• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فداءً للعراق الذي لن يشارك في كأس العالم

سمانا السامرائي / الخميس 24 تشرين الثاني 2022 / حقوق / 1514
شارك الموضوع :

إن المهام المناطة بمن يأمل خدمة العراق هي مهام ليست بالمهام التي يمكننا أن نصفها بسهلة

نشرت سيدة قطرية "في خدمة الوطن لإنجاح أكبر حدث عالمي" وهي تتحدث عن جهودها المتفانية في تنظيم جانب من جوانب كأس العالم الذي سيقام في قطر.

هنا استوقفتني المفاجأة وداهمني الذهول، لم أفهم الجملة أول الأمر، عدت لها عدة مرات حتى استقرت في داخلي بما يكفي لفهمها، تركيب هذه الجملة غريب على إدراكي تماماً وكذا معناها، فما عهدته عن الجمل التي تسبق أو تلي عبارة "في خدمة الوطن" هي جمل تحمل روح الشقاء ومرارة التضحيات الجسام، ورائحة الموت.

إن المهام المناطة بمن يأمل خدمة العراق هي مهام ليست بالمهام التي يمكننا أن نصفها بسهلة، لم تكن كذلك بالتأكيد على مدى مئة عام المنصرمة على الأقل، فكلها "بالروح، بالدم"، فحياة من يعمل بالسياسة والسلك العسكري والصحافة حياة محفوفة بالمخاطر في كل الأوطان وهو أمر معروفة أسبابه، أما في العراق فكل الشعب بكل أطيافه وأصنافه ومهنه يعيشون حياة أقل ما يقال عنها خطرة، في ظل دولة لا يعلو صوت القانون فيها، وينخر الفساد بأشكاله كافة طبقات المجتمع، تصبح مهنة الطبيب كل يوم خطر من أجل الوطن، فقد تقتله رصاصة غادرة ممن لا يعترف بالقضاء والقدر، ويصبح المهندس الأمين الذي لا يتنازل عن الجودة في خطر، والمدير الذي لا يمرر الصفقات الفاسدة في خطر، والأستاذ الذي يؤدي عمله بإخلاص ولا يرتضي منح الشهادات لغير مستحقها في خطر، وكل فرد في ظل هذه الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية يعيش على أرض رخوة زلقة، كل خطوة هي خطر، بل يمكننا القول إن اختيار العراق للعيش هو فعل فدائي من أجل الوطن.

إن هذه الحالة بالغة التعقيد تشكل فكر الفرد العراقي وتحسر خياراته القيمية بين أمرين:

أبيض شائن: لا موت ولا وطن.

وأسود نبيل: موت ووطن.

هذه العقلية ستدفع الشعب وإن استقرت الأوضاع إلى خلق مزيدٍ من الفوضى، فلم يعتد على غير هذين الخيارين، لا يعرف كيف يتصرف إن عم الهدوء، ولا يدرك كيف يعيش ويبني الوطن، لا يعرف ماهية التقدم، وما هي آلياته، ولا يؤمن بأنه قادر على أن يسمو باسم الوطن عالياً في مصاف الدول الكبرى وإن كان يردد أنه يأمل أن يرى غداً مشرقاً.

أن يعيش المرء من أجل ازدهار الوطن لهو فعل شاق حقاً، فيتوجب عليه أن ينير عقله ويهذب طبعه أولاً، ويتزود بالعلوم والمعارف والمهارات ثانياً، ثم يعمل عملاً مجهداً دون انتظار اعتراف من الجماهير أو مراتب مرموقة أو مبالغ طائلة، ثم يتحلى بإيمان راسخ بحتمية الغد المشرق حتى في أكثر الليالي حلكة، وأخيراً ينفق أوقاته في نقل إيمانه هذا للآخرين وإن واجهوه بالسخرية فهو بحاجة إلى قبائل تخدم الهدف ذاته، تدعمه أولاً ثم يتوارثون المسير بعده في طريق المجد، أي إن حياة كاملة مهما امتدت منذورة للوطن على أن يكون النذر مثمراً يقيناً، وذلك الثمر حلو لا ريب فيه.

أما الموت فهين على بؤسه الذي يتركه على الأحياء، فكلنا في أي لحظة قد نموت من أجل الوطن دون متطلبات خاصة، وذلك يخلصنا بشرف رفيع من عناء العيش المضجر.

العراق
الوطن
مفاهيم
العاطفة
الفساد
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    العراق في مأزق!

    النشر : الأربعاء 25 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الصراع بين العمة والكنّة... مشكلة أزلية أم تصنّع أبله!

    النشر : الأربعاء 04 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    تحت ظلال شجرة العلم

    النشر : السبت 03 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    لقاء تحت الشجرة

    النشر : الثلاثاء 31 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    عيد العمال.. تحية حب لكل طالب يعمل

    النشر : الأربعاء 01 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    كيف تعالج قلقك؟

    النشر : السبت 06 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1339 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 847 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 758 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 440 مشاهدات

    ساعي بريد الحزن

    • 377 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1339 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1212 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1142 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1065 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1061 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • منذ 12 ساعة
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • منذ 12 ساعة
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • منذ 12 ساعة
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • منذ 12 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة