• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

"خطية": آفة عراقية

سمانا السامرائي / الخميس 23 حزيران 2022 / ثقافة / 3153
شارك الموضوع :

حين نرى الأمر من مسافة كافية يمكننا أن نرى الحقيقة "خطية" كلمة تتشح بالخير والطيبة، غير أن لا خير فيها ولا طيبة

تنتشر في المجتمع العراقي كلمة "خطية"، وقد تكون أنت التالي الذي سيتلطخ بهذه الكلمة، خطية مفردة تسبغ بكرم في الاجتماعات العائلية ولقاءات الأصدقاء ومحيط العمل على الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ لحضور ذلك المجلس، تطفح عينا قائلها ويتموج صوته بالطيبة والخير وتخرج مع أنفاسه الرطبة كلمة "خطية".

حين نرى الأمر من مسافة كافية يمكننا أن نرى الحقيقة "خطية" كلمة تتشح بالخير والطيبة، غير أن لا خير فيها ولا طيبة، ففي اللحظة التي ينطق أحدهم بهذه المفردة فكأنه يعترف ضمنياً إن حياته أفضل من حياة الشخص "الخطية"، وخياراته أكثر حكمة، وحظوظه أفضل وأجزل!

يمكننا القول إنها تمثل شكلاً خجولاً وأخلاقياً ومقبولاً من التعالي والشفقة المرضية.

الأجيال التي نشأت في الحقب السابقة في العراق، لا تعترف بالتنوع، ولا تؤمن بتعدد الخيارات التي يمكن لجميعها أن تكون صحيحة لبعض الأشخاص وفي أوقات معينة، وهذا ما ولد لدى الإنسان العراقي حالة من القطبية، إما أبيض أو أسود، جيد أم سيئ، أعرف كل شيء أو لا أعرف أي شيء البتة، وطبيعة الإنسان جشعة - يمكننا القول إنها طموحة إن أردنا تجميل الصورة - ولا يحب أن يكون على الجانب الخاسر لذا سيختار الجانب الصائب على الدوام، وسيعامل الآخرين بمبدأ قراراتي سديدة وصحيحة وأنت ضائع متخبط، إن كنت مثلي ستكون ناجحاً فأنا على جانب الناجحين، وإن اختلفت معي فجهودك المحدودة لن تنقلك إلى مستواي ما حييت إلا إن استمعت إلى نصائحي الذهبية وسرت على خطاي العظيمة.

هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن حياتهم المثالية، وهي معيار للقياس، وهذا يمنحهم الحق في الحكم على حياة الآخرين.

كذلك يقع هؤلاء الأشخاص تحت وطأة مشاعر النقص بالإضافة إلى الضغط الاجتماعي السائد للدفع نحو الكمال، فهم يفقدون شيئاً ما بشدة سواء علموا بذلك أو لم يعلموا، مشاعر النقص تضرب أوتار أرواحهم وتوجعهم، لا يرغبون بالاعتراف بذلك، لا يريدون تحمل وجع النقص وإذلال الإعلان عنه لذا يميلون لتحويل النقص إلى استعلاء وفوقية، يبحثون عن عيوب الآخرين ليتشتت تركيزهم عن آلام ذواتهم.

كذلك يتسم هؤلاء الأشخاص الذين يكسون الغادي والرائح بكلمة "خطية" بالكسل الشنيع، فهم ليسوا راغبين بتغيير سلوكياتهم أو طرق اتخاذهم للقرار أو حتى طرق تفكيرهم لكنهم يحلمون بنتائج مختلفة، وبما إن لا نتائج مختلفة ستتولد من نفس طريقة العيش، فالبحث عن عيوب من هم أفضل حالاً يساعد على تخفيف قلقهم وإشعارهم بالاطمئنان الزائف الذي يخبرهم إن اللامعين لديهم جوانب تقصير عميق، وهم بغيضون ومقصرون، ويمتلكون حياةً يرثى لها وإن بدت رائعة من الخارج، لذا ليس عليهم أن يبذلوا مزيداً من الجهود لتحسين حيواتهم والوصول لمستوى الأشخاص اللامعين، فحياتهم أفضل، ومزيد من النجاح والتفوق قد يأتي بالعلل والمصائب والضياع.

وهكذا تُغلَق بإحكام فوهات الاختلال الداخلي -الذي لا يجب أن تفوح رائحته النفاذة- بسدادة "خطية" ذات مظهر سامٍ ورؤوف، وتمنح كل تلك الاضطرابات صورة لائقة لتطفو على السطح.

عندما نصف أحدهم بأنه "خطية" نحن نتغافل عن أن خياراتنا الصغيرة قبل الكبيرة قمنا بها بإرشاد الله ومعونته وهو من يبارك في نتائجها، كما أننا لا نعترف أن الحياة متعددة النهج، وأساليب عيشها كثيرة، الحياة ليست مضماراً للسباق، وما هو مناسب لرحلتنا في الحياة لا يناسب رحلات الآخرين.

لذا في المرة القادمة وقبل أن نقول "خطية" علينا أن نتساءل هل نعرف كل شيء عن هذا الشخص؟ هل الشخص يطابق سماتنا لتكون حياتنا العظيمة مناسبة له؟ هل ما نعرفه عن الحياة هو الأسلوب الأكثر سلامة وذكاء وإبداع للعيش؟

الانسان
العراق
السلوك
العادات والتقاليد
الشخصية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ولادة السيدة الزهراء.. إشراقة النور في بيت النبوة

    النشر : الأحد 22 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    إنسانية الإمام علي وعظمته في الفكر المسيحي

    النشر : الخميس 07 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كيف تتعامل مع أصدقائك الغيورين؟!

    النشر : الخميس 18 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    أدلة جديدة تربط بين مقاومة الإنسولين والتدهور الإدراكي

    النشر : الثلاثاء 25 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    لا شبيه للون طفّك

    النشر : الأربعاء 10 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    البطالة.. إبادة مجتمعية

    النشر : الأربعاء 29 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1213 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 444 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 435 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 417 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 394 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 388 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1569 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1213 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1172 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1109 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 758 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة