بعـض التناظـر مـفـيـد لدرجـة أنـه لا يلقـي بالـضـوء على مفهـوم فحسب، بل يتحول إلى أرضية للتفكير المجدد. فعلى سبيل المثال ، كانت استعارة الدماغ الذي يشبه الحاسوب أساسية بالنسبة إلى الرؤى التي أحدثها علماء نفس الإدراك خلال الأعوام الخمسين الماضية. فتعريف كيفية عمل حاسوب أسهل من تحديد كيفية عمل الدماغ. لهذا السبب ، يمكن أن يكون مفيدا بالنسبة إلى علماء النفس استخدام أوجه متعددة وقابلة للفـهـم جـيدا للحاسوب – مثل الذاكــرة أو الواقيات أو أجهـزة التسيير – كمصدر وحي لتحديد وظائف مشابهة في الدماغ.
الاستعارات الجيدة منتجة. لقد أدخل عالم النفس دونالد سكون هـذه العبارة لوصـف الاستعارات الـتـي تـولدها المفاهيم والـشـروح والاختراعات الجديدة. في الواقع ، تولد العديـد مـن الأفكـار البسيطة القابلة للرسوخ استعارات بشكل مضمر.
على سبيل المثال، تسمي ديزني موظفيها أعضاء فريق عمل التمثيل. ويجري تعميم هذه الاستعارة الخاصة بالموظفين الذين يعتبرون أعضاء فريق عمل في إنتاج مسرحي بصورة متلائمة عبر المؤسسة:
لا يجري أعضاء فريق عمل التمثيل مقابلة لوظيفة، بل يؤدون دورا على سبيل التجربة.
مشكلة التواصـل الأولى هي استرعاء انتباه الناس. لبعض وسائل الاتصال قوة طلب الانتباه. ويجيد الأهل هذا الأمر: "عزيزي/عزيزتي انظر إلي!" لكن في معظم الأوقات ، لا نستطيع طلب الانتباه بـل علينا استقطابه. وهذا تحد أكبر. ويقول الناس : "لا يمكنكم دفع الأشخاص إلى الانتباه". وهناك منطق يشير إلى ذلك.
لكـن مـهـلا ، هـذا مـا فـعـلـتـه كـارين وود بالتحديد. فقد دفعت الناس إلى الانتباه، ولم تحتج حتى لرفع صوتها. إن أكثر طريقة أساسية للفت انتباه أحدهم هي : كسر نمط معين. فالناس يتكيفون بسرعة ملفتة مع الأنماط المتلائمة. أما التحفيز الحسي المتلائم فيدفعنا إلى التفكير: التفكير في صوت مكيف الهواء، أو ضجة الزحمة، أو رائحة الشمعة، أو شكل رف كتب. قد نصبح مدركين تماما لهذه الأشياء فقط عندما يحدث شيء ما : ينطفئ مكيف الهواء، أو تعيد الزوجة ترتيب الكتب.
إن دماغـنـا مـصمم لإدراك التغييرات. ويعـي مـصمموا المنتجات الأذكياء هذا التوق. وهـم يـتأكدون من أنه عندما تطلب المنتجات انتباه المستخدمين، يتغير شيء ما. فتشتعل أضواء التحذير وتنطفئ لأننا قد نعمد إلى إطفاء ضـوء كـان مضاء بشكل مستمر. كانت صفارات الإنذار القديمـة تـدور على نمط صـوتي تحذيري، لكـن الـصفارات الحديثة أكثر تعقيدا بهدف استرعاء الانتباه أكثر. وتسترعي أجهزة إنذار السيارات إحساسنا الخاص بالتغيير بصورة استثنائية.
وهنا نطرح سـؤالين أساسيين : كيف أسترعي انتباه الأشخاص؟ وبالأهمية نفسها، كيف أحافظ عليه؟
لا يمكننا النجاح إن لم تسجل رسائلنا خرقا للفت انتباه الناس. بالإضافة إلى ذلك، تكون رسائلنا في العادة معقدة بما يكفي لدرجة عدم نجاحنا إن لم نتمكن من المحافظة على انتباه الناس. بهدف فـهـم الإجابات عـن هـذين السؤالين، علينا فهـم شعورين أساسيين – المفاجأة والاهتمام – واللذين تثيرهما عادة الأفكار القابلة للرسوخ بشكل طبيعي.
يجري تعديل المشاعر برشاقة لتساعدنا على التعامل مع أوضاع حساسة. فهي تعـدنا لطرق مختلفة من التصرف والتفكير. وقد سمعنا جميعا بأن الغضب يعدنا للمجابهة، والخوف يعدنا للهروب. لكن يمكن أن تكون العلاقة بين المشاعر والسلوك أكثر دهاء. فعلى سبيل المثال، من الآثار الجانبية للغضب – وهو أمر قد جرى اكتشافه مؤخرا – أننا نصبح متأكدين أكثر من أحكامنا. وعندما نغضب، ندرك أننا على حق، بما أنّ أي شخص كان في علاقة يمكنه أن يشهد.
إذن، إذا كان للمشاعر غايات بيولوجية، فما هي الغاية البيولوجية للمفاجأة؟ تثير المفاجأة انتباهنا ويجري توجيه المفاجأة عندما تفشل مخططاتنا، وتعدنا لفهـم الفشل. وعندما تعجز آلات التخمين ، تسترعي المفاجأة انتباهنا حتى نتمكن من إصلاحها للمستقبل.
اضافةتعليق
التعليقات