• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

علي عليه السلام قوة الحق التي لا تقهر

ولاء عطشان / الخميس 13 نيسان 2017 / حقوق / 2181
شارك الموضوع :

في إحدى الليالي الشتائية الممطرة والعاصفة، كنت أجلس وحيداً في ساعة متأخرة جداً من الليل بجانب مدفأتي المتقدة، وكان لهب المدفأة يتراقص بعنف

في إحدى الليالي الشتائية الممطرة والعاصفة، كنت أجلس وحيداً في ساعة متأخرة جداً من الليل بجانب مدفأتي المتقدة، وكان لهب المدفأة يتراقص بعنفوان بالغ وبطريقة تعطي الإنسان شعوراً بالأمان من غضب الطبيعة و زمجرتها في الخارج. وفجأة شعرت أن قلبي قد فر من بين أضلعي وغادر صدري للأبد، ولم أجد، حتى هذه اللحظة، التفسير المنطقي لتلك الموجة من الخوف الذي اجتاح كياني والذي لم يتناسب حجمه إطلاقاً مع صوت القرع العنيف على باب غرفتي الكئيبة في تلك الساعة المتأخرة من الليل.

وقد انحسرت موجة الخوف الغامض تلك بعد أن دخل عليّ أحد أصدقائي وهو مبلل بمياه الأمطار من رأسه وحتى أخمص قدميه. دخل وهو يخفي شيئاً تحت إبطه وداخل سترته الخارجية، وقبل أن يلقي علي السلام، أخرج ذلك الشيء من داخل سترته واتضح فوراً أنه كتاب قديم وقد بدت عليه فعلاً علامات القدم وآثار الزمن، ثم ابتدرني قائلاً بلهفة:

لقد أحضرت لك كتاباً رائعاً لم تقرأ مثله من قبل، ولم أستطع أن أصبر حتى الصباح كي آتيك به، ولذلك جئت إليك الآن في هذا الوقت المتأخر من الليل، وقد عثرت على هذا الكتاب النفيس اليوم صباحاً عند أحد بائعي الكتب القديمة والمستعملة على أحد أرصفة مدينة دمشق.

وبالفعل، ما أن وقعت عيناي على ذلك الكتاب القديم وعلى عنوانه حتى أيقنت أنه فعلاً كتاب نفيس كما وصفه حامله. وما أن قرأت الصفحة الأولى منه حتى غبت عن كل ما هو حولي، عن الأمطار وهزيم الرعد، عن عويل الرياح في الطرقات وعن زمجرة اللهب في المدفأة، بل غبت عن صديقي نفسه.

لقد كان ذلك الكتاب الصغير يحمل عنوان (الشرق والإسلام في أدب غوته) للأديب والمفكر المصري (عبد الرحمن صدقي)، والكتاب من مطبوعات القاهرة عام 1967.

إن صديقي القادم تحت الأمطار من أجل تقديم ذلك الكتاب رفض الجلوس وختم زيارته السريعة بقوله: أنا لم أحضر لك هذا الكتاب لتقرأه الآن، بل أتيت به إليك كهدية للذكرى والفائدة.

أعدت فور مغادرة صديقي، قراءة الصفحة الأولى ولم أرفع رأسي عن الكتاب المذكور إلا عند نهاية الصفحة الأخيرة منه مع شروق الشمس وإطلالة فجر اليوم التالي.

وبعد تلك القراءة الأولى لذاك الكتاب، بدأت الأسئلة المختلفة تزدحم وتتصارع في رأسي: كيف استطاع فيلسوف ألمانيا وشاعرها الأعظم أن يتوصل إلى تلك الحقائق العميقة عن الإسلام وعن النبي المصطفى وأهل بيته الأبرار عليهم السلام؟

ما هي الدوافع التي جعلت ذلك الفيلسوف والشاعر، يوهان غوته، يُقبل على نظم ديوان شعري ضخم معطر بعبق الشرق وسحره، وبأنفاس الإسلام وروحانيته، حتى أنه أطلق عليه عنواناً مميزاً وهو (الديوان الشرقي للمؤلف الغربي)، وقد جمع بين دفتيه قصائد عذبة عن الشرق والإسلام تعد من نفائس الأدب العالمي الرفيع؟

وهل الجوانب التي أعجبت الفيلسوف والشاعر العظيم (غوته) في شخصية علي أمير المؤمنين عليه السلام هي نفس الجوانب التي أعجب بها جبران ونعيمة وجرداق وسلامة والإنطاكي وماسينيون وكوربان وكارلايل وديفو وغيرهم من فلاسفة ومفكري الشرق والغرب؟

لماذا كتب غوته وغيره من الأدباء والشعراء والفلاسفة المسيحيين عن دور الإمام علي عليه السلام وأهل البيت المحمدي في إعلاء شأن الرسالة الإسلامية دون غيرهم من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ؟

بعد فترة طويلة من البحث والعناء وإجراء الكثير من المقارنات بين كتابات المسيحيين عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، توصلت إلى نقطة هامة جداً، وهذه النقطة الهامة يمكنها أن تجيب على الكثير من الأسئلة والاستفسارات.

فالغالبية العظمى من رجال الفكر والأدب من المسيحيين المعاصرين يرون في الإمام علي عليه السلام صورة رسول ونبي أكثر مما يرون فيه صورة خليفة أو ولي. والبعض الآخر من الباحثين والمفكرين في الغرب يدونون اسمه الشريف في معاجم الآلهة والأرباب، شأنه في ذلك شأن الآلهة والأرباب عند الإغريق والرومان والشعوب البدائية البائدة.

وعلى الرغم من الموقف السلبي الواضح الذي وقفه الإمام علي عليه السلام من مسألة الغلو فيه، والنهي القاطع عن اتخاذ أو تبني أي موقف نابع من المغالاة التي قد تخرج المرء من دائرة الإيمان إلى دائرة التيه والضياع وفقدان الموقف الإيماني الصحيح واختلال الميزان الروحي السليم، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه علينا وعلى كل مفكر وأديب مسيحي خاض تجربة الكتابة عن الإمام علي عليه السلام ومعاجزه الفكرية وخوارقه البدنية:

هل جاءت نظرة أولئك المسيحيين عن الإمام علي عليه السلام من الفراغ، أم أنها جاءت من خلال ما عرفوه عنه من كتب السير والأخبار التي تتناول السيرة النبوية الشريفة وعلاقته عليه السلام بها بأدق تفاصيلها ومعطياتها؟

والجواب بكل بساطة، هو أن وجهات نظرهم جاءت بناءً على أسس ومعطيات مستمدة من أمهات الكتب المعتبرة للعلماء والمؤرخين المسلمين. غير أن الشيء اللافت للنظر هو أن أولئك المفكرين المسيحيين الذين رفعوا الإمام علي عليه السلام إلى مرتبة تفوق مستوى الرسل والأنبياء الذين قلما يجود الزمان بأمثالهم، إنما اعتقدوا ذلك لأنهم وجدوا في الإمام علي عليه السلام صورة ومرآة الكمال، ولسان وترجمان الجلال، واليد العليا التي تفرق بين الحق والباطل والحرام والحلال.

فهو باختصار – من وجهة نظرهم – ذاك الإمام الكامل في كل جانب من جوانب الوجود حتى إنك لتخاله، بكماله المتكامل الجوانب، المرآة الصادقة لإرادة واجب الوجود والفكر المبدع والمدرك لأسرار كل ما هو موجود.

ان الكثير من العلماء والفقهاء والمتصوفة المسلمين قد حاروا في فهم الإمام علي عليه السلام وإدراك مكانته السامية التي خصه الله سبحانه وتعالى بها دون غيره. فإذا كان هذا حال العلماء والمتصوفة والفقهاء المسلمين في ما يتعلق بشخصية الإمام علي عليه السلام، فكيف سيكون الحال، إذاً، مع المفكرين المسيحيين الذين طاروا محلقين حائرين في فضاءات الإمام علي عليه السلام ومداراته الإعجازية؟!

فلنتوقف قليلاً مع ابن عربي، ذلك المتصوف المسلم الشهير، حيث يقول واصفاً الإمام علي بأنه "سر الأنبياء والمرسلين وسيد الأوصياء والصديقين، ... الظاهر بالبرهان، الباطن بالقدرة والشأن، بسملة كتاب الموجود فاتحة مصحف الوجود، حقيقة النقطة البائية والمتحقق بالمراتب الإنسانية، حيدر آجام الإبداع الكرار في معارك الاختراع، السر الجلي والنجم الثاقب".

وإذا كانت هذه هي صورة الإمام علي عليه السلام عند ابن عربي وعند غيره من المتصوفة والعلماء وأرباب الفكر والمعرفة من المسلمين – وإن كان هناك تفاوت في نظرتهم إليه وفي تقدير مقامه الحقيقي – إلا أن هذه النظرات والآراء قد تبلورت بمجملها عند أهل المعرفة والفكر من المسلمين والمسيحيين على حد سواء نتيجة إيمانهم العميق بأن أحاديث الرسول المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – في علي عليه السلام لم تكن إلا غيضاً من فيض، ولم تكن إلا بمثابة باقة صغيرة من ورود جمعت من بستان فسيح.

وقد أيقن أولئك المفكرون من المسلمين والمسيحيين أيضاً أن هدف الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – الأساسي من تقديم تلك الباقة الجميلة من الورد الجميلة التي اقتطفها من بستان فضائل علي عليه السلام، هو أن يعطينا صورة جلية عن أعلمية علي عليه السلام في كل حقل من حقول الحياة، وعن عمق ورسوخ إيمانه بالله الذي لم يبلغه أحد قط.

من كتاب (الإمام علي عليه السلام في الفكر المسيحي المعاصر) لمؤلفه: راجي أنور هيفا
الامام علي
الغرب
الاسلام
فلسفة
تاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    كيف تواجهين مشكلة الخوف من المدرسة؟

    النشر : الثلاثاء 03 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    متى يتحرر العقل العربي من عقم التفكير؟

    النشر : السبت 03 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الشكر في كلام زين العباد

    النشر : الخميس 16 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    نحن والحمير في المنعطف الخطير!

    النشر : الثلاثاء 15 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    دور الإجهاد الذهني في خلق شخصية "عدوانية وغير متعاونة"

    النشر : الخميس 14 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

     التراث المهدوي الشيعي 

    النشر : الثلاثاء 30 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 50 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1032 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 383 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1032 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 4 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 4 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 4 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة