كثيرا ما كنا نسمع أن العراق وطن الجميع، والوطن بيتنا الكبير، وحضن الوطن لايضاهيه حضن سوى حضن الأم بعطفها، وتعلمنا في المدارس أن للوطن علينا حقوق كثيرة..
وتغنت الأمهات وأنشد الآباء على أسماعنا قصص تحكي بطولات فرسان دافعوا عن أرض الوطن، وإنها لثقافة تبني مجتمع يشعر بالمسؤولية تجاه الوطن والفخر بالتبعية إليه واخوة من ينتمي لأرضه والسعي لبنائه ورفع اسمه عاليا، كانوا يغرسون في نفوسنا أجمل معاني الحب وأصدقه وهو حب الوطن، ولكن السؤال؛ أكانت كلمات إنشائية خالية من الإحساس الحقيقي؟
أم أننا لم نفهم فحواها ولم نستلهم العبر من قصص أناس عاشوا على أرضه وحفظوها بدمائهم ليصونوا كرامة أجيال من بعدهم كي لايستعبدوا؟.
ما بال الجيل الجديد يتكلمون عن الوطن فيصفوه بأقسى الكلمات، فتارة يقارنوه ببلدان أكثر تطورا فينتقصون منه، وتارة أخرى ينسبون له الذل والهوان رغم أنهم يعرفون تماما أن أرض الوطن هي ذاتها وأن سمائه لم تتبدل، دجلة كما هي والفرات كما هو، بلادنا هي بلاد الأنبياء والأوصياء والأولياء ذات حضارة عريقة تفخر بها الأمة العربية والإسلامية جمعاء..
نحن من تغيرنا، بث فينا أعدائنا بغض الوطن فلا ننفك نشتم الوطن بينما شاعر العرب محمد مهدي الجواهري كان يتحدث بأسم الوطن فيقول؛ العُراق بضم العين وعندما سئل عن السبب قال؛ يعز علي كسر عين العراق.
وانت ألا تشعر بتأنيب الضمير؟! ألا يعز عليك كسر قلب العراق؟!
ثم هناك من مات من أجل الوطن وضحى بكل ما يملك وضحى بأبنائه فداءً لتراب الوطن.
أعزائي الشباب ميّزوا بين من كان سبب تأخر بلادنا وهم الشرذمة القليلة من الفاسدين وبين الوطن والرموز، لاتقولوا ماذا قدم لنا العراق لنحترمه!! الأوطان لم تخلق لتقدم، أبنائها هم من عليهم أن يقدموا ويتقدموا لرفع المستوى الثقافي والاقتصادي والعلمي.
أيها الشباب، يا قادة المستقبل يا من تعيشون على أرض العراق يا من ترتوون من مائه، الوطن أب حقيقي رؤوف بأبنائه وإن من يستحق الشتم والسحق هم من باعوا الوطن وشعبه من أجل الكراسي وملك زائل وزرعوا بغض الوطن في قلوب أبنائه ليفرقوهم ويتسنى لهم نهب ثرواته وأرزاق العباد..
أيها الآباء والامهات لا تقفوا مكتوفي الأيدي، ازرعوا بذرة حب الوطن في نفوس أبنائكم ودافعوا عن العراق وأوقفوا هجمات الغرب بحذر وبوعي تام، فالوطن يستغيث فهبّوا لنجدته.
اضافةتعليق
التعليقات