قرأتُ ماكتَبته وها أنا أنقل لكم ذلك فامنحوها شيء من الاهتمام فهي تقول الحقيقة:
_كنتُ بحاجة للذهاب الى الحمام للتبول ولكنهم رفضوا، قالوا يجب ان تمتلىء المثانة حتى تكون رؤية الجنين اسهل خلال السونار، اتذكر شعوري بالقلق ليس فقط بسبب امتلاء المثانة ولكن ايضاً لتعبئة كمية كبيرة من الأوراق المطلوبة حتى يتسنى لي رؤية جنيني الذي انتظره بعد مرور ثمانية اسابيع..
بدأ السونار وشاهدت الصور امامي، كان قلبي يخفق بشدة، كنت متحمسة جداً، كان يوم ننتظره انا و زوجي منذ اكثر من عام، لكن الصور كانت مختلفة عما شاهدته في بحثي على الانترنت والصور التي بعثتها صديقاتي!.
كانت صور السونار تقول بأن هناك امر سيّء يحدث، خرجت الدكتورة ولحقها زوجي وهو يردد لي أن كل شيء سيكون بخير، ولكن زوجي لا يعلم بأنني قمت بالبحث بالإنترنت لأشاهد كيف يكون حجم جنين عمره ثمانية اسابيع، لقد عرفت بأن الأمر ليس على ما يرام، اتذكر انني كنت خائفة لدرجة البكاء، اتذكر بأنني كنت اجبر نفسي على عدم سقوط دموعي حتى لا اشاهد وجه زوجي وهو ينظر لي بلحظة من الألم، ذهبت الى المنزل بعدها حتى ارتاح، لقد زودتني الدكتورة بكل ما احتاجه من تعليمات وكانت محقة بكل كلمة قالتها ولكنها لم تحذرني مما قد يحدث لي بعد الإجهاض!.
لم تقل لي بأنني سأتذكر لأسابيع عديدة حتى ينظف جسدي مما تبقى من اثار الإجهاض، لم تقل لي بأنني سوف اشاهد دموع زوجي لفترة طويلة، لم تقل لي كيف هو صعب ان اخبر أمي بما حدث لي، لم تقل لي بأن جسدي سيستمر بالاعتقاد بأنني لازلت حاملا لعدة اسابيع، لم تقل لي بصعوبة ترديد كلمة انتِ بخير لكل الناس على الرغم بأنني لست بخير، لم تقل لي بأنني سأشعر بالغيرة من بقية الأمهات، لم تقل لي بصعوبة الرد على سؤال:
"متى ستنجبين طفلك؟".
ولم تقل لي بصعوبة فقدان شخص لم التقِ به من قبل.......
بعد ان أنهت حكايتها هذه السيدة، مرّ أمام عيني ألف سؤال عَبرَ حكايتها ليعود آفلا إلى الماضي:
ماهو حال الزهراء (صلوات الله عليها) وهي ترى جنينها امامها وليس مخفيا عنها وهي تحت البنج؟!
وألسن النار تلتهم اطراف باب منزلها.. وزوجها مسحوبا بيد اراذل الخلق والسيف على عنقه..
وتلطم وترفس ويراها صغارها وهي تحتضر؟؟؟؟؟
والضلع المكسور سيذكرها إن نست كل ذلك او حاولت؟
شعور الغربة تحت تأثير الاجهاض سمعتُهُ من كل من مرت به..
ولكني كنت اتسائل دوما اذا كيف مر عليكِ..
مولاتي؟؟؟؟
دعوة لكل امرأة عانت من الاجهاض..
ان تحدث الناس عن معاناة الزهراء (عليها السلام)..
فهي ستحدثنا عن حقيقة ماجرى..
اضافةتعليق
التعليقات