الغراب ما هو الا طائر يحاول الهروب من واقعه، متمرداً على عصره، يتقدم في خطواته اميالا من المسافات، يعتبر الغراب شخصية فذة من نوعها، فهو ذات قوام يختلف عن غيره من الطيور، يتجه نحو منعطفات الطرق ليصنع في أعلى الأشجار عشاً لهُ، فيطير فوق مسطحات من الاشجار ويهرول بنواحيها، والغريب في الموضوع بأن الغراب لا يليق به سوى العلا.
والجدير بالذكر ان الغراب يستطيع العيش في الاماكن التي تحتوي على الكثير من مرتفعات الاشجار ومن الاماكن التي تحتوي على الخضر، فالكثير من الفلاحين يحاولون ان يربوا غرباناً، فيطلق عليه في كثير من الاحيان انه صديق الفلاح.
ان من مميزات الغراب انه ينجذب الى الالوان الجذابة واللامعة ك الاحمر والاخضر وغير ذلك الى اللون الفضي والذهبي، ومن هنا يمكن ان نلاحظ حدة الذكاء الذي يتمتع به هذا الطائر، هو نوع نادر جداً من الحيوانات التي تستطيع العد من الواحد الى التسعة، و يعرف الغراب بأنه يمتلك احد المشاعر التي تتولد في قلوب الانسان، فهو اذن عدا حدة الذكاء التي تربطه بالإنسان، يمتلك مشاعر جياشة بحيث يستطيع بها ان يحافظ على انثاه ويبادلها شعور الحب!.
كما انه يملك شعور الغيرة، فقد اثبتت الدراسات بأنه لم يتم مشاهدة أي غراب منفرد مع أنثاه، الا في حال إذا اراد الحفاظ عليها من الأعداء بشجاعته التي لا تقارن حتى بشجاعة طائر الصقر، غير ذلك فهو يمتاز بصفة التعرّف.
فعندما يشاهد الغراب احد الاوجه الغير مطمئنة له او التي تسبب له القلق او الخطر لحياته فأنه يتفادى ذلك الخطر من خلال التعرف عليه وبذلك يسعى لتفادي الخطر منه، فقد اكتشف الباحثون ان الغراب يستطيع التعرف على البشر ويستطيع ان يصنفهم الى السيء والجيد، وهو ايضاً احد الحيوانات التي تصدر اصواتاً غريبة، فقد استطاع الباحثون التعرف على ذلك من خلال الأصوات المختلفة التي يصدرها.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة.
ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات في سلوك عالم الحيوان هي: ((محاكم الغربان))، وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها.
ومنها جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار، فالعقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها.
وكذلك قضية الاخوين هابيل وقابيل عندما سعى الغراب لتعلم الانسان كيفية دفن الجثمان كما ذكر في الآيات المباركة قال تعالى: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ 30 فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ31)، وهو الكائن الوحيد الذي يميز خطاه اينما كان.
و الغراب احد الكائنات التي تحاشى عنها الانسان في كثير من الاحيان ولم يعلم ان هناك طائر اشتبك في الفكر الانساني.
اضافةتعليق
التعليقات