• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

"خطية": آفة عراقية

سمانا السامرائي / الخميس 23 حزيران 2022 / ثقافة / 3036
شارك الموضوع :

حين نرى الأمر من مسافة كافية يمكننا أن نرى الحقيقة "خطية" كلمة تتشح بالخير والطيبة، غير أن لا خير فيها ولا طيبة

تنتشر في المجتمع العراقي كلمة "خطية"، وقد تكون أنت التالي الذي سيتلطخ بهذه الكلمة، خطية مفردة تسبغ بكرم في الاجتماعات العائلية ولقاءات الأصدقاء ومحيط العمل على الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ لحضور ذلك المجلس، تطفح عينا قائلها ويتموج صوته بالطيبة والخير وتخرج مع أنفاسه الرطبة كلمة "خطية".

حين نرى الأمر من مسافة كافية يمكننا أن نرى الحقيقة "خطية" كلمة تتشح بالخير والطيبة، غير أن لا خير فيها ولا طيبة، ففي اللحظة التي ينطق أحدهم بهذه المفردة فكأنه يعترف ضمنياً إن حياته أفضل من حياة الشخص "الخطية"، وخياراته أكثر حكمة، وحظوظه أفضل وأجزل!

يمكننا القول إنها تمثل شكلاً خجولاً وأخلاقياً ومقبولاً من التعالي والشفقة المرضية.

الأجيال التي نشأت في الحقب السابقة في العراق، لا تعترف بالتنوع، ولا تؤمن بتعدد الخيارات التي يمكن لجميعها أن تكون صحيحة لبعض الأشخاص وفي أوقات معينة، وهذا ما ولد لدى الإنسان العراقي حالة من القطبية، إما أبيض أو أسود، جيد أم سيئ، أعرف كل شيء أو لا أعرف أي شيء البتة، وطبيعة الإنسان جشعة - يمكننا القول إنها طموحة إن أردنا تجميل الصورة - ولا يحب أن يكون على الجانب الخاسر لذا سيختار الجانب الصائب على الدوام، وسيعامل الآخرين بمبدأ قراراتي سديدة وصحيحة وأنت ضائع متخبط، إن كنت مثلي ستكون ناجحاً فأنا على جانب الناجحين، وإن اختلفت معي فجهودك المحدودة لن تنقلك إلى مستواي ما حييت إلا إن استمعت إلى نصائحي الذهبية وسرت على خطاي العظيمة.

هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن حياتهم المثالية، وهي معيار للقياس، وهذا يمنحهم الحق في الحكم على حياة الآخرين.

كذلك يقع هؤلاء الأشخاص تحت وطأة مشاعر النقص بالإضافة إلى الضغط الاجتماعي السائد للدفع نحو الكمال، فهم يفقدون شيئاً ما بشدة سواء علموا بذلك أو لم يعلموا، مشاعر النقص تضرب أوتار أرواحهم وتوجعهم، لا يرغبون بالاعتراف بذلك، لا يريدون تحمل وجع النقص وإذلال الإعلان عنه لذا يميلون لتحويل النقص إلى استعلاء وفوقية، يبحثون عن عيوب الآخرين ليتشتت تركيزهم عن آلام ذواتهم.

كذلك يتسم هؤلاء الأشخاص الذين يكسون الغادي والرائح بكلمة "خطية" بالكسل الشنيع، فهم ليسوا راغبين بتغيير سلوكياتهم أو طرق اتخاذهم للقرار أو حتى طرق تفكيرهم لكنهم يحلمون بنتائج مختلفة، وبما إن لا نتائج مختلفة ستتولد من نفس طريقة العيش، فالبحث عن عيوب من هم أفضل حالاً يساعد على تخفيف قلقهم وإشعارهم بالاطمئنان الزائف الذي يخبرهم إن اللامعين لديهم جوانب تقصير عميق، وهم بغيضون ومقصرون، ويمتلكون حياةً يرثى لها وإن بدت رائعة من الخارج، لذا ليس عليهم أن يبذلوا مزيداً من الجهود لتحسين حيواتهم والوصول لمستوى الأشخاص اللامعين، فحياتهم أفضل، ومزيد من النجاح والتفوق قد يأتي بالعلل والمصائب والضياع.

وهكذا تُغلَق بإحكام فوهات الاختلال الداخلي -الذي لا يجب أن تفوح رائحته النفاذة- بسدادة "خطية" ذات مظهر سامٍ ورؤوف، وتمنح كل تلك الاضطرابات صورة لائقة لتطفو على السطح.

عندما نصف أحدهم بأنه "خطية" نحن نتغافل عن أن خياراتنا الصغيرة قبل الكبيرة قمنا بها بإرشاد الله ومعونته وهو من يبارك في نتائجها، كما أننا لا نعترف أن الحياة متعددة النهج، وأساليب عيشها كثيرة، الحياة ليست مضماراً للسباق، وما هو مناسب لرحلتنا في الحياة لا يناسب رحلات الآخرين.

لذا في المرة القادمة وقبل أن نقول "خطية" علينا أن نتساءل هل نعرف كل شيء عن هذا الشخص؟ هل الشخص يطابق سماتنا لتكون حياتنا العظيمة مناسبة له؟ هل ما نعرفه عن الحياة هو الأسلوب الأكثر سلامة وذكاء وإبداع للعيش؟

الانسان
العراق
السلوك
العادات والتقاليد
الشخصية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    ملتقى الغيث الجامعي يستضيف رواد الجامعات العراقية

    النشر : الأحد 09 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف تتعامل مع صداع الهواء البارد في فصل الشتاء؟

    النشر : الخميس 15 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    اذكريني في صلاة الليل

    النشر : الخميس 02 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الابتزاز العاطفي: كيف تحرر نفسك من أسر الضباب النفسي

    النشر : الأحد 15 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    رحلة قلبية في حضرة الطهر

    النشر : الخميس 27 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الطريق الى الفردوس.. حبيب بن مظاهر

    النشر : الثلاثاء 25 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 452 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 357 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1343 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 863 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 22 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 22 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 22 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة