منذ ايام وهناك حرب تدور في عقلي السلاح هي الكلمات والضمير هو المقاتل الذي يخوض هذه المعركة الشرسة في ارض العقل، بين من يصدق ان هناك براءة تذبح وهي على قيد الحياة وبين من يعلن عنها الحداد وهي ترتدي ثوبها الابيض، ويبقى صدى الضمير الانساني، ماذا فقد الانسان حتى اصبح عدوانيا يقتل ويذبح ويغتصب وبعدها يعود الى عائلته من دون اي رادع او خوف، من يتحمل مسؤولية هذه الجرائم البشعة التى حصلت اخيرا في العراق؟!
امس الأول حيث وجد طفل فى عمر الأربع سنوات ملقى عاري في الشارع بعد ان تم اغتصابه وقتله، واخر جعفر الذي اغتصب وقتل ايضا.. هذا ما اظهره الاعلام، هناك الكثير من القصص لم تظهر للاعلام بحكم العرف والتشهير في عوائلهم، هزت الرأي العام، وتم القبض على المتهمين في قضية الطفل جعفر وتم اعدام القاتل، وثم يأتي الطفل عزام ويثير القضية في المجتمع مما دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الى تكثيف حملاتها للحد من ظاهرة تفشي المخدرات خصوصاً بين المراهقين، معتبرة أن جريمة قتل الطفل (عزام همام) على يد مراهقين يجب أن تدق ناقوس الخطر لدى الجميع لتحمل مسؤولية حماية شريحة المراهقين والشباب من تعاطي المخدرات التي تعد أحد أسباب الانحراف والجريمة.
يذكر ان اشخاص مجهولين قاموا في الاسبوع الماضي، باغتصاب وقتل الطفل "عزام" والبالغ من العمر 4 سنوات في كركوك.
العوامل والاسباب في انتشار هذه الظاهرة
1- لعل من اهم الاسباب هي انتشار المخدرات بين الشباب وجلوسهم في الاماكن الغير صالحة.
2-انفتاح الشاب على عالم الانترنت ورؤية المقاطع الغير اخلاقية وعدم مراقبة الاجهزة الذكية.
3- أهمال الاهل عن حماية الطفال.
4- غياب التوعية الدينية والثقافة بين الشباب.
5-الاختلاط بين الشباب في اماكن مغلقة.
ويؤكد علماء الاجتماع وعلم النفس على نقاط مهمة اتجاه الضحية ويؤكد ان هناك دلالات واضحة تثبت ان الطفل قد تعرض للاغتصاب، وتظهر عليه أعراض نفسية كثيرة منها الاضطراب النفسي، ومتلازمة الخوف الدائم، والشعور بعدم الأمان، فقدان الثقة في النفس، يفقد الكلام او يصيب بصمت، وتنعدم لديه رغبة المشاركة او الذهاب الى المدرسة خوفا من رؤية المجرم او اعادة الجريمة، التبول الغير أرادي، او البكاء بصورة دائمة والخوف من لمس الآخرين له، ويصبح عدائي تجاه الآخرين.
معالجة الطفل
يعالج الطفل نفسيا اولا ثم بعدها يعالج تربويا حتى لا يبقى اثر في نفسية الطفل وتجعله عرضة للضياع والانحراف او الشذوذ في المستقبل، تتفق اغلب المدارس النفسية على ان الطفل المعتدى عليه اذا لم يُعرض على خبير نفسي قبل بلوغه السابعة عشرة من عمره، لتأهيله نفسيا، فانه قد يتحول إلى منتقم من الأطفال انتقاما لما حدث له في صغره، وقد يتطلب من الاهل الصبر وعدم الحديث امام الاخرين عن تعرضه.
قضية اغتصاب الاطفال في قانون العقوبات العراقي
رقم 111 لسنة 1969 المعدل، فحسب المادة: 393 من قانون العقوبات العراقي:
1-يعاقب بالسجن المؤبد او المؤقت كل من واقع انثى بغير رضاها او وطى بذكر او انثى بغير رضاه او رضاها.
2- يعتبر ظرف مشدد اذا وقع الفعل في احدى الحالات الاتية:
أ-اذا كان من وقعت عليه الجريمة لم يبلغ من العمر ثمان عشر سنة كاملة.
ب-اذا كان الجاني من اقارب المجني عليه الى الدرجة الثالثة او كان من المتولين تربيته او ملاحظته او من له سلطة عليه او كان خادما عنده.
ج- اذا كان الفاعل من الموظفين او من المكلفين بخدمة عامة او من رجال الدين او الاطباء.
د- اذا ساهم في ارتكاب الفعل شخصان فأكثر تعاونوا في التغلب على مقاومة المجني عليه او تعاقبوا على ارتكاب الفعل.
3- اذا اصيب المجني عليه في مرض تناسلي نتيجة ارتكاب الفعل واذا حملت المجني عليها نتيجة الفعل.
4- واذا افضى الفعل الى موت المجني عليه كانت العقوبة السجن المؤبد.
واذا كانت المجني عليها باكر فعلى المحكمة ان تحكم لها بتعويض مناسب.
وقد اقر القانون اخيرا في الحكم بالاعدام على من اغتصب طفلا وفقد حياته اثر الاغتصاب.
منظمة الأمم المتحدة ورعاية الطفل
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في وقت سابق، أن ثلاثة ملايين و600 ألف طفل عراقي يشكلون خمس عدد أطفال البلد، معرضون لخطر الموت والإصابة والعنف الجنسي والتجنيد القسري في الاقتتال والاختطاف، وفي حين بينت أن أربعة ملايين و700 ألف طفل آخر يشكلون ثلث أطفال العراق، يحتاجون للمساعدات الإنسانية، دعت لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق الطفل العراقي.
اضافةتعليق
التعليقات