عندما تضيع الحقيقة في دهاليز الغموض، ويتنكر الظلم برداء الكذب!، لابد ان تعلن الحقيقة صرختها، ويسقط ذلك الزيف المتلون بالخداع، ومهما حاولت السطور تكذيب الحقيقة الإلهية، لابد ان يأتي يوم وتشرق شمس الحقيقة من جديد... لأن الباحث عن الحقيقة من المستحيل ان يتيه!.
فالصراعات المذهبية التي اصبحنا نعيشها تعود اسبابها الى تغليف الحقيقة برداء الشبهات!، فعندما يدور الكلام حول الأفضل والأنقب عند الفريقين من السنة والشيعة، فإن من البديهي ان يدور الكلام حول الأفضل لا الفاضل، لأن الفضلاء كثيرون، امّا الأفضل واحد منهم، بحكم العقل والنقل، وهو أحق ان يتبع ويطاع.
وهنا بلا شك سيشير المذهب الشيعي الى الامام علي (عليه السلام)، ولكن ماذا عن المذاهب العامة؟، هل يٌتفق بأن الافضل والأعلى هو علي بن ابي طالب؟!.
سنرى ذلك في الكتب المعتبرة من اهل العامة:
اخرج الموفق ابن أحد الخوارزمي في المناقب: 18، والعلامة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه "كفاية الطالب" الباب الثاني والستين، في تخصيص علي (عليه السلام)، بمائة منقبة دون سائر الصحابة، جاء في الباب، ص123، بسنده ابن عباس، قال:
قال الرسول (صلى الله عليه و(آله) وسلم): "لو أن الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حساب، والإنس كتاب، ما احصوا فضائل علي بن ابي طالب".
كما واخرجه السيد علي الهمداني بسنده من عمر بن الخطاب، ورفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و(آله) وسلم): "لو أن البحر مداد، والرياض اقلام، والإنس كُتاب، والجنس حُساب، ما احصوا فضائلك يا أبا الحسن".
واخرج ابن الصباغ المالكي في "الفصول المهمة" بسنده عن ابي عباس، وأخرجه سبط ابن الجوزي في "التذكرة".
وفي تفسير الطبري لقوله تعالى: " (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) سورة البينة:( 7 ) - الجزء: ( 30 ) - رقم الصفحة: ( 335 )، حدثنا إبن حميد, قال: ثنا عيسى بن فرقد, عن أبي الجارود, عن محمد بن علي أولئك هم خير البرية فقال النبي (صلى الله عليه و(آله) وسلم): أنت يا علي وشيعتك.
ولا تنحصر الفضائل في الامام علي (عليه السلام)، وانما نمحضه في الفضائل، ونجله من الرذائل، وذلك لنزول آية التطهير في شأنه.
وعند مراجعة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة عند الفريقين في تعريف الأفضل والاعلم والأرجح عند الله ورسوله والأحب إليهما، فهو في هذه الحالة ومن باب المنطق سيكون علي (عليه السلام) اولى بالخلافة من غيره، وهو المنصوص من قبل الله والله اعلم اين يجعل رسالته!.
وهنالك تصريحات كثيرة من رسول الله الكريم، في شأن خلافة الامام علي (عليه السلام)، ذكرها علماء السنة والمحدثين الموثوقين في الكتب المعتبرة:
1- الامام احمد في المسند والمير السيد علي الهمداني الشافعي في كتابه "مودة القربى"، عن النبي (صلى الله عليه و(آله) وسلم)، قال: "يا علي!، أنت تبرىء ذمتي، وأنت خليفتي على أمتي".
2- الإمام النسائي، وهو احد أئمة الحديث وصاحب احد الصحاح الستة عند اهل السنة، وقد أرخد في كتابه (الخصائص) في ضمن الحديث 23:
عن ابي عباس، أن النبي (صلى الله عليه و(آله) وسلم)، قال لعلي: "انت خليفتي في كل مؤمن من بعدي".
فالنبي (صلى الله عليه و(اله) وسلم) يؤكد في هذا الحديث أن علياً خليفته من بعده، مباشرة وبلا فصل، فلا اعتبار لإدعاء أي مدع خلافة النبي (صلى الله عليه و(آله) وسلم) من الذين نازعوا علياً وغصبوا منصبه ومقامه لوجود حرف (من) في الحديث، فهي امّا أن تكون بيانية او ابتدائية، وعلى التقديرين يتعين علي (عليه السلام)، بعد النبي (صلى الله عليه و(آله) وسلم) بأنه خليفته بلا فصل.
واما بالنسبة للتعصب الذي يتهمون المذهب الشيعي به، فهو بهتان وافتراء، فإن التعصب معناه الإلتزام بالشيء مع الاصرار من غير دليل، وكل ما جئنا به هو خير دليل مأخوذ من الكتب المعتبرة عند اهل السنة.
فالإنحياز الى جانب الإمام علي (عليه السلام) هو انحياز حق، وليس من جانب التشيع فقط، بل الله ورسوله انحازا اليه ايضاً، وذلك نجده في الآيات القرآنية التي نزلت بحقه والأحاديث النبوية الصريحة في كتب اهل السنة والشيعة.
فبعدما وجدنا الدلائل الصريحة والواضحة في كتب اهل السنة، والمأخوذة من اعلم واشهر علماءهم ومحديثيهم والتي تؤكد بأن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، هو الخليفة بعد الرسول الأكرم، وهو الشخص الأجدر بالخلافة الأولى!، بالمقابل نجد اغلب السنة لازالوا ينكرون هذه الحقيقة الالهية ويقولون بأن علي هو الخليفة الرابع مع العلم ان الله ورسوله وحتى كتبهم تقول بأن علي هو الأول!!!.
اضافةتعليق
التعليقات