من أشد اللحظات ألما على الانسان حين يبتلى بابتلاء و لا يعرف كيف يتصرف ولا يعلم لمن يلجأ.
فألم الابتلاء على جانب و ألم الحيرة في جانب آخر حيث يفقد الانسان الثبات و يشعر انه يتحرك يمينا و شمالا مع كل ريح لذلك هذه المرحلة هي من اشد المراحل و أقساها على قلب الانسان و حياته.
وهذه الحالة تمثل حياة الشيعة في زمن الانتظار
حيث انهم يشعرون بالتيه و يصابون بالأذى و في كل يوم يسقط مئات الأشخاص في هذا الامتحان و يصبح الأمر أصعب و أصعب من ذي قبل.
لذلك عندما نشاهد حياة اهل البيت عليهم السلام نجد انهم كانوا يبينون أهمية التمسك بالعقائد الحقة و التشبث بهذه الشجرة المباركة كي ينجو الانسان و يرتقي.
من النقاط المهمة و التي يجب أن يسلط الضوء عليها في حياة مولانا الامام العسكري عليه السلام تمهيده لهذه القضية المباركة (الدولة العالمية) للامام المهدي عجل الله فرجه الشريف في تلك البرهة الملتهبة.
فهذه القضية كانت محط اهتمام جميع المعصومين عليهم السلام فقد نرى نبينا الاعظم صلى الله عليه وآله في يوم الغدير و مواقف أخرى يتكلم عن المنقذ الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
و كذلك جميع المعصومين أكدوا على ضرورة الاهتمام بهذا الامر ولكن الامام العسكري بين ذلك بصورة دقيقة و حساسة.
فقد نشاهد امامنا العسكري عليه السلام بين طريقة الارتباط و ضرورة التمسك بالامام المهدي عليه السلام من خلال اقواله و افعاله، حيث عرّف الامام من بعده هو ابنه المهدي عجل الله فرجه الشريف و ضرورة التمسك به و كيفية التواصل معه و الصبر و الانتظار لأجل الوصول الى هذه الغاية العظمى وما يؤكد على ذلك الرسالة التي أرسلها الإمام إلى علي بن الحسين بن بابويه القمي: التي جاء فيها:
(عليك بالصبر وانتظار الفرج).
بعد أن بين عن طريق الاحاديث و الأدلة ان الامام صاحب العصر والزمان هو المنقذ. بين صعوبة الأمر و صعوبة التمسك بهذه القضية و قال عليه السلام :
“إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط شوك القتاد بيده"
ويحذر الناس من الشك و الشبهة في هذا الأمر ولكن الناس أمام أمر عظيم ففي كل يوم بل و في كل لحظة يسقط عدد هائل من الناس في هذا الامتحان و يصبح الأمر مؤلما أكثر فأكثر .
التمهيد للغيبة
الامام العسكري عليه السلام من خلال مواصلاته مع وكلائه درّبهم على تبليغ أحكامه إلى شيعته وكان الارتباط مع الشيعة من خلال المراسلات و المكاتبات و هذا يعتبر تمهيداً للغيبة الصغرى كي يتعرف الناس كيف يتعاملون مع الفقد، و كيف يترابطون مع امام زمانهم و ينجون من الهلكات و يصلون إلى مايريدون ولكن الأمة اعتادت أمر الغيبة و ابتعدت كل البعد عن تلك الفكرة العظيمة و التمهيد لتلك الدولة العالمية.
قد مضت مئات السنين والبشرية لا زالت تخطئ وتغدر و تكذب ولازلنا بعيدين عن مولانا و مخلصنا وهذا بسبب الابتعاد عن تلك الكلمات النورانية و الارشادات التي تغير حياتنا رأسا على عقب، عن الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف): وأنّ أشياعَنا وفَّقهم الله لطاعته على اجتماعٍ من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخّر عنهم اليُمنُ بلقائِنا ولتعَجّلَت لهمُ السعادة بمشاهدتنا)).
اضافةتعليق
التعليقات