تهاتف روحي امنيات خجلى، بترنيمةٍ ايقاعها متواصل لا ينتهي.. فليس للأماني سقف، وليس للأحلام حدود انتهاء.
نعم هنا في جعبتي إرادات قصيرة المدى.. أكاد ألمس من خلالها حواف أحلامي، وأرقب بعضها نجوما تتساقط من عليائها.. كم من مرة يضحك سن الدهر لي ويكشف عن لثامه ويواري سوءة هنا ويغطي هفوات هناك، لكنه سرعان ما يقلب لي ظهر المجن فيكشر عن أنياب لطالما اخفاها.. هل تراه يتلاعب معي ويخفي وجها ويظهر آخر؟!
تقترب الأحلام فتكشف مسافات النأي عن أوهام لا زالت تعربد ويعلو ضجيجها.. لكنّ اقتراب الأحلام يجعلني أعيش الحياة بتأملات جديدة وروح جديدة.
أحلامنا هي نحن.. إنها تجعل أرواحنا تحلق في سماء الممكنات حتى وإن كانت أحلاما مستحيلة.. فلا شيء مستحيل مع قوة الاصرار وعنفوان الإرادة.
كم من حلم قد زارني وراود مخيلتي ولم أستطع أن أزيحه عن سمائي أو أرمي ثقله عن كاهلي؟
كثيرة هي أحلام اليقظة.. تصر على الحضور وتأبى الانقشاع مع غيوم اليأس واللاعودة.. لكنها تبهرني بحضورها الآسر وتشعل فيّ نار الترقب، وترفع لي لواء في كل اتجاه، كي أكون أنا الفراشة التي تدور حول اللهيب وليس سواي.
ولا زلت أطير وتطير بجنبي أحلامي وتعبر بي دروب السفر نحو واحة غنّاء شديدة الخضرة.
أحلامي المسافرة لا تعرف طريق العودة، تتناغم خطاها وترتحل نحو فضاءات واسعة لا حدود لها.. ليتها ترتجل قليلا لتشهق بعض الأمنيات وتعاود البقاء لترتاح روحي ولو شيئا يسيرا..
هل حكم علي الدهر بأن أعيش أحلامي في حقيبة مسافرة؟
اضافةتعليق
التعليقات