ونحن على أبواب شهر الخير والإحسان، نتعرض فيه الى نفحات الرحمة والغفران، تجرحنا أوضاع المسلمين، وتؤلم ضمائرنا صرخات المستضعفين، ممن لا يجدون عونا لهم لينقذهم من بؤس واقعهم المرير، وما يلاقونه من تكالب قوى الشر والطغيان عليهم..
سيأتي شهر رمضان ونحن ننتظره محمّلين بجراحات الحاجة، تعصرنا مشاهد القتل لهول ما نرى من الشهداء والضحايا.. نراهم فترتطم ضمائرنا بصرخات اليتامى ودموع الأرامل وجوع الأطفال.
ماذا ترك لنا الأعداء ونحن من كنا نرفع جبيننا عاليا بفخر الإنتصارات على كافة الصعد؟
ليس تأبينا و الله معزنا وليس ذلا والله مكرمنا، لكنها آلام مخاض انبثاق واقع جديد، كان قبل ذلك مهزوما بالسكوت، فانطلق يستصرخ الأحياء، ليكونوا عونا لهم على نائبات الدهر الخؤون.
انهم اعداؤنا في الداخل يعيثون في الأرض فسادا وتنكيلا تحت شعار الحريات، فينكؤون مابقي من الجراح لأمة مغلوبة على أمرها.. ترى أمة النصارى تقف إلى جانبها مكسورة الخاطر بانهزامها.
عجيبة هذه الأقدار، وعجيب صمت المسلمين عن واقعهم..
هو واقعنا الذي يضمنا جميعا، مؤلم هو بكل اتجاهاته، فأين ما تولّي وجهك، ترى هناك سهماً في كبد السماء، ويرقانة تنخر خشب سفينة الحياة.
أمام جوعٍ الأهالي في البقاع المحتلة، وبرد الشتاء وغرق المخيمات، كلها تنذر بويلات السماء يوما علينا، اذا قصّرنا في استنصار الحق، وسكتنا عن رفض جبهة الباطل، وربما صرخنا ولكن ما فائدة البكاء و التألم، لمن كل يوم يُذبح شعبه بالمئات بل بالألوف.
أمام هذا الواقع المزري، يقف القلم عاجزا لمن ينحب على أراضينا المحتلة وشعبنا الأعزل؟ أم على عمق جراحنا وعدم قدرتنا على مد يد العون لإخواننا في غزة؟
إلا انّ ما يهوّن الأمر، ويكبر الأمل في النفوس، هو انبثاق فجر جديد، نعلّم فيه أطفالنا معنى المسؤولية، في رفع راية الحق، بأن نريهم أنّ ثمة غزاة يتربصون بنا الدوائر، وثمة ظلم يعشعش كما بيت العنكبوت في زوايا الأوطان، ليمنح البؤس لشرنقة الأجيال.
اكفكفُ عبرات القلم، وهو السلاح الذي يحمل رصاصة الكلمة، اذ أصبح على ضعف ينوح تاريخ صمتٍ وصبرٍ وتوجّعٍ لسنوات، وقالها اليوم.. ألا من ناصر ينصرنا.
اضافةتعليق
التعليقات