إن الله تعالى جعل من حياة الانسان عبرة وتجربة فكل انسان له قصة مختلفة عن الآخر وتجارب عاشها وصراعات مستمرة داخلهُ ليقاوم الكثير من التحديات لذا نتيجة لهذه التخبطات المستمرة جعل الله لنا شهراً كاملاً يفيض علينا برحمته ومحبته وهو شهر رمضان أو شهر التحلية الروحية بعد أن كانا شهري رجب وشعبان هما شهري التخلية والتنقية يأتي شهر الله المبارك ليحلي الروح بالعبادة والتضرع إلى الله من خلال قراءة القرآن والأدعية كدعاء الافتتاح الغني عن التعريف الذي لو تأملنا بدقة عباراته ونقف كل يوم على عبارة محددة لندرسها ونتأمل فيها ونجعلها ضمن نطاق التطبيق العملي لوجدنا فرق كبير جداً على جودة حياتنا، كما أن دعاء أبي حمزة الثمالي لوحده منهاج تربوي روحي يقوم سلوكيات الإنسان ويهذبه خاصة كون هذا الدعاء يحاكي الجانب العاطفي للإنسان فيجعل ويُخرج منه كم هائل من الحزن من خلال البكاء والتضرع والعبودية لله.
فهذه الأدعية تفرغ الحزن الذي يقبع داخل الانسان وتحلي روحه وتخفف كم هائل من الثقل الذي يحمله، ونلاحظ ذلك في حالة الخفة الروحية التي تنتاب الانسان في عيد الفطر يشعر بالتجدد والطاقة والنعمة الكبيرة التي تحيطه ويستشعر عناية الله في جوانب حياته، فكلمة واحدة من دعاء تقلب حياة الإنسان علاوة على ليالي القدر العظيمة التي يدخل الانسان الشيعي الموالي في حالة من الحب والتضرع والعبادة المنقطعة لله بعيداً عن المشتتات الدنيوية، فالسعادة الحقيقية تتمثل في عبادة وتقوى الله الحقة، لذا يجب علينا المداومة على هذه العبادة والاستمرار في قراءة القرآن طيلة السنة وعدم حصرها في شهر رمضان فقط، لأن العبادة نعمة لا يعرفها إلا من استلذ بها.
جدير بالذكر أن حالة الرخاء الروحي والطمأنينة والسعادة تحمي القلب، أشارت العديد من الأبحاث العالمية أن السعادة تعمل على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم أيضاً، قد أقيمت تلك الدراسة على حوالي العديد من الأفراد واستمرت تلك الدراسة لمدة ثلاث سنوات، لذلك ربط الأطباء أن السعادة تعمل على الحفاظ على صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بالأمراض مثل الشريان التاجي.
وتقلل السعادة من التوتر، من منا لا يمر عليه أيام صعبة يشعر فيها بالضغط والتوتر والإجهاد النفسي والجسدي الشديد، وزيادة التعرض للإجهاد تعمل على إحداث بعض التغيرات البيولوجية والهرمونية في الجسم وعدم ثبات مستوى ضغط الدم، وأشار الباحثين نتيجة الدراسات التي أقيمت على العديد من الأشخاص أن السعادة ترتبط ارتباطا وثيقا بالتوتر، فإن المشاركين الأسعد في تلك التجربة ظهرت لديهم نتيجة هرمون الكرتيزول أقل بنسبة 23% من الأشخاص غير السعداء الذين يعانون من التوتر، بالإضافة إلى أن مستويات بروتين تخثر الدم أقل بنسبة 12 مرة ومن المعروف أن هذا البروتين يزداد في الدم في حالة الإجهاد والتوتر(1).
اضافةتعليق
التعليقات