• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عيون المها (1)

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 31 آب 2016 / منوعات / 5306
شارك الموضوع :

مدينة جميلة، جدرانها القصب، لاتملك حجر ولا رخص، كوخ مضاء ببعض الشموع، مواشي تسرح في الارض، اشجار متشابكة وانهار تجري

 مدينة جميلة، جدرانها  القصب، لاتملك حجر ولا رخص، كوخ مضاء ببعض الشموع، مواشي تسرح في الارض، اشجار متشابكة وانهار تجري، تمشي بخطوات ثابتة وتدندن بصوتها الريفي العذب، تحمل جرة على كتفها بلون التراب، تقطر ماء.. ينساب على جبينها الاسمر. 

تخطو برفق بين سنابل القمح، وتتمايل مع الرياح كسنبلة، تغازلها الشمس فتزيد من حرارتها لتجعل لونها مميزا، اطراف ثوبها الاسود الطويل يعلق بين اشواك الاشجار واغصان الورد، عصبتها على راسها كعصبة الياس على العود، نظراتها العنيدة  تمتد الى سعف النخيل، فيقع الرطب جريح، تلتقطها بابتسامة وشغف وبعض مظاهر الكبرياء، تمحو خطواتها اذيال ثوبها الريفي، تغطي بشرتها السمراء بشالها الاسود لتبرز عينها.
تحدق لجمال الطبيعة، بين جفونها ليل هادئ.. ينام باطمئنان.. تارة يصمد وتارة ينساب مع اول دمعة عابرة،  انفاسها هادئة دافئة كأنها دخان طابون اخمدت ناره منذ قليل. 
لا يكاد الليل يخطه الشيب، ويتسلل القليل من الضوء عبر ثقب الكوخ، سمراء بعيون غجرية تخيط العباءة الرجالية لتبيعها في الصباح الباكر، تجلس على فراش ريفي، تحب ان تعمل وهي تستمع اصوات حيواناتها المختلفة، كان اجمل حلم يراودها من الصغر ان تتعلم الكتابة والقراءة، حدثت نفسها في تلك اللحظات فلا تجرأ ان تقول لاحد في القرية عن حلمها، اختلفت عن بنات القرية بطموحها وافكارها، بعد ما عرفت بأن مصيرها خادمة في بيت الكبير الرجل الغني الذي يملك القرية دفنت احلامها في صدرها. 
تبتعد القرية عن المدينة مسافة بعيدة تصل الى يومان او اكثر،  ابناء القرية يعيشون هنا بسعادة وحب، فرحهم واحد وحزنهم واحد، جامع واحد يقع في منتصف القرية والدكان بيت اسماعيل، لا يوجد مشفى او طبيب، المشفى هنا بيت الحاج كريم  يعالج المرضى بالأعشاب، المعلم القرآني الشيخ مسعد خادم الجامع يعلم الاطفال القراءة القرآنية ويأخذ الاجر من طيبات الزرع والخضار. الجدة حكيمة هي القابلة المأذونة لقرية مها لا اكذب ان قلت لكم ان شباب القرية جاءوا على يدها،  الاب يعمل ساقي الزرع في بستان ((الكبير)) والام  تخدم العائلة، اما  مها فتعمل  (طباخة) وفي خياطة العبي الرجالية المطرزة، كل صباح يتزاورون الفلاحين ويشربون الشاي بين المزارع الخضراء التي  تفوح برائحة العشب والزهور العطرة،  فراشات بالون الصباح تحلق، زقزقة العصافير وهي تراقص الاغصان،  صوت خرير الماء الجاري، ويندمج معه صوت مها وهي تقطف التفاح، سعادتها أن تجلس  تحت ظل شجرة التفاح، وتفرش عباءتها بين الحشائش الخضراء المبللة بماء السقي، ترعى  قطيع الغنم، وبيدها عصا،  تهش على الغنم وتضرب حظها العاثر. وتعمل الأعمال الشاقة بدون كلل ولا ملل، تحضر العجين لتخبزه، وتقطع الحطب، تسقي الزرع، ومازال ((الكبير)) غير راضي عنها وعن اهلها وقد هددهم بالطرد والسجن ان لم يكن حصاد الارض جيدا هذا العام. 
اخذت  مها تعمل في البستان  ليل ونهار لتنقذ عائلتها من شر ((الكبير)) الذي عرف عنه الظلم والاستبداد،  لا يرحم أحدا لا كبير ولا صغير، يعشق المال، كل ما يريده جمع الاموال وشراء الاراضي من الفلاحين الفقراء..

مرت الايام واقترب الموسم 

 مها  تنظر الى والدتها وهي تنحني لتنظف الدار وتلمع حذاء ((الكبير))  يسعر قلبها وتخمد انفاسها..  دخلت الى الغرفة وضربت نفسها، نثرت شعرها، ودموعها تسقط منها، ليس المرة الاولى التي ترى فيها حال أمها لكن هذه المرة  كان حال أمها يختلف فقد  طلب منها ان تلمع حذاءه بشالها اكثر من مرة..
خرج ((الكبير))  وصوته يرتفع  في  فناء البستان مخاطبا الفلاحين: اعملوا.. انتم هنا خدم وانا سيدكم... اثارها صوته، وقفت تنظر اليه من النافذة وعينها مملوءة بالحقد، رفعت يدها وطلبت من الله استجابة دعائها، رسمت خطة  تنقذ فيها عائلتها..

يكمل في الحلقة2
الحياة
العمل
المرأة
عيون المها
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    قلائد حسنية معلقة في ذاكرة التاريخ

    النشر : الأحد 29 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    انسان بلا مبادئ.. ساعة بلا عقارب

    النشر : الأثنين 10 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أخلاق التقدم: الخلق الحسن.. طيب يتعطر به المؤمنون

    النشر : الأربعاء 08 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مفاهيم اقتصادية قد لا نعرفها

    النشر : الأحد 02 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية

    النشر : الأربعاء 07 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف يتم تمييز الوذمة الرئوية؟

    النشر : الأربعاء 18 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3339 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 439 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 346 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 346 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 309 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 301 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3339 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 8 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 8 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 9 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة