حتى وإن اختلفنا تجمعنا الإنسانية، إن أسوء العقول هي من تحول الاختلاف إلى خلاف حيث إن في الآونة الأخيرة دائما ما يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف غير مبرر من قبل البعض.
أنت حر فيمن تحب.. حر إلى من تنتمي، لكن لا تحاول إجباري على ذلك، فلكل منا حرية
لكل منا رأي، لا تحاولوا مصادرة ذلك، ناقشوا بأدب، لأننا أولا وأخيرا انتماءنا للعراق فقط.
برأيكم كيف يمكن تجنب النزاع الحاصل نتيجة الاختلاف بالآراء؟!
حول ذلك أبدى رأيه الدكتور مهند الكعبي: "الاختلاف بالرأي يساهم في بلورة الأفكار وسد الفجوات لكن من تكون ثقافته محدودة يحاول فرض رأيه أو نفسه على الآخرين وقمة الجهل أن يدعي الإنسان لنفسه ماتفقدها".
واختصر محمد حميد الصواف ذلك بقوله: "إن لم أكن مؤيد لك فليس بالضرورة أن أكون ضدك"
ثقافة الاختلاف بالرأي مفقودة بالعراق وكيل التهم والتخوين شائعة.
وقال المحامي مصطفى محمد: "للأسف نحن مجتمعات لا تعي منطق الاختلاف بوجهات النظر لأن سيكولوجية الفرد فيها تتمحور حول التفرد بالرأي ومصادرة حق الآخر في الاختلاف حول مايراه صح أو خطأ".
وأضاف محمد: "والأدهى من ذلك أن بعض الأفراد يدافع عن رأي خاطئ وفكرة لا تصلح أن يتقبلها الطرف الآخر ويبيح لنفسه كافة الوسائل كي يقبلها الآخر حتى وإن استعمل منطق القوة".
وأوضح: "إن أي فئة مجتمعية تحكمها العادات والتقاليد البالية وتسيطر على أفكارها التبعية والطاعة العمياء لن تكون عنصرا فاعلا في نهضة المجتمع أو تقدمة بل حجر عثرة، وهذه التبعية العمياء والممنهجة التي يغيب معها العقل وصلت بأصحابها إلى تقديس الأسماء والأشخاص "الأصنام المتحركة" حتى لا يعود الشخص التابع يرى في جماعته فعل الشرّ إلا صواباً، ويصل من خلالها إلى مرحلة الجهل المفرط الذي يجعله بلا قدرة على التفكير وإبداء الرأي مع وضوح الجرم المرتكب وعدم توافقه مع الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية.
وبين أن "المتسيدين اليوم أكثر دهاء، ولديهم سلّة منوّعة من التابعين المطيعين لهم والمبرّرين لأفعالهم (على غرار سلّة الاستثمارات التي يحتفظ بها التجّار لكي لا يخسروا كلّ ثروتهم دفعة واحدة) فلا مانع لديهم أن يضحّوا بفئة في مرحلة لأجل أخرى مدّخرة لمرحلة قادمة بما تتطلبه مصالحهم الآنية والشخصية حتى أصبح التابعون أشدّ جهلاً بدهاء أسيادهم وأكثرهم غفلة عن مصالحهم".
وأضاف أن أزمة هؤلاء أنهم بالغوا في نظرتهم لأشخاص عاديين فجعلوها نظرة مقدسة تفوق حجمها الأصلي، مما افقدهم احترام خصوصيتهم واستقلاليتهم التي تحقق لهم مطالبهم الخاصة في الحياة وهم بذلك أوكلوا لغيرهم مهمة اتخاذ قراراتهم ووضع أهدافهم وتقرير مصيرهم.
واوضح أن فكرة الاختلاف في الرأي وقبول الآخر المختلف بتوجهاته وعقائدة تكاد تكون غير موجودة عند هذة الفئة أو معدومة إن صح التعبير لأن فكرة الخروج عن السائد أو التمرد على بعض المفاهيم الخاطئة غير موجود في قاموسهم العقلي والفكري الذي تطبع بمبدأ (السمع والطاعة).
واضاف مهدي العوادي إن "الاختلاف بالرأي أمر طبيعي وإيجابي نافع للمجتمع وللمجموعة
لكن الأغلب يستخدم أسلوب الشتم والتهم والأكاذيب عندما يختلف معك وهذا هو الجهل بعينه.
وأضاف العوادي: أتمنى من كل شخص يختلف مع الآخر أن يعطي رأيه باحترام ويشخص الخلل بالدليل ويعطي النصيحة والموعظة الحسنة وخصوصا احترام مشاعر الآخر أمر مهم للنقاش والاختلاف.
اضافةتعليق
التعليقات