هل تعلم بأن فلان خطيب يتقاضى مبالغ طائلة! والشيخ الفلاني لا يقرأ إلا في مجالس تُبث على الفضائيات، وذاك الرادود يبحث عن الشهرة في صوته، وتلك المجموعة المؤثرة تبحث عن زيادة مشاهدة، وهذا الخادم وضع الموكب بمال أيتام اخيه، وتلك تحضر المجالس لمجرد الخروج من المنزل، وهذا يذهب للزيارة كل أسبوع للسفر فقط .... وغير تلك التصريحات نسمع العشرات في كل يوم، بعضها حسداً والأخرى تسقيط لمجرد أن الطرف الآخر يختلف مع المتحدث شخصياً أو ربما لأنه يُقلد مرجعاً آخر .!
عبارات تسقيط وتشهير تتطاير في كُل مجلس وبعضها يقفز للهاتف ليُدون في مواقع التواصل وينتشر بسرعة البرق حيث أن المجتمع يسع للكثير من الإشاعات وله القدرة على تكاثرها.
الحقيقة هي إن أول من ادعى الأفضلية هو أبليس لعنه الله واعتقاده هذا جره إلى مخالفة الله تعالى ومن ثم إسقاط بني آدم في الزلل ليُثبت لنفسه أن آدم لم يكن يستحق الاجتباء والتقديس، وعلى هذا المنهج يسير الآن بعض البشر .
من حق كل شخص إذا اعتقد أن هناك فكر أو منهج خاطئ ومفسد ومُضر بالدين والدنيا أن يوجه له انتقاد وتحذير الآخرين منه، ومنافسته ليكون الصواب محله ولكن لا حق له في تسقيط الشخص المتبني لذلك المنهج تسقيطاً شخصياً حتى يتحول ذلك لعداء.
تتفاقم المشكلة عندما يكون شخص ظاهره الولاء لمحمد وآله ويردد في زيارة عاشوراء
"سلمٌ لم سالمكم وحربٌ لمن حاربكم" ويعمل بالخلاف، حيث لو وفر له دقائق من تلك التي يقضيها في تقصي أمر الخِدام والتحدث عنهم بسوء، وأطلع على عبارة المولى الجواد عليه السلام : "لا تعادي أحدا حتى تعرف الذي بينه وبين الله ، فإن كان محسنا فإنه لا يسلمه إليك وإن كان مسيئا فان علمك به يكفيكه فلا تعاده". وفي لحظة تفكر يتأمل أنه ومع التطور الذي نشهده في زماننا هذا هل تم اختراع جهاز كاشف عما بين العبد وربه في الخفاء؟ مادامت الإجابة لا فلم كُل هذا العداء؟
الأجدر به لو التفت إلى نفسه وحاول أن يعرف مابينه وبين ربه لكان الأمر أسهل وأسلم له، إن كان خيراً استزاد من الخير وإن شر عمل على إصلاح ذاته، حيث ان إصلاح المجتمع يبدأ من الذات (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
منهج جواد الآل (عليه السلام) هذا لو ساد بين من يجدون في قلوبهم برد حب محمد وآله عليهم السلام لما كان للعداء سبيل بينهم وعم الخير بلقاء حفيده المُرتجى، (ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم، السعادة بمشاهدتنا) .
اضافةتعليق
التعليقات