• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لو لم ينهدم السور

فاطمة اسد / الأحد 15 ايلول 2019 / حقوق / 1674
شارك الموضوع :

كانت قدمه غير مستقرة بمكانها منكمشة من الألم وفمه مُطبق لا يفتحه سوى للأنين من سوء حاله، انغمّت لحالته البائسة فاطراً قلبها البسيط، غسلته ب

لقد سرقتْ أردى أنواع الطيور من خلف السور، أو ربما هو من وقع على رأسها بذات يوم فارغ بلا هدف وحياة وبصدفة قدرية إعتقدتها صدفة سعيدة.

كانت قدمه غير مستقرة بمكانها منكمشة من الألم وفمه مُطبق لا يفتحه سوى للأنين من سوء حاله، انغمّت لحالته البائسة فاطراً قلبها البسيط، غسلته بالمياه ثم جففت خصل ريشه الملونة، داوت جرح قدمه وقد بات حاله أفضل، أفضل بكثير.. وضعته من حيث أتى ليطير ويرحل ولكن المكان بات آسراً له ولراحته إذ لم يعتني به أحداً من قبل كهذه المرأة. بَرَك بمكانه غير مفارقه برغم تشافي جروحه..

رقّ قلبها تارة أخرى، أحضرتْ له قفصاً جديدا ليطرب سمعها بتغريده ورحلت تُكمل فريضتها اليومية لرفع أحجار سورها القديم. سورٌ تناقضت أحجاره فأحدها من الطين وقطعة من الفحم وأخرى من الآجر لا تأبه لشكله المهم أن ترفعه محصناً لها من الأذى ولكن أي أذى.. لا تعلم. سور وحسب!.

توالت أيامها وساعاتها داخل حصنها اللامنيع، تحاول أن تبث الحياة بزواياه بكل ذبول يطرى عليه.. فكل زاوية لهذا الحصن له أهمية قصوى لديها؛ الحديقة بحجم الشبر، السماء المصطنعة من القطن والألوان، والشمس الساطعة التي لا تشرق أبدا وتغريد الطير الأعرج الذي لايفتح فمه إلا حين جوعه وعطشه.. تجلس بين هذه الجدران المرقعة مستأمنة الوجود منحبسة الأنفاس من فرط سعادتها لايشغلها شيء سوى تفاصيل هذا الحصن اللامنيع..

وبأحد أيام عملها لإستكمال هذا الخراب تفتح القفص لبلبلها الأعرج عله يحاول الطيران والرحيل، عله يخفف مؤونته التي تستقطعها من أكلها وشرابها.. ولحسن الحظ إستطاع التحليق ولكنه قبل أن يرحل فتحت شهيته بعض القطع المرقعة لسورها، إذ حاول تذوق طعمها غير مستأذنا لهذه المرأة التي أقامت قدمه وأعادت بريق ألوانه. بينما هي تبني الجهة الأخيرة منه ذهب هو لينقر الجهة الأولية طبقة تلو الأخرى ولسوء بنيانه وهشاشته تهاوت جميع الطبقات المكرسة بتعبها وعرق جبينها طيلة هذه السنين، تهاوى سورها المنيع أمام الأذى ولكن أي أذى لا يهم، سور وحسب!.

رفعت رأسها ورمقته يطير، انفرجت أساريرها ولكن حين أدرات رأسها رأت ما لم تضعه بحسبانها لحظة.. لقد سقط السور، سقط بجميع ما به من أحجار ومواد وتعب شيدته بيديها.. تهاوت على الأرض منهدمة الحيلة قد تغوّشت أمامها الرؤية إذ إكتظت ذرات التراب والآجر والهم والحزن أمامها وباتت الرؤية ضبابية تخنق قلبها قبل عيناها..

لا تعلم ما الذي حدث، كانت الأمور مستقرة والهواء قابل للتنفس والمكان متكاملا طيلة هذه السنين، كيف تقف من جديد الآن، كيف تقيم هذا الخراب الآن، من ماذا تصنع حصنا آخراً الآن، وللحظات تجلّى ما لم تره طيلة هذه الأعوام المنصرمة، لا توجد الأسوار ولكن بيوت شامخة تأوي أصحابها ولا توجد طيور عرجاء تقطم مؤونتها من روحها بل بلابل تغرد وفراشات تدور على الورود المشعة، الشمس تشرق من المشرق بخصلها الدافئة والسماء صافية والغيوم حقيقية والعالم كما كان منذ الأزل يحمل الخير والشر وآدم وحواء وهابيل وقابيل والجمال والقبح والعمل والجزاء والراحة والشقاء، عالمٌ حقيقي..

لقد رأت العالم الذي لطالما رسمته بعالمها السعيد ولكن، حصنته بسورها التعيس. ولكن لو لم ينهدم السور، لكانت عالقة بهذا الوهم حتى الممات..

كم منّا يعيش بسوره اللامنيع، وكم منا يصنع هذا السور التعيس حول نفسه دون أن يعلم؟!.

الانسان
الحياة
الحرية
القيم
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    الهرمونات: رسائل كيميائية تتحكم في كل تفاصيل حياتك

    فوائد الآيس كريم للأطفال.. متعة لذيذة مع نصائح للأمهات

    الحقيقة المطلقة

    هل ينتهي حزن الثقلين؟

    آخر القراءات

    قِصَصٌ وَفُرَصٌ 9: الرِسالي بَينَ الدَعوةَ وَحُسنُ الأداءِ

    النشر : الأثنين 29 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    مع نفحات اليوم العالمي لمحو الأميّة: محو الأمية من أجل الإنعاش المتمحور

    النشر : الخميس 08 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    أوراق المانغو .. مميزات صحية وجمالية

    النشر : الأثنين 12 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ماهو مفهوم الأمن الاجتماعي؟

    النشر : الثلاثاء 25 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    للنصيحة آداب

    النشر : الأثنين 16 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    صلح الامام الحسن والحقائق المخفية

    النشر : الأثنين 20 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1141 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1007 مشاهدات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    • 413 مشاهدات

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    • 357 مشاهدات

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    • 355 مشاهدات

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    • 349 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1539 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1466 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1141 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1086 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1079 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1024 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان
    • منذ 8 ساعة
    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟
    • منذ 8 ساعة
    الهرمونات: رسائل كيميائية تتحكم في كل تفاصيل حياتك
    • منذ 8 ساعة
    فوائد الآيس كريم للأطفال.. متعة لذيذة مع نصائح للأمهات
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة