راحة البال يا رفيقتي الراحلة كانت على وشك الهطول على اراضيكِ..
لكنكِ استعجلتِ الرحيل، استعجلتِ الغياب والعويل، سأخبركِ رغم إنكِ تستخفين بالكلام والعلاقات، بأنني لا اعلم ما يجرى داخل عقلك المتأرجح بين القال والقيل وبين الظنون التي دمرته وما زالت الى الآن تغرس مساميرها فيكِ، لكن ما اعلمه بأنكِ تهرعين للمقاومة والمواجهة فقط لتبرهني مدى قوتكِ للخوض في كل نقاش أو مشاحنات شخصية!.
ما أؤمن به اليوم بأنكِ لستِ انتِ! لستِ تلك الفتاة الحقيقية التي تؤمن بالبصيرة، انتِ لا شيء سوى انثى تصطنع القوة وتتعالى على جروحها كي لا يفرح شامت بها.
الفتاة التي تتخذ من حزنها قوة وهمية ومن بكاءها غرورا ومن خسارتها رفيقا لن تكون بخير يوما .
ستكون وحيدة تعاني الفقد والخسارة والاشتياق بمفردها؛ أتعلمين ما معنى الاشتياق لأن تكوني كباقي الفتيات تضحكين بصوت عالٍ وتصرخين برفقتهم كالمجنونة وتشعرين بأن السماء قريبة منكِ وتسمعك بكل ما أوتيت من رحمة..
لن تعلمي لانك تعيشين حياةً وعمرا لا يليقان بوضعك المعاش حاليا !
كفي عن محاولاتك التعيسة لتبني شخصية ينظر اليها العالم بالخوف قبل الاحترام ولتبني شخصية تشتهي كل شيء؛ على سبيل المثال تشتهي ابسط الامور كالجنون والضحك وممارسة الدعابات والشكوى مع الأهل والاصدقاء، دعي البشر والانشغال واخترعي سر ما يجعلك سعيدة لإسعاد نفسك لا تعيشي وكأنكِ ابنة السبعين عاما..
اخرجي من بيت الاعمال والمسؤوليات فالعمل له وقت والمحبة لها وقت والمسامحة لها وقت...الخ فلا تخلطي ما تبقى منكِ بأمور ستندمين على فعلها بعد ان يفوت الاوان.
هبِ لروحك حقها ولا تقاومي بشراهة اي حدث يخدش مشاعرك فالحياة عابرة ولن تأخذي منها شيئا، فقط كفنا ابيضا .
جمالية الربيع بالورد وجمالية النساء بالتروّي والعقل، فداعبي امنياتك حتى لو انها لن تتحقق لان التفكير بالسعادة لا يحتاج الى المال، زيدي جمالية بإبتسامة تملئها الطيبة..
يا رفيقتي البائسة اطفئي مقبس التعب و اهدار جل طاقتك على امور تشغلين بها يومك لسد الفراغ داخلك، حاولي ان تحتضني الحب، السعادة وحتى الحزن والانزعاج، لا ترسمي حياة على الهواء لن تأخذ نصيبها يوما.
الوقت الذي تقولين فيه "أنا داخلي ألم لن يشعر به إنسان"، هذه نقطة توضح الفراغ الروحي وربما عدد المرات التي تجرعتِ فيها خيانة احدهم أو غدره وعلى الأرجح انتِ بجاجة الى حب، كحب نفسك اولا.
لا تتظاهري بأنكِ غير مهتمة بالإنقلابات التي تحدث بين ثناياكِ بل اعربي بما تشعرين به بثقة تجزم كل من يريد ان يغالطكِ في وقت ما.
اتذكر انكِ كنتِ على وشك ان تسعفي نفسكِ من ارض وحشتك الجرداء إلى حيث ترغبين وتتمنين، لكنكِ كعادتك تتكئين على ما ترى عينيك وتتركين التفكير والاحساس وهذا ما جعلكِ فتاة تستعجل الرحيل دوما وتكتب خسارتها بالقلم الأحمر وتعاني انكسارها الناتج عن رؤيتها فقط!.
نحن على وجه الارض نعيش وليس في باطنها، وهذا الفرق الذي يجعل البشر في صراع دائم مع الحياة وعناصرها.
اضافةتعليق
التعليقات