسؤولية وغير ذلك مما يستدعي التهام الضفدع كل صباح كما يشيع اصطلاحاً.

الحكومة أيضاً ترى نسب الجهل يتفشى وينتشر، وانسحاب الطلاب من مقاعد الدراسة في إزدياد وهي جالسة بصمت تحدق لكل تلك الفوضى.

ولينتهي هذا الكابوس نحن بحاجة إلى حلول حقيقية منها أن نعيد كأفراد تأكيد تعريف العلم كقيمة سامية كما أكد على ذلك ديننا الإسلامي، فالمُلاحظ لتأريخ الحضارات يرى إن العلاقة بين نهضة الأمم وتقدم العلوم علاقة متبادلة متينة.

أيضاً يجدر بنا التأكيد على أهمية العلم بالنسبة للفرد نفسه ولمجده الشخصي ومستقبله الزاهر. كما إن علينا تعريف المجتمع بالثقافة الحياتية الجديدة للقفزات المتسارعة للمنجز التقني وتأثير ذلك على الحضارة الإنسانية على المدى البعيد، فالعائلة التي ترى إن التعيين الحكومي هو العمل الجيد الوحيد بكل تأكيد لن تشجع ابنها على إكمال دراسته لأن لا نمو وتطور في الحكومة، لكن العوائل التي تشربت ثقافة الحياة التقنية المعاصرة، وأدركت معاني القرية الصغيرة والعولمة، تعلم إن الفرصة الآن سانحة لتحقيق نجاحات وأحلام لا تحدها الحدود، وليس لنهايتها مدى، وكلما كان نال المرء معارف أرقى استطاع أن يكسب الشرف والمجد لذاته، وأصبح لديه قدرة لقيادة وتحريك المجتمعات أكثر من تأثير أي حكومة، ثم علينا ألا ننسى أن تأهيل الوالدين والمعلمين أولوية باعتبارهم القدوة الأولى وموجهي نمو جيل المستقبل.

أما ختاماً التوعية بمخاطر الصور والمقاطع المضحكة الساخرة من الدراسة والتي تقدم التعلم كحمل ثقيل، والتي وإن بدت لا تعني شيئاً إلا أنها ترسخ صور ذهنية بالغة الخطورة لدى الطالب وذويه وحتى المدرسين أنفسهم، إنها ليست مجرد طرفة، هذه الضحكات ثمنها المستقبل الواعد، ولا يمكن للسخرية أن تتسلل إلى كل شيء، هناك خطوط حمراء لا يجب أن يصل لها أحد.

هذا لا يعني إن الجهود الفردية كافية، نعم، نحتاج إلى جهود حكومية متظافرة لإصلاح النظام التعليمي وتجديد المناهج وفق رؤى سديدة مدروسة ومخطط لها ولها أهداف محددة وليس ما يحدث من عمليات عشوائية في تبديل المادة وحسب أهواء ومزاجيات الوزارة،

غير إن الحكومات ليست المصدر الوحيد للإصلاح، فكما إن فرص العمل اليوم عابرة للقارات، كذلك فرص التعلم، ما نحتاجه فقط هو أن نثابر ونعمل أكثر، ونحتاج إلى الإيمان بأن أبسط الجهود الفردية تحدث فرقاً، وحين تتراكم هذه الجهود تصنع المستحيل، لا أن نترك المركب لتغرق ونفقد الأمل كلياً بأشكال العطاء المختلفة.

طلاب
المدارس
العراق
الفساد
القيم
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    خيرا تفعل خيرا تلقى

    النشر : الأربعاء 08 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    الشهرة على حساب القيم: عندما يصبح الجدل طريقاً مختصراً إلى القمة

    النشر : الأثنين 16 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    ركاب الطائرات المرضى ينقلون العدوى للمسافرين المجاورين لهم

    النشر : الأربعاء 27 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    رسالة المرأة في منظور الإمام الشيرازي

    النشر : الأحد 02 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    تشنج الحبال الصوتية.. الأعراض والأسباب

    النشر : الأثنين 24 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    القراءة: رحلة مستمرة دون وجهة

    النشر : الأربعاء 24 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 13 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 647 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 358 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 17 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 18 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 18 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 18 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة