على المؤمنين والمريدين أن يقفوا على سيرتهم العطرة، فنحن بحاجة أن نقرأ عن قصصهم
وضروري جدا أن يقرأها المؤمن الذي يسعى للوصال والهدف الأسمى ليتعلم منهم الدروس والعبر وخصوصا الأنبياء والمرسلين ومن بعدهم العرفاء والعلماء، والتعرف على أحوالهم لأن أحوالهم تعتبر دروسا ومواعظ للمريد :
فمن الضروري أن يتعرف الإنسان الذي يسلك طريقاً على أحوال من سبقوه إلى هذا الطريق، كما نلاحظ أن لكل إنسان ذو اختصاص له قدوة تكون من نفس الاختصاص، فيجب أن نبحث ونقرأ عن سيرة هؤلاء العظماء ونقرأ عن السلف الصالح لأنه كما اتضح لنا أن في سيرتهم دروس، وهنالك مثل واضح: قصة نبي الله آدم على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام، والاقتداء به والسير على نهجه إذا ما أذنب العبد وأراد الرجوع الى الله..
قصة نبينا آدم فيها موعظة للرجوع إلى الله وكيف الإنسان يبدأ مع الله بداية جديدة وصحيحة وذلك عن طريق الندم والبكاء والحزن والخشوع والخضوع إلى حضرة الحق جل جلاله عظُم شأنه، ويسألهُ أن يردهُ إليه رداً جميلاً ويصفح عن خطاياه ويقبله ويثق برحمته ورأفته..
فلو ذاق الإنسان حلاة الوصال ستتبدل أحواله ولايعد يرى غير السعادة والسلام. وكلما زادت معرفة الانسان زاد حبهُ للوصال. كما يقول بعض العرفاء إذا لم يمطر الله عزوجل برزق الإنس بوصاله على حقول روحك لن تزهر.
لذا على الإنسان الإلحاح في الطلب من الله ليبعث غيث حبه، وقربه، وتهذيبه، وتربيته، وتعليمه لك.. وإلا فستكون روحك صحراء.
وليعلم المؤمن أنه ما دام مع الله فالذبول خرافة، والفشل كذبة، والانكسار اسطورة.. أنت مع الله إذن أنت في القمة والصدارة. هنالك نقطة مهمة يجب الأخذ بها في السير في الطريق للمعشوق الأعلى (اعرف حدودك وستنتهي أغلب المشاكل)، الإنسان إذا جلسَ بين يدي الله في وقت السحر وقال: يارب أدبني كما تحب.
إذا رأى الله تعالى الانسان في هذا الحال، يغدق عليه من فيضه ولطفه وتعليمه وتربيته ولن يتركه، بشرط أن يكون العبد صادقأً في حديثه وطلبه.
يجب على الإنسان أن يستغل هذه الدنيا، مثل ما استغلوها أهل البيت (عليهم السلام) نستغلها بالعبادة والتقرب والنوافل.. كما يجب عليه أن يتصل بالباري عزوجل ليصل بعدها إلى مراحل عديدة للبلوغ أولها التخلية، فيتخلى من الرذائل- ، ثم تتبعها التحلية -بالفضائل- ، ثم بعدها التجلية - يعني تتجلى عليه أسماء الله وصفاته -ثم بعدها مرحلة التخلية – يعني يخلوا القلب من كل شيء عدا حب الله يتجرد عن التعلق بالمال والدنيا وشكلياتها..
عندما يصل الإنسان لهذه المرحلة تتحرر روحهُ من الأشياء الدنيوية وتنسلخ بشكل تام.. فيتحقق هنا التحرر الحقيقي للروح والسلام التام..
اضافةتعليق
التعليقات