يولد حب الاطلاع مع ولادة الانسان ويكبر معه شغفه وفضوله للتعرف على أشياء من حوله، ويمكن ملاحظة ذلك عند الاطفال ورغبتهم في تجربة ولمس وتذوق والتعرف على كل ما حولهم، حتى إذا كبر قليلاً يبدأ في طرح الأسئلة عن نفسه وعن تكوينه وعن خالقه وكل ما يجول في خاطره.
مع ذلك نجد أن هذه الرغبة وهذا الشغف للتعلم يبدأ بالانحسار عند الكثير منهم حين يصلون لسن المراهقة.
وقد ترجع هذه الحالة إلى عدة عوامل، منها:
النظام التعليمي، فالنظام التعليمي الموجود حالياً يعتمد على التلقين أكثر من اعتماده على تعليم الطالب على كيفية الحصول على المعلومة، ولكن المفروض في هذه الفترة العمرية تحديداً تنمية الدافع للبحث والاطلاع بدلاً من كبح هذه الرغبة، فالوسائل التعليمية يجب أن تحاكي شغف الطالب للإطلاع والاستنتاج ويكون ذلك بتوظيف الوسائل التقنية توظيفاً حقيقياً ليكون جزءاً من المنظومة التعليمية الحديثة مدعمة بتطبيقات مصممة خصيصاً من قِبَل مبرمجين وتربويين ذوي احترافية عالية ليجمعوا بين جودة التطبيق وأسلوبه الجاذب للمستخدم وبين القيمة التربوية العالية، ويمكن أن تحتوي هذه التطبيقات على محركات بحث خاصة يمكن استغلالها لإقامة مسابقات بحوافز مادية ومعنوية بدلاً من أن يعتاد الطالب على حفظ المعلومة ويكون مقابلها درجة مكتوبة على ورقة بالخط الأحمر.
ومنها: كثرة الملهيات، من الأجهزة الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات التي تهدر كثيراً من الوقت دون أي فائدة، ولو رجعنا الى الحقبة الزمنية التي سبقت هذه الثورة الالكترونية لوجدنا أن القراءة كانت احد سبل التسلية وقضاء اوقات الفراغ، وهنا يمكننا ملاحظة الحاجة لتطوير اساليب نقل المعلومة لتحاكي رغبة الجيل الحالي في طريقة تلقي المعلومة، فهل يمكننا القول أنه قد آن الأوان لتطوير الكتابات الموجودة مابين دفتين لتصبح عملاً درامياً راقياً في مستوى عال أو مسلسلاً كرتونياً وأفلاماً وثائقية عالية الجودة يمكنها شد انتباه المشاهد كما هو الحال مع الأفلام الهوليوودية والبوليوودية؟.
هل آن الأوان للتحرك من أجل دراسة تخصصات التلفزيون والمسرح والبرمجيات وإدارة شبكات التواصل الاجتماعي للقيام بثورة علمية تثقيفية؟.
اضافةتعليق
التعليقات