يسعى الإنسان إلى النجاح دائماً، وفي مراحل حياته المختلفة، إلا أنّ هذا النجاح قد يواجهه الفشل أو الإخفاق في مرحلةٍ ما، ولذلك إذا اصطدم الإنسان بالفشل عليه أن يستعمله كتجربة مفيدة له في مشوار نجاحه وفي مستقبله القادم، وألا يسمح له أن يُعيق سيره وتقدمه، فالإخفاقات التي تعترض طريق نجاح الإنسان عليها أن تكون دافعاً ومحفزاً للمضي قُدماً، فهذه الإخفاقات ستكون يوماً ما تجربة من الماضي، يأخذ الإنسان منها درساً مفيداً. فأكثر الناس نجاحاً في العالم أكثرهم إخفاقاً في بداية حياتهم؛ لأنّهم واجهوا الفشل بقوةٍ وصلابةٍ، وجعلوا من تجارب الفشل والإخفاق التي اعترضتهم جسوراً قويةً يعبرون من خلالها إلى النجاح.
مواطن النجاح:
كثير من الأفراد يظنون أنّ النجاح لا يكون إلا إذا انخرطوا في جماعةٍ معينةٍ أو حزب منظم، وأنّ الأعمال الفردية لن تجدي نفعاً، ولن تغير شيئاً في حياة الفرد وتقدمه، وهذا الظن أو القول الذي في تصورهم خاطئ بكافة المقاييس والاتجاهات. فالنجاح له أشكالٌ مختلفة، فبعضها يحتاج إلى وجود الآخرين وتعاونهم، ومن الصعب إحداث النجاح أو تحقيقه من غير طلب المساعدة من الناس، مثل إدارة مؤسسة ما، أو إجراء عملية جراحيّة، وكذلك النجاح في الأعمال التجاريّة، وغيرها من الأعمال التي يحتاج إنجازها إلى فريق عمل متكامل.
إلا أنّ هناك الكثير من مواطن النجاح لا يحتاج فيها الفرد إلى مساعدة أحد، ويعتمد النجاح فيها على الجهد الشخصي، كأن يكون مدرباً ناجحاً أو مُدرساً متميزاً، أو فناناً مبدعاً، فهذه النجاحات تحتاج امتلاك الفرد لمهاراتٍ عديدة، وكفاءة عالية منه، وجهدٍ متواصلٍ وتركيزٍ كبير، إلا أنّ النجاحات الكبيرة التي يبلغ تأثيرها المجتمع بأسره، أو يشمل شريحة كبيرة من المجتمع، تحتاج إلى تعاونٍ جماعي وإن كانت البداية من جهود فردية، فتعاون الجميع هو أساس العمل وأساس النجاح، الذي ينتشر بين الناس لتعم الفائدة منه.
النجاح هو قدرة الشخص على تحقيق أهدافه، طموحاته، أمنياته، واستغلال طاقاته بالطريقة الصحيحة، فهو مطلب أساسي وضروري لصحة الفرد النفسية؛ لأنه يشبع حاجته إلى تقدير الذات، وخصوصًا المرأة، فهو يعتبر تحديًا بالنسبة إليها، ومن خلاله تستطيع أن تثبت جدارتها في نيل المكانة التي تستحقها بالمجتمع.
الأخصائية النفسية ومدربة التنمية البشرية «سوزان سنبل»، تطلعنا على 10 مهارات هي سرّ النجاح والتميز في العمل والحياة بشكل عام:
1- التركيز على الالتزام وليس الدافع:
فمدى الالتزام بتحقيق الأهداف، على الرغم من العقبات التي قد تواجهك، هو ما سوف يقودك إلى تحقيق دوافعك؛ أي أنه كلما كانت نسبة الالتزام قوية، فإن الدوافع ستأتي لاحقًا.
2- السعي لاكتساب المعرفة وليس للنتائج:
تأكدي أن السعي للمتعة والاكتشاف والتطوير واختبار الأشياء الجديدة؛ سوف يجدد لديكِ الدوافع باستمرار، أما التركيز على النتائج فقط سوف يحطمها.
3- الاستمتاع بالرحلة:
عليِك أن تؤمني بأن الحياة لعبة شيقة؛ حتى تستطيعي مقاومة ضغوط أعبائها.
4- التخلص من الأفكار السلبية:
تتحكم الأفكار في المشاعر، التي تتحكم بدورها في رؤيتك لما تنجزينه، وفي كل مرة سوف يتوجب اختيار أي الأفكار التي ستؤثر على العمل الذي تقومين به.
5- استخدام الخيال:
يأتي استخدام الخيال في الخطوة التي تلي التخلص من الأفكار السلبية، فعندما تسير الأمور
بطريقة جيدة؛ فإن الطاقة الإيجابية ستملأ روحك، وتنعشها، وتشحن طاقتك؛ لتنجزي أفضل.
6- التوقف عن اللطف مع الذات:
قد تفشل الأفعال في تحقيق النتائج المرغوبة في بعض الأحيان، الأمر الذي يدفعك للتوقف عن المضي قدمًا لفترة، هذه الفترة سوف تُدخلك في حاله من الركود وربما الاكتئاب، لذلك عليكِ ألا تكوني لطيفة مع نفسك، بل يجب أن تدفعيها للنهوض من جديد.
7- التخلص من التشتت:
هناك الكثير من الأشياء التافهة والمشتتات التي سوف تعرقل طريق المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافك القيمة ذات المعنى، لذا يمكن الاستعانة بقائمة بالأشياء المهمة والضرورية والأشياء غير المهمة التي ستعوق مسيرة النجاح والالتزام بتجنبها.
8- عدم الاعتماد على الآخرين:
في السعي لتحقيق النجاح؛ عليكِ ألا تتوقعي من الآخرين القيام بهذه المهمة بدلًا منك، فكل شخص منشغل بتحقيق حاجاته الشخصية، لذا اعتمدي على ذاتك في تحقيق أهدافك.
9- التخطيط:
سجلي خطواتك وأهدافك، كيفيتها، وزمن تحقيقها، مع مراعاة دقة متابعة تحقيق هذه الأهداف بصفة دورية؛ ليتسنى لكِ التعرف على الأجزاء التي تحتاج إلى تعديل.
10- تجنب الإرهاق:
عليكِ أن تنالي قدرًا من الراحة، فالجدول الأسبوعي الذي يتخلله أوقات للراحة سيساعد حتمًا في منح العقل والجسد فرصة للاسترخاء واستعادة النشاط مرة أخرى؛ من أجل استكمال المسيرة.
اضافةتعليق
التعليقات